العلاقات المصرية - الصينية تمتد جذورها منذ قدم التاريخ ، علاقات تتسم بالصداقة والتعاون فى مختلف المجالات ، جاء ذلك على لسان السفير منير زهران رئيس المجلس المصرى للشئون الخارحية ، مشيرا إلى أن البلدين لديهما حرص على تعميق هذه العلاقات المميزة فى المجالات المختلفة ، سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، سواء كان ذلك تعاونا إقليميا أو فى إطار مجموعة ال 77أو الدول النامية . ويكتب للصين وقوفها مع مصر فى مواقف كثيرة تستحق الإشادة، منذ العدوان الثلاثى على مصر وتأييد بكين لموقف القاهرة فى حرب أكتوبر، وقد تم توطيد العلاقات فى المجالات الإستراتيجية العسكرية، حيث أمدت الصين مصر بمعدات عسكرية فى الوقت الذى تخلى الاتحاد الأوروبى عن مصر فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات. تعود العلاقات المصرية - الصينية الى 1956فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وكانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات مع الصين الشعبية, وتطورت هذه العلاقات من حقبة إلى أخرى، تارة تساند مصر الصين وتارة أخرى تساند الصين مصر، إلا أن الروابط مرت بمراحل عدة من التطور حيث أقامت القاهرةوبكين شراكة إستراتيجية منذ 1999، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات تحولا نوعيا, وكانت الصين من الدول التى ساندت مصر فى ثورة ثلاثين يونيو ودعمت الارادة الشعبية، كما رفضت اى تدخل أجنبى ، وذلك وفقا للسفير جمال البيومى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية. وقال :«دولة الصين تشعر بالمودة تجاه مصر وتقدر كل ما تقوم به القاهرة». وأضاف بيومى :«النمو الاقتصادى الصينى بدأ ينمو بسرعة كبيرة فى العالم مما يستحق ان نتابعه ونتعلم منه الكثير ، إلى جانب ان السياسة المصرية استعادت حيويتها وبدأت فتح ملفاتها المجمدة وفى مقدمتها الصين ، وشهدنا الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين حتى قام الرئيس الصينى بزيارة لمصر». وأشار الى انه يمكن الاستفادة من الصين فى العديد من الأمور مثل تجربة الصين التى أصبحت أكبر مصدر للعالم، وهى تجربة تحتاج للدراسة والتعلم منها لأنها أكبر دوله نامية تجلب الاستثمار ، ناهيك عن الطفرة الصناعية والنقل واللوجستيات. وأكد بيومى ، أن مصلحة الصين تأمين ما يسمى ب«طريق الحرير» وهو الطريق التجارى الذى يمر من الصين الى المحيط الهندى الى بحر العرب فالبحر الأحمر فى قناة السويس الى أوروبا، وهذا طريق قديم يسبق كما نعلم إنشاء قناة السويس، وهو الآن يتم تجديده خاصة مع وجود قناة السويس الجديدة التى تجعل منه طريقا أسرع وأكثر كفاءة فى التكلفة .. والمعروف أن طريق الحرير يحقق المصلحة المشتركة للبلدين . وعن العلاقات الثنائية، تؤكد الدكتورة أميرة الشنوانى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارحية ، أن هناك تشابها تاريخيا، وتلاقيا حضاريا بين الشعبين ، فمصر كانت من الدول التى أعلنت اعترافها بجمهورية الصين الشعبية عام1952 ، وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى مايو 1956، وأشارت الشنوانى إلى أن المصريين يذكرون دائما للصين مواقفها الداعمة لمصر فى قرارات تاريخية كثيرة، ويرجع ذلك الى التوافق بين الطرفين فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ضرورة التعاون المشترك فى مواجهة خطر الإرهاب والتطرف وبذل الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لأزمات منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وإنهاء الأزمة الليبية واليمنية والسورية ايضا .. ويتطلب هذا الأمر تكثيف التنسيق المشترك بينهما فى جميع المحافل و المنظمات الدولية، خاصة فى ضوء عضوية مصر لمجلس الأمن والصين الذى تتمتع فيه بعضوية دائمة.