جنوب سيناء من هانى الاسمر: تحظى محافظة جنوبسيناء ببيئات بحرية نادرة الوجود على مستوى العالم تضم أسماكاً ملونة وشعاباً مرجانية لا مثيل لها تقع بمناطق خليجى السويس والعقبة أقيمت على أثرها استثمارات سياحية وفندقية تكلفت مليارات الجنيهات. وتعد البيئة البحرية واعتدال المناخ علي مدار العام مصدر دخل السياحة بالمحافظة, كما أن هناك أعدادا كبيرة من مواطني جنوبسيناء من قاطني طور سيناء يعتمدون بشكل كبير علي حرفة الصيد كعمل أساسي ولايعرفون سواها.. ورغم أهمية تلك المقومات وجهود المسئولين في الحفاظ عليها إلا أنها مهددة الأن بسبب تلوث بعض شواطئ خليج السويس بطور سيناء ببقع زيت البترول التي تكررت كثيرا خلال تلك الفترة هذا فضلا عن أعمال الصيد الجائر. في البداية أكد السيد غريب حسان رئيس لجنة شئون البيئة بالمجلس الشعبي المحلي لجنوبسيناء علي تلوث شاطئ خليج السويس ببقع زيت البترول بطريق متفرقة لمسافة تزيد علي70 كيلو مترا ويصل سمك البقعة الي10 سنتيمترات بدءا من منطقة حمام موسي وحتي بالقرب من محمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ مرورا بمناطق الجبيل ورأس رايا والسبيل والقرن والكنيسة ورأس جارة, ويرجع السبب الرئيسي في ذلك التلوث الي بعض شركات البترول العاملة في نطاق خليج السويس, مشيرا الي حدوث ثقب في بعض الأنابيب وتهالك بعضها الأخر بسبب الصدأ, مما أدي الي تسرب تلك البقع الي ساحل البحر وبفعل العوامل الجوية والتيارات البحرية وسرعة الرياح أثرت سلبا علي الثروة السمكية, حيث هربت الأسماك الي مناطق شديدة العمق ويحتاج الصيادون لممارسة حرفة الصيد في هذه المناطق الي مراكب عملاقة باستخدام( الشنشلة والجر). هذا فضلا عن تعرض نحو1000 صياد الي خسارة فادحة تبلغ قيمتها5 آلاف جنيه شملت تهالك الشباك وبعض مواتير المراكب وتوقفهم عن ممارسة الصيد نظرا لهروب الأسماك ونفوق بعضها كما انتشرت بقعة الزيت علي الشواطئ حتي أنها وصلت الي حدود محمية رأس محمد بشرم الشيخ ولولا شدة الرياح الغربية والعوامل المناخية لغرقت منطقة رأس محمد بزيت البترول ومن ثم القضاء علي الثروة البحرية التي تحظي بها حيث تعد محمية رأس محمد احدي المناطق السياحية الهامة التي يقصدها ملايين السائحين الوافدين الي شرم الشيخ كل عام للاستمتاع برياضات الغوص والأنشطة البحرية المختلفة ولأهميتها في جذب السائحين أقيمت علي أثرها استثمارات سياحية وفندقية تكلفت مليارات الجنيهات مما قد ينذر بكارثة اذا لم يتوقف هذا التلوث. وأوضح رئيس لجنة شئون البيئة ان اللجنة سبق وان ناقشت هذه الكارثة البيئية في المجلس الشعبي المحلي بحضور السيد/ محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء الذي وعد بإيجاد حل مناسب لتلك المشكلة وبالفعل تم الكشف عن طريق بصمة الزيت وتم معرفة الشركة المتسببة في التلوث مما يؤكد ان البقعة تسربت من ثقب بشبكات الأنابيب بسبب تهالكها من الصدأ وعلي الفور قام مركز مكافحة التلوث بعمل نظافة للمناطق التي تحد محمية رأس محمد وذلك لأنها تتبع القطاع العاملة في نطاقه وعلي العكس لم يتم نظافة باقي المناطق لأنها لاتتبع المركز علي حد قوله. وقال انه خلال الفترة