فى عصر «السوشيال ميديا» يكون وقع الأخبار المؤلمة صادما عندما تفتح حسابك وتجد صديقا قد رحل فى حادث أوموت مفاجيء. كان صباح الخميس، أمس الأول، مؤلما لكل متابعى مواقع التواصل الاجتماعى بعد انتشار خبر تحطم طائرة مصر للطيران. لم تكن الكتابات التى دونها المصريون فى هذا الشأن مجرد توثيق للحزن بل كشف ايضا عن الكثير من الجوانب الشخصية لحياة الضحايا. تحدث عنهم أقاربهم وأصدقاؤهم وجيرانهم ومعارفهم.. فأصبح فيسبوك دفتر عزاء كبيراً تقرأ فيه حكايات مصرية تدمى القلوب قبل العيون.. سمر «وجه القمر» ... توقعت النهاية فى صورتها الشخصية على فيسبوك ربما لم يمر أحد على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك منذ الامس دون أن يرى هذا الوجه الجميل للمضيفة المصرية سمر عز الدين ، وتنتابه الحسرة على ضياع هذه الوردة المصرية ذات الواجهة المشرفة والبسمة الصافية فى حادث أليم كهذا . ربما ترى فيها أختك أوجارتك أوزميلتك فى العمل . وهى من سكان حى حدائق القبة عمرها حوالى 27 عاما ، ومثلها مثل أى شابة فى سنها تنشر الكثير من الصور لرحلاتها المختلفة وتتلقى عليها الكثير من التعليقات الايجابية من أقاربها أصدقائها مما يدل على أنها شخصية محبوبة من الجميع . والمؤلم فى الأمر أنها لم تتسلم وظيفتها الجديدة تلك إلا منذ عام ونصف العام تقريبا وهى لا تعلم أنها تخطوبها نحونهايتها. ومنذ أحداث أمس الأول المشئومة زار المئات الصفحة الشخصية للراحلة سمر ليكتشفوا أن آخر صورة وضعتها كصورة شخصية لها على فيسبوك كانت صورة لمضيفة طيران تسير على شاطيء البحر وتجر شنطتها وفى الخلفية طائرة تسقط فى البحر. وكأنها كانت تتوقع الحادث . لكن لم تكن تتوقعه ولا يتوقعه أحد أن تكون هى شخصيا ضمن الضحايا ... وتقول شيرى صديقة سمر وغالبية طاقم الطيران الذى استشهد فى الحادث الأليم بانفعال شديد م أثر الصدمة : «عايزة اعيط مش عارفة عايزة اصرخ مش عارفة عايزة اصدق انهم مش راجعين مش قادرة يارب الطف بينا فى مصيبتنا يارب احفظ بلدنا وشركتنا من كل شر يارب كل زمايلى اللى فى رحلات دلوقتى احفظهم ورجعهم لأهلهم بالسلامة يارب قوينى استوعب خلاص مش قادرة قلبى حزين وعقلى مصدوم حاسة انى نفسى اشوفهم وأحضنهم قوى الطف بينا يارب». ريهام مسعد : سافرت للعلاج من السرطان .. فلم تعد ومن بين اكثر قصص ركاب الطائرة المنكوبة إيلاما للنفس ، تجد ما كتبه أصدقاء وزملاء وتلاميذ الدكتورة ريهام مسعد التى كانت فى العاصمة الفرنسية باريس بصحبة زوجها فى رحلة علاجية . حيث كانت تعانى مرض السرطان الخبيث وذهبت إلى هناك وكلها أمل أن تعود إلى أطفالها الثلاثة بصحة وعافية لتكمل معهم مشوار الحياة .. كانت تريد ألا يعانى زوجها من بعدها مسئولية الأولاد بمفرده وألا تحزن قلوب أهلها وأحبتها برحيلها وهى مازالت فى السابعة والعشرين من عمرها ... فذهبت مع زوجها ولم يعد أى منهما إلى الأطفال الذين مازالوا فى انتظار أب وأم لم يمهلهما القدر بالخروج من محنة المرض إلى محنة الموت المفجع. وكان زوجها يؤمن بأنه بعد شهر واحد من العلاج فى مصر سيكون من الأفضل لزوجته أن تذهب إلى العلاج فى فرنسا ، وباع كل ما يملك من أجل أن تبقى زوجته على قيد الحياة مع أطفالهما ، فكل شيء يهون إلا غيابها .. لم يفقد الأمل ولم يستسلم لنصائح البعض بأن لا جدوى من السفر فى ظل تأخر الحالة . وأصر على الرحلة ليكون رفيقها إلى النهاية. ومن بين المفقودين وجه يعرفه كل المصريين ، هى الفنانة ميرفت عفيفى صاحبة دور هالة عوض فى المسلسل التليفزيونى الشهير أبوالعلا البشري.. وعلى الرغم من أن هذا الدور هوالدور الفنى الوحيد الذى لعبته فى حياتها ، إلا أنها اشتهرت به جدا وكأنها كانت تتركه بصمة ليعرفها الناس به لحظة موتها ويترحموا عليها. واتجهت ميرفت للعمل فى شركة مصر للطيران فى المجال الذى أحبته كثيرا وهوالضيافة وتميزت فيه حتى وصلت لمنصب رئيسة طاقم الضيافة. وكان الناس على موعد جديد مع صورة «هالة عوض « التى لعبت دور البطولة هذه المرة أيضا فى مأساة أبكت الملايين. أحمد هلال ... أحزان مصرية فرنسية مشتركة بمزيد من الحزن والأسى نعى المصريون والفرنسيون المصرى أحمد هلال مدير شركة بروكتر أند جامبل فى باريس . وتداول مستخدموموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك صورا ومقاطع من تقرير نشرته قناة بى اف ام الفرنسية حول الفقيد .. وكيف كان زملاؤه الفرنسيون يبكونه بحرقة شديدة ويقولون إن أحدا لم يكن يتوقع هذه النهاية المفجعة ، لشخص فى طيبته ودماثة خلقه . وحكوا فى التقرير كيف كان يساعد الآخرين ويهتم بهم ولا يتأخر عن مد يد العون لأحد. ونشروا له صورة وهوبرفقة وزير المالية الفرنسى فى اطار التقرير ، مما يشير إلى أنه كان شخصية فاعلة ومؤثرة وناجحة فى مجاله ومصدر ثقة من كبار المسئولين. ونقلت شبكة سى ان ان الاخبارية الأمريكية عن باسكال بوستراد المسئولة بالشركة رسالتها لأسرة الفقيد والتى قالت فيها إنها تلّقت بحزن كبير خبر وجود أحمد هلال فى الطائرة المفقودة، واصفة إياه برجل القيمة، وبالمدير المعروف بخصاله الإنسانية، متحدثة عن أن فقدانه يعدّ خسارة كبيرة. وولد أحمد هلال عام 1975، وأتم دراسته فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ عمله ضمن شركة «بروكتر وجامبل» فى مصر، قبل أن يصل فى يونيو2014 إلى رأس مصنع الإنتاج فى الشمال الفرنسي.