شاهدت فى إحدى دور العرض السينمائى فيلم «هيبتا»، ولكم أعجبنى هذا الفيلم.. لكن ما دفعنى للكتابة ليس امتداحه، وإنما غيظى لعدم معرفة أسماء أكثر من نصف أبطاله، إذ لم تستوعبها ثقافتى الفنية الضحلة، فى حين خلت منها كل لافتات الإعلان عن الفيلم فى دار العرض وخارجها. وهذا النمط فى الإعلان عن الأفلام صار من غرائب المجتمع المصرى وعجائبه، فمن غير المعقول أن يكون حل مشكلة التصارع على أولوية كتابة الاسم، هو إلغاء المشكلة من الأساس ورفع جميع الأسماء، وماذا يصنع مواطن عزم على اصطحاب أسرته لمشاهدة فيلم مصرى «عربى سابقا»، لم تسعفه ثقافته المحدودة مثلى فى التعرف على أبطال فيلمه المنشورة صورهم فى ملصقات الشوارع أو إعلانات الصحف، فهل يمضى فى سبيله حاملا قصاصة إعلان الفيلم ليستعلم ممن يقابله عن أسماء أصحاب الصور، أم يقف بسيارته فى الإشارات أسفل الملصقات العملاقة التى تحمل صورهم يشير إليها ويسأل عن أصحابها المارة والسائقين، أم يتسول أسماءهم ممن حوله فى صالة العرض، كما كدت أفعل فى فيلم «هيبتا»؟. وعلى فكرة، هناك الكثير من الفضائيات تعلن عن برامجها فى متن ساعات إرسالها، عن طريق نشر صورة للإعلامى صاحب البرنامج المعلن عنه أو الإعلامية دون اسمه، رغم أنه يقدمه بمفرده، ويصاحب الصورة فقط اسم البرنامج ومواعيد بثه، وهناك العديد من الأفلام والمسلسلات تنحو هذا النحو فى إعلاناتها، وهو ما يشير إلى أن الأمر تعدى مرحلة محاولات حل مشكلة أولوية كتابة الأسماء، إلى دخولنا مرحلة الكثيرين أنه ينتقص من أقدارهم كتابة أسمائهم تحت صورهم، فهم أغنياء عن التعريف. د. يحيى نور الدين طراف