«جراج سيل» هو تجمع غير رسمى يبيع فيه الأفراد الأشياء المستعملة لديهم سواء ملابس، أو أدوت منزلية، أو كتب، أو قطع أثاث، أو أى شئ مستعمل قد يجده مشترى آخر يحتاجه، وتختلف حالة هذه الأشياء ولكن غالبا ما تكون صالحة للاستخدام. وتلاقى هذه الفكرة التى طرحتها فى مصر من خلال جمعية خريجى قسم اللغة اليابانية وأدابها، بعد ان وجدت إقبالا كبيرا فى الخارج حيث يمكن للشخص التخلص من الأشياء المكدسة بالمنزل أو ما نطلق عليه «الكراكيب» وبالتالى يمكنه شراء شئ آخر يحتاجه، أو قبل انتقاله لمكان إقامة آخر، كما يمكنه التبرع بالعائد لعمل خيرى، وأسباب أخرى كثيرة ولكن فى النهاية التخلص من الكراكيب هو الهدف المنشود. ................................................................. ويتم الإعلان عنه بوضع لافتة فى الشارع، وأحيانا يتم نشر إعلان مدفوع فى الإعلانات المبوبة بالجرائد، وأحيانا أخرى يتم التنويه فى بعض المحطات التليفزيونية المحلية فى حالة توفرها، أو يتم توزيع نشرات.غالبا ما يتم تنظيمه فى الضواحى فى عطلة نهاية الأسبوع عندما يكون الطقس جيدا، وغالبا ما يتم تحديد زمن محدد لعملية البيع. وهناك بعض الأشخاص الذين يحرصون على زيارة هذا التجمع منهم المشترين المحترفين وهم من يعيدون بأنفسهم بيع هذه المشتريات أو يتم عرضها لإعادة ترميمها أو تصليحها ثم إعادة بيعها، وعادة ما يصلون مبكرا لمعاينة كل المعروضات واختيار ما يناسبهم، وهناك أيضا من يحرص على التواجد ممن يعشقون القطع الفريدة أو غير المألوفة أو الأنتيكات مثلا..الفصال فى السعر متعارف عليه فى الجراج سيل، ولا يشترط وضع ملصق بالسعر على المعروض، فهو أمر متروك للبائع. بعض التجمعات السكنية طورت الأمر فيما بينها وخصصت يوم يجتمع فيه السكان ويمنكهم بيع معروضاتهم. أكثر الأشياء المباعة فى جراج سيل هى الملابس المستعملة، الكتب، لعب الأطفال، اكسسوارات الزينة، أدوات الحديقة، الأدوات والأجهزة الرياضية، والألعاب الجماعية، وفى بعض الأحيان يتم عرض قطع الأثاث المستعمل والأجهزة الكهربائية. وعلى الرغم من أنه تجمع غير رسمى إلا أن هناك قوانين تنظمه تبعا لكل منطقة، فمنهم من يشترط الحصول على تصريح قبل إقامة جراج سيل، وأحيانا ما يتم دفع رسم نقدى، مع تحديد الزمان والمكان، وهناك ضوابط أخرى مثل تحديد عدد المرات المسموح بها لشخص واحد لإقامته فى السنة وذلك منعا لاستغلال الأمر كعمل غير مرخص وللتهرب من الضرائب، أين يمكن وضع اللافتات فى الحى السكنى، وأحيانا أين يسمح للساكن بوضع المعروضات داخل نطاق منزله. دعوة لتعميمه فى مصر أما فى مصر قد يعتبر البعض هذه الفكرة أمرا مخجلا أو معيبا، إلا إننا لو فكرنا بشكل عملى سنجد إنها الحل السحرى لكثير من البيوت المصرية المعروفة بتكدس الكراكيب على اختلاف أنواعها، والتى ثبت إنها تؤثر بالسلب على الحالة النفسية والمزاجية لأصحاب هذا المنزل، كما إنها فرصة لزيادة دخل الأسرة لمواجهة متطلبات أفرادها فى ظل ارتفاع الأسعار. تم تنفيذ هذه الفكرة فى مصر من خلال جمعية خريجى قسم اللغة اليابانية وأدابها.. تقول ليلى نصر رئيسة الجمعية: فكرة الجراج سيل تعتبر ضمن أنشطة جمعيتنا منذ ثلاث سنوات بعد أن أعجبت بالفكرة فى فرنسا واشتريت منهم بالفعل، ويتم إقامته بانتظام مرة فى شهر فى حى المقطم بعد أخذ التصاريح اللازمة من قسم الشرطة والحى، ويستطيع من خلاله السكان التخلص من أى شئ قديم أو حتى جديد لا يرغبون فيه، أو لا يناسب ذوقهم، أو ملوا منه، أو لديهم بواقى مثلا من أطقم شاى أو أطقم طعام.. إيجار الترابيزة يتراوح ما بين 20 و40 جنيها على حسب المنطقة المقام بها. ويمكن للشخص عرض أى شئ من مستلزماته أيا كان عددها، وتتراوح أسعار البضاعة المباعة ما بين 3 إلى 15 جنيها على الأكثر. وفى بعض الأحيان تقوم بعض السيدات ببيع أنواع من الأكل مثل الخضار المجهز، وفى هذه الحالات لا نأخذ إيجار حتى لا تتتحمل التكلفة وبالتالى يزيد ثمن بضاعتها. وقد لاقت الفكرة إعجاب الكثيرين عن طريق الفسيبوك وتواصلوا معى لتنفيذ الفكرة فى شبرا وإمبابة، وبالفعل شجعتهم ودعمتهم فى إستخراج التصاريح اللازمة لإقامة الجراج، وفى آخر جراج سيل أقيم فى منطقة الزلزال قام نائب الدائرة بزيارتنا وأثنى على الفكرة وأهميتها. أتمنى أن تعمم الفكرة فى مراكز الشباب، والحدائق العامة، والنوادى، والاتحادات، وفى الجوامع والجمعيات، وفى الأحياء بشكل مجمع فيستفيد كل من البائع والمشترى.