لم يعلم رجل الاقتصاد المصرى أحمد عبود باشا أن القصر الكلاسيكى الفخم الذى بناه لابنته "مونا" فى بدايات القرن الماضى سيكون بوابته الحقيقية لدخول التاريخ، فقد انضم القصر القائم بجزيرة الزمالك إلى كيان كلية الفنون الجميلة بعد ثورة يوليو، و اشتهر باسم "مبنى عبود". واليوم تتم الكلية عامها الثامن بعد المائة وهو ما يتزامن مع افتتاح القصر مرة أخرى وقد تحول إلى متحف للفنون الجميلة. يضم مجموعة من المقتنيات المهمة، وقد بدأ تكوين المجموعة فى الثمانينيات أثناء فترة عمادة الفنان الراحل صلاح عبد الكريم ، فبعض اللوحات والقطع النحتية هى مشاريع التخرج للطلبة الذين أصبحوا من رواد الحركة التشكيلية المصرية بعد ذلك. ويذكر أن بعضها تم اقتناؤه بمبالغ رمزية لم تزد على 20 جنيها مصريا فى ذلك الوقت، فى حين تقدر قيمتها اليوم بملايين الجنيهات. وتزهو المجموعة بأعمال لفنانين عظماء على رأسهم راغب عياد، عبد الهادى الجزار، حامد ندا، نحميا سعد، حسين بيكار