عاد الهدوء الى قرية –الكرم- بالمنيا ، ولكن الآلم مازال يسكن النفوس الجريحة والقلوب المرتجفة لغالبية المصريين ، فما حدث لسيدة مسنة بالقرية من " شلح وسحل وتجريد من كامل ملابسها فى الشارع ، شىء يندى له الجبين ، فهو حادث ضد المنطق والفطرة –الصعيدية – التى مازالت تطلق على المرأة لفظ – الحرمة – أى أن لها مكانة خاصة من الاحترام الواجب ، ومع ذلك يخرج محافظ المنيا اللواء طارق نصر على وسائل الاعلام نافيا الواقعة قائلا " ماتكبروش الموضوع " وأقول له ياسيدى إن أنكار الواقع والهروب من مواجهته هو مايفجر الازمات ويدفعها للتصعيد، ولتسمح لى سيادة المحافظ ببعض الاسئلة حول الحادث الذى سوف يظل – عورة – فى جبيننا جميعا لسنوات طويلة ، لماذا تاخرت أجهزة الامن فى الانتقال للقرية قرابة ساعتين وهى فترة كافية لاحراق مدينة بكاملها، ولماذا لم تتحرك هذه الاجهزة فى يوم الخميس السابق على الاحداث عقب بلاغ والد الشاب الذى اثيرت الشائعات حوله عن تلقيه تهديدات ، خاصة مع اللعب على" وتر الدين والشرف" فى بلدة صعيدية بمحافظة المنيا التى تشهد احداثا طائفية متعاقبة ؟ ومن الذى قام بحشد أكثر من 300 شخص دفعة واحدة فى قرية صغيرة ؟ بمايعنى أن هذا الامر تم الاعداد له على مدى اليوم أو اكثر فى غياب تام للامن؟ والى متى تكون هناك سياسة العقاب لاقباط حتى لو كان الخطا فرديا ؟ والى متى نتبع سياسة اطفاء الحرائق فى الاحداث الطائفية بينما أسباب الاحتقان ملتهبة تحت " الرماد؟ ولماذا لم نسمع عن لغة القانون فى تصريحات المسئولين الذين تناولوا هذه المشكلة بالمسكنات والمهدئات ؟ سيادة الرئيس السيسى اذا لم يقابل هذه الفعل الشائن بمنتهى الحسم فى تطبيق القانون، لاشتعلت نيران الفتنة خاصة أن هناك من " يسكب البنزين على النار لتزداد اشتعالا ، لضرب وحدة المصريين وتمزيقهم من خلال اثارة الشائعات من نوعية أن شابا مسيحيا على علاقة بفتاة مسلمة، ولو كان العكس لما حدثت مثل هذه المشكلة، حيث مازال هناك شىء من الخطاب المتطرف الذى يروج لهذه الافكار؛ واقول لكل مسئول يعنيه هذا الملف" أن اللعب بالنار يمكن أن يحرقنا جميعا ..؟ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى