فى يوم التنويه عن لغز رفع أسعار الدواء للأستاذ أحمد البرى شاهدت ندوة بالتليفزيون حفلت بجميع المتناقضات إذ قال أحد كبار المستثمرين فى الدواء انه أعظم قرار تم اتخاذه لمصلحة المواطن حيث إنه لن يلف ويدور مترجلا أو بسيارته مستهلكا جهدا وبنزينا وكيلو مترات زيادة للبحث عن الدواء وقد لا يجده أما الآن فسيتوافر الدواء بأول صيدلية يمر بها بعد الزيادة البسيطة فى سعره وقد تناسى عمدا ان هناك ما يقرب من 50% تحت أو بالقرب من خط الفقر، وإن هذه الزيادة وان كانت بالنسبة له ولأقرانه لا تمثل عائقا فإنها مانع وسد أمام نصف عدد السكان والحقيقة أنه لا يمكن اعتبار الدواء سلعة استفزازية كأكل كلاب وقطط المرفهين، بل هو حق مكفول للجميع بلا استثناء فى كل دول العالم وأن ترك الفقراء للأمراض تنهش فى اجسادهم حتى يموتوا هو جريمة لا تسقط بالتقادم دنيا وآخرة.والغريب انه يتم التحايل على المرضى بكل أساليب الخداع والغش كاعتبار علبة الدواء التى تحتوى على أكثر من شريط عبارة عن وحدات يمثل كل شريط منها وحدة تطبق عليها الزيادة فزادت العلبة ذات الشريطين 40% والثلاثة 60% وهكذا سادت فوضى لا مثيل لها فأصبحت كل صيدلية حرة بلا رقابة فى تحديد الزيادات ونسبتها وكما نشأت قديما طبقة سميت أغنياء الحرب اثرت كثيرا فى ظل حالة حرب تخوضها الدولة الآن، فلقد نشأت طبقة أغنياء الدواء التى تستغل كل أنواع الغش ببجاحة يحسدون عليها فى ظل تغاض مقصود من الدولة عما يجرى رغم أن اليوم الواحد يفرق فى صحة المواطنين وما يقابله من إفراغ جيويهم إن كان قد بقى فيها شيء فى ظل ارتفاع جنونى فى الأسعار. صلاح فودة المعادى