المقبلة ستتحول شواطئ خليج السويس الي مناطق سياحية متميزة مشيرا الي منطقة رأس الكنيسة ومن المتوقع ان يقام علي أثرها استثمارات سياحية لما تحظي به من ثروات بحرية نادرة الوجود علي مستوي العالم ومناخ معتدل علي مدار العام ومن ثم يجب تضافر كل الجهود من أجل الحفاظ عليها دعما لقطاع السياحة بالمنطقة من خلال إلزام الشركات العاملة بقطاع البترول بأعمال الصيانة الدورية وإحلال وتجديد الشبكات والأنابيب المتهالكة والتي مازالت تعمل لأكثر من25 عاما علما بأن تلك الشبكات يجب احلالها وتجديدها كل20 عاما لمنع الصدأ بها. ومن ناحية أخري أكد المهندس/ زياد الباسل رئيس مجلس ادارة غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بجنوبسيناء أن أعمال الصيد الجائر وبطريقة عشوائية والتي مازالت مستمرة بساحل خليج العقبة هي الخطر الحقيق علي الثروات البحرية والتي تتمتع بها مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا. وعلي الصعيد نفسه أكد الدكتور/ محمد سالم رئيس قطاع محميات سيناء أن منطقة ساحل خليج السويس يوجد بقاعها شبكة هائلة من مواسير وأنابيب البترول تقوم بدورها بضخ البترول من حفارات الآبار الي البر وبالتالي هذه الأنابيب لابد أن تخضع لعمليات صيانة دورية لمنع تكرار تسرب البترول بالمنطقة نتيجة لعمليات التآكل مشيرا الي ان وجود مثل هذه الأنابيب بقاع البحر تنفي أي شبهة بأن يكون مصدر التلوث احدي ناقلات البترول المارة بالساحل وهذا ما أكدته تحاليل الصمة حيث وجد تطابق كبير بين البترول الملوث للساحل والبترول المستخرج من الآبار بالمنطقة. وقال ان جهاز شئون البيئة يقوم بعمليات المكافحة من خلال شركة الخدمات البيئية والبترولية لتخصصها في أعمال مكافحة بقع البترول, حيث تمت إزالة90% من الملوثات لكن المكافحة ليست الحل الوحيد والحل هو منع مصدر التلوث وليس مقاومته من المنبع حيث أن له تأثيرا كبيرا علي انتاجية الأسماك والأحياء البحرية مستقبلا. أما بالنسبة لظاهرة الصيد الجائر فتعتبر منطقة ساحل خليج العقبة من أضعف البيئات انتاجا للأسماك علي مستوي العالم ولاتمثل انتاجية الأسماك سوي1 في الألف من انتاج مصر السمكي وتمكن الخطورة الحقيقية في تعامل بعض الصيادين من خارج المحافظة الخاطئ مع موارد طبيعية تحقق أعلي معدلات الدخل القومي المصري في حين ان الضرر الواقع علي البيئة يضع الموارد الطبيعية خاصة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة النادرة تحت خطر الاندثار بسبب ماتسببه أعمال الصيد الجائز أدت إلي زيادة حيوانات نجوم البحر علي سواحل البحر الاحمر خاصة منطقة من تغيير في منظومة الشعاب المرجانية وان الصيادين الوافدين للصيد في نطاق جنوبسيناء. تم التصريح لهم بممارسة نشاط الصيد يستخدمون علي الرغم من أنهم أساليب لاتتناسب نهائيا مع خصوصية وطبيعة المنطقة ومن ثم تم القضاء علي بعض الأحياء البحرية والمصنفة عالميا بأنها مهددة بالانقراض منها( السلاحف البحرية وحيوان عروس البحر والقروش والدلافين النادرة), كما أن أعمال الصيد جنوبسيناء, مما أدي الي موت كميات هائلة من الشعاب المرجانية النادرة تقدر قيمتها المادية مايزيد علي10 مليارات دولار.