دونالد ترامب، المرشح الجمهورى المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذى يجاهر بعدائه للمسلمين متهما إياهم بأن فى جيناتهم يكمن العدوان وسفك الدماء، ويعلن حظر دخولهم إلى بلاده.. ترامب هذا العنصرى بعث بتهنئة إلى صادق خان المسلم الذى انتخبه الإنجليز «مسلمين ومسيحيين» عمدة للندن عاصمة من كانت أعظم وأكبر امبراطورية فى التاريخ، يقول له فيها: «أنا سعيد بانتخابك ولن أطبق عليك الحظر». وقفت طويلا أتأمل معنى ومغزى هذه التهنئة، هل هى تهنئة حقيقية، أم إشعار مؤلم لصادق خان بأنه وأهله وعشيرته ومليار وكسور من المسلمين فى كل أنحاء العالم، دمويون، وعدوانيون، وأنه هو وحده المستثنى من حظر دخولهم إلى بلاده. وأدرك صادق خان المحامى الذى يدافع عن حقوق كل الناس، أنها ليست تهنئة، وإنما هى صفاقة، وأن السعادة التى ادعاها ترامب، أشبه بسعادة الغوريلا (إنسان الغابة)، وهى تلتقط الحجارة من الأرض وتقذف بها فى الهواء يمينا ويسارا وفى كل اتجاه، وبلا هدف أو سبب تصيب أو لا تصيب، ولأنه أدرك أنها سعادة زائفة، وأن ترامب عدو للبشرية كلها، فقد نأى بنفسه عن أن يرد عليه مباشرة، وإنما بطريق غير مباشر، مثل لاعب البلياردو الماهر الذى يريد أن يسقط الكرة الحمراء فى الحفرة، فلا يضربها مباشرة فى اتجاه الحفرة، وإنما يضرب الكرة البيضاء من زاوية معينة وبقوة معينة، لتصطدم بالكرة الحمراء وتوجهها إلى حيث الحفرة. ونأى صادق خان بنفسه عن أن يرد على ترامب مباشرة، ورد عليه بطريق غير مباشر ، ليس استكبارا، وإنما احتقار له، فأدلى بتصريح ذكر فيه، أن سياسة هيلارى كلينتون (منافسة ترامب فى الانتخابات) هى نفس سياسته ومنهجه، ولا يوجد من هو أفضل منها لرئاسة الولاياتالمتحدة، وأكد أنه لا يتصور أن يكون لأمريكا رئيس غيرها. هل أدركنا فى مصر والعالم العربي، ما أدركه صادق خان من الكارثة التى سوف تلحق بالعالم الحر، إذا وصل ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا، فأعلن رفضه له بشجاعة. ونحن العرب لا تنقصنا الشجاعة، بل تدعونا المصلحة إلى أن تتولى جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية وشئون المصريين فى الخارج توعية الناخب العربى فى أمريكا وتوجيهه إلى رفض ترامب وانتخاب هيلارى كلينتون أفضل السيئين وأخف الضررين. د. سعد واصف مصر الجديدة