يبدو أن الصندوق الأسود للطائرات - بحالته الحالية - ليس كافيا للكشف عن أسباب حوادث الطائرات، ففى 2009 اقترحت هيئة الطيران الفرنسية على صناع الصناديق السوداء ذبذبة جديدة أقصر لديها القدرة على الوصول لمدى أبعد ويسهل على السفن المنقبة رصدها، كما طالبوا بضرورة تطوير أجهزة الرصد وهى التى ترشد للصندوق الأسود تحت الماء بحيث يزيد زمن بطاريات الأجهزة إلى 90 يوماً بدلا من 30 حاليا ،لكن هذه التغييرات لا يبدأ تطبيقها إلا فى 2018 وهو تاريخ متأخر جداً لن يساعد فى البحث عن الطائرة المصرية أو غيرها... هذا التقدم البطيء كان السبب فى فقد طائرة الخطوط الماليزية و طائرة شركة جيرمان وينجز التى اصطدمت بجبال الألب الفرنسية العام الماضى على سبيل المثال.؟!. وهنا على شركة مصر للطيران أن تبادر حتى ولو من باب التقليد لبعض الشركات الأخرى - مثل إير فرانس - بتركيب بطاريات تدوم لفترة أطول دون انتظار تاريخ التغيير المفترض. أيضا لماذا لا يتضمن الصندوق الأسود تصوير فيديو بالإضافة إلى التسجيل الصوتى المزود به حاليا؟!.. ولا أظن أن هذا التعديل فى ظل التطور التكنولوجى الحالى المذهل يعجز عن ذلك، لكن يبدو أن شركات تصنيع الطائرات العملاقة تخشى من تصويرعيوب الصناعة صوت وصورة وتكتفى بتسجيل الصوت والبيانات فقط حيث يساعد ذلك فى المراوغة والهروب من دفع التعويضات فى حالة وقوع الفأس فى الرأس؟!.. أما المفاجأة فتتمثل فى أن الإصلاحات بخصوص أنظمة الطيران، توقفت فى الماضى بسبب البيروقراطية وقلة الموارد فى هيئة الطيران المدنى التابعة للأمم المتحدة، التى لم تجتمع لجنة خاصة بها معنية بقضية الصناديق السوداء خلال الفترة بين 1998 و2006 لعدم وجود أمين عام لها؟!. لمزيد من مقالات ايمن المهدى