توقفت كثيرا أمام رسالة «النهاية السعيدة» ورسالة أخرى سابقة لها حكى بطلاهما أنهما بعد أن أفسد كل منهما حياته وعكرها، حاول استرضاء زوجته بالسجود بين قدميها وتقبيلهما لترضى عنه بعد أن تفاقم الخلاف والشقاق بينهما بغير إصلاح، ناسيا أنه بذلك قد فقدها للأبد، وحتى ولو استمرا معا فهى لن ترضى بفعله هذا أبدا، فتجد الشريكين مستمرين فى إشعال النار ولم يفكرا فى التوقف والعلاج فضلا عن صيانة علاقتهما ودعمها، وقد التفت كل منهما إلى التنقيب عن أخطاء وخطايا الطرف الآخر ثم تبدأ الدائرة الجهنمية من الشكوى والحكى والانفعال ثم الخطأ والنقد وهكذا. وترى الله عز وجل يرشدنا فى كتابه الكريم بالآية الكريمة من سورة النساء: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفُس الشُح وإن تُحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا» وتراه سبحانه يقول وإن خافت أى توقعت شيئا من النشوز أو الإعراض، ثم يقول: «فلا جناح عليهما أن يصلحا....» أى كلاهما وليست هى وحدها أو هو وحده لكن أغلبنا لا يعتمد الصيانة فى معظم أو كل أجهزته فهل يرعاها فى حياته؟ للأسف لم نفعل، حتى أصبح بلدنا من أكبر البلاد وقوعا للطلاق بصورة مرعبة ولا يتوقف كل طرف ولو قليلا لإصلاح ولا نقول صيانة علاقته بشريكه رجلا أو امرأة مخلفين وراءهما حملا ثقيلا من الميراث الغاضب كأطفال أو أهل أو علاقات اجتماعية تشوهت، وعلى المجتمع بمؤسساته وأركانه أن ينتفض لإصلاح علاقاته الاجتماعية وأن يفهم كل زوج وزوجة كيف يمكن أن يديرا تناقضاتهما أواختلافاتهما قبل أن تتحول إلى خلافات من المستحيل علاجها. د. أيمن هلال محمود منسي الأستاذ الزائر بجامعة كاليفورنيا ريفرسيد { لو لجأ الزوج أو الزوجة إلى توسيع الخلافات، وعدم لمها وصيانتها فإن النتيجة الحتمية هى انهيار الحياة الزوجية، وهذا هو السبب الرئيسى فى زيادة معدلات الطلاق التى بلغت فى دراسة حديثة ثمانية ملايين حالة طلاق، فليعمل الجميع عقولهم لنبذ الخلافات، وتقريب المسافات.