دعا حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى السكان إلى إرجاء تظاهرات مقررة اليوم فى بغداد للمطالبة بتشكيل حكومة جديدة بسبب انشغال قوات الأمن بعمليات "تحرير الفلوجة". ويتظاهر آلاف الأشخاص وغالبيتهم من أنصار الزعيم الشيعى مقتدى الصدر كل يوم جمعة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية وتغيير وزارى، واقتحم المتظاهرون الأسبوع الماضى المنطقة الخضراء المحصنة التى تضم المبانى الحكومية المهمة للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع. وقال العبادى خلال زيارته الثانية إلى “مقر عمليات تحرير الفلوجة” برفقة رئيس مجلس النواب سليم الجبورى “أدعو شبابنا إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير”، ويشارك عشرات الآلاف من قوات الأمن العراقية فى عملية استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم “داعش”. ومن جانبه، دعا سليم الجبورى رئيس مجلس النواب العراقى ،حيدر العبادى رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة إلى منع تحويل معركة الفلوجة إلى فرصة للتعبئة الطائفية.وقال فى رسالة مفتوحة نشرها الليلة قبل الماضية :”فى الوقت الذى نبارك فيه ... الانتصارات المتلاحقة والتقدم الواضح فى العمليات العسكرية وانهيار داعش الإرهابى وهزيمته الوشيكة فى مدينة الفلوجة ، فإننا فى ذات الوقت حريصون كل الحرص على إنجاز هذا النصر بشكل يجعله مصدر إجماع وطنى ويفوت الفرصة على هذا التنظيم المجرم وكل المتربصين الذين يبتغون الفتنة”.وفى غضون ذلك، أفاد بيان عراقى أمس بأن رئيس البرلمان العراقى سليم الجبورى اجتمع بسفير المملكة العربية السعودية فى بغداد ثامر السبهان لتدارس الأوضاع الأمنية والإنسانية التى يعيشها النازحون من محافظة الانبار. وقال الجبورى إن” العراق دخل اليوم مرحلة حاسمة فى معركته مع الإرهاب وسيكون اندحار عصابات داعش فى الفلوجة بداية مرحلة جديدة للأنبار عنوانها الاستقرار والإعمار”، وأضاف أن” المساندة العربية عامة والسعودية خاصة تنعكس ايجابا على قدرة العراق لمواجهة التحديات”. ميدانيا، أفاد الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية فى العراق أمس بأن قوات الشرطة الاتحادية بالتعاون مع الحشد الشعبى تمكنت من قتل خمسة من عناصر (داعش) وتحرير عدد من المناطق فى إطار عمليات استعادة قضاء الفلوجة من سيطرة داعش، وقال جودت إن قوات الشرطة الاتحادية نفذت العملية بالتعاون مع الحشد الشعبى لتطهير مناطق الكرمة من الألغام والسيارات والمنازل المفخخة، وأضاف أن القوات الاتحادية أتمت تحرير مركز شرطة وجامع الكرمة ومشروع الكرمة الأروائى ورفع العلم العراقى فوق المبانى بعد قتال مع التنظيم أسفر عن مقتل خمسة من داعش وتفجير 13 عبوة ناسفة وتدمير أربع سيارات مفخخة شمالى المدينة . ومن جهتها، أعلنت الأممالمتحدة أمس أن نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها، بينما يعانى السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة. وقالت ليز جراند منسقة البعثة الدولية للشئون الإنسانية فى العراق فى بيان إن الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينةالمحتلة من قبل تنظيم "داعش" أفادوا بأن الظروف المعيشية فى داخل المدينة رهيبة.