تجاعيد وجهها تبدى عمرها الكبير ، وما إن تقع عيناك عليها ،حتى تجدها وجلبابها الأسود يكسوه البياض من أثر حمل »الجبس والأسمنت« ، اعوج العود ،ولم يزل رأسها عاليا ، 86 عاما تصارع أمواج الحياة العاتية دون تعلل ، توفى زوجها وأبناؤها الخمسة ،وتركوا لها 21 حفيدا . فحملت »مواد البناء« على ظهرها للإنفاق على نفسها وأحفادها ، إنها السيدة سعاد رجب شمس الدين، زهرة مدينة طنطا التى تركتها وهى ابنة 13 عاما لتتزوج عاملا بمكبس للبلاط فى مصنع بالعباسية منذ سنوات بعيدة يدعى ابو اليزيد دسوقى كان يتقاضى وقتها ثلاثة جنيهات فى اليوم وكان راتبا مناسبا ،انتقلوا بعدها للعيش فى منطقة امبابة ومنها الى الحى السادس موطنها الآن ،، كافحا معا لتربية ابنائهما الستة واستأجرا محلا لبيع ادوات البناء والطوب ليكون مصدر رزقهم ويدر دخلا يساعدهم على مشاق الحياة وتربية ابنائهما وتعليمهم، وتزوجوا، وشاء القدر ان يخطف الموت اصغر ابنائهما عن عمر 35 عاما تاركا لهما 4 ابناء وامهم ، ثم رحل الابن الآخر والآخر حتى توفى خمسة من ابنائهما تاركين لهم 21 حفيدا لتربيتهم وتعليمهم.. الى ان توفى زوجها من اكثر من اربع سنوات تقريبا، وتحملت هى مسئولية احفادها وزوجات أبناءها ولم تتهرب من نفقاتهم ولم ترد احدا منهم مرة حزينا، تقول السيدة سعاد انه بعد وفاة زوجها لم يكن بجانبها احد ليساعدها فقررت ان تباشر العمل بنفسها ،مختتمة حديثها بقولها :الحمد لله على كل شئ بس الشغل يحتاج للرجال فصحتى لا تقوى على حمل البضائع وعلى العمل من السابعة صباحا حتى التاسعة مساء فى انتظار البيع للزبائن .