منذ أن أشرقت شمس السبت فى مدينة ميلانو الإيطالية كان مشجعو اتليتكو مدريد يملأون الشوارع والميادين صخبا المشجعوا جاءوا إلى ميلانو يرتدون التيشيرتات الخاصة بالفريق، الفتيات والرجال والأطفال يرتدونها بفخر شديد من أجل الاحتفال بالكأس، هكذا كانت الاحتفالات الصباحية التى نظمت من خلال جماهر الأتليتكو فى قلب ميلانو حتى إن أعضاء الفريق كانوا قد وجهوا رسائل للمشجعين عبر رسائل مصورة عرضت على شاشات عملاقة. كان الطريق المؤدى إلى الاستاد مزدحما لدرجة ان الوقت الذى كان مقدرا لقطع المسافة إلى الاستاد تجاوز ثلاثة أضعاف الوقت المحدد فى الوقت الذى كانت فيه طائرات الهليكوبتر تحرس سماء الاستاد بينما أعلنت الإدارة المسئولة عن مترو الأنفاق انه تقرر إغلاق عدد من المحطات فى منطقة طريق الاستاد لتوفير السيولة المرورية لمشاهدى المباراة. الدخول إلى المتعة الدخول إلى المقر المخصص لأى متفرج كان يمر بعدة نقاط بداية من بوابة امنية وتفتيش دقيق ثم بوابة أخرى الكترونية يتم خلالها وضع التذكرة من الجانب الممغنط للسماح لصاحب التذكرة بالدخول ثم التفتيش النهائى قبل الدخول، ثم تأتى مرحلة الاستقبال داخل الاستاد من خلال موظفين يشبهون موظفى السينما الذين يقومون بإرشاد المتفرجين إلى رقم الكرسى والصف الموجود فيه طبقا للبيانات المدونة على التذكرة داخل الاستاد. ما إن دخل اللاعبون بإعلان المذيع الداخلى للاستاد حتى اشتعل الاستاد بالحماس بهتافات مشجعى كل فريق وإن كان حماس مشجعى اتليتكو مدريد منظما وحماسيا جدا وألهب حماس لاعبى اتليتكو مدريد حتى بعد ضياع ضربة الجزاء الأولى التى تم احتسابها فى الدقيقة 6 من الشوط الأول ومروا بفترات هجوم ريال مدريد عليه وحصاره فى الجزء الخاص من الشوط الأول، وعلى ما يبدو ان لاعبى الفريق والمدرب الخاص بأتليتكو يعلم جيدا سحر هذا الجمهور على حماس ودرجة إجادة اللاعبين. فقد كان كثيرا ما يذهب المدرب إلى الجماهير طالبا منهم عدم التوقف عن التشجيع وكان الجمهور يتبع التعليمات كأنه بالفعل هو اللاعب رقم 12 فى المباراة ويتبع خطة المدرب. أما ريال مدريد فقد كان مشجعو الفريق كثيرا ما يخفت حماسهم فى التشجيع ثم يتوقفون عن التشجيع لدقائق وكلما هم فريق الريال بهجمة منظمة كان المشجعون ينتفضون لإيقاظ روح التحدى من جديد والحصول على البطولة بتحقيق الفوز. الفرص الضائعة والتمثيليات بعيدا عن الخطط التى اتبعها كل مدرب فى إدارة المباراة لا يمكن اغفال ان لاعبى ريال مدريد كانوا بارعين فى الحصول على ضربات خطأ بالتمثيل والرؤية لهذا التصرف فى الملعب تثير دائما شهية الضحك والصراخ داخل الملعب من جانب المتفرجين خاصة عندما تجد اللاعب يجيد التمثيل للحصول على ضربة حرة أو ضربة جزاء وهذا وضح جليا فى موقفين لأحد لاعبى الريال عندما سقط على الأرض وعندما ذهب إليه لاعب اتليتكو للاطمئنان عليه قام بالانتفاض واستمر على ذلك ليمثل دور المصاب وان اللاعب جاء ليضربه وهو على الأرض ليحصل على إنذار أو كارت أحمر للضرب إلا ان الحكم كان يقظا لمشاهدة التمثيل فكان جزاء الحكم التصفيق الحاد من المتفرجين ضربات الجزاء ضربات الجزاء كانت فى قمة الإثارة فى المبارة وقد كان واضحا الإرهاق على جميع اللاعبين فى المستطيل الأخضر بلا استثناء وكثرة الشد العضلى التى حدثت لبعض اللاعبين وبكاء اللاعبين عند الخروج والرائع فى جميع حالات الاستبدال ان جميع المشجعين كانوا يحيون كل لاعب يخرج من الملعب على حد سواء وهذا كان يؤكد ان من جاء إلى الملعب جاء للمتعة وخروج أى لاعب سيكون عنصرا فى عدم المتعة بالأداء. قمة الصمود والوقوف خلف الفريق من أهم الملاحظات ان جميع مشجعى اتليتكو لم يغادروا أماكنهم حتى بعد تسليم الكأس للريال فهم فى أماكنهم صامدون خلف فريقهم مهما حدث من هزيمة له. كانت قمة الروح الرياضية التى ظهرت بوضوح وهو ذهاب عدد كبير من لاعبى الريال إلى لاعبى اتليتكو ليحيوهم بعد المباراة والشد على أيديهم وهذا الموقف كان له فعل السحر على جميع المتفرجين مما دفعهم للتصفيق المستمر، وانتهت المباراة وخرج الريال فائزا ونامت ميلانو بسبب عدم فوز أتليتكو بالمباراة فالاحتفالات التى كانت مستمرة حتى الصباح كان يعد لأكثر وأشد منها عند الفوز حالة من الحزن سيطرت على الجميع من مشجعى الفريق الخاسر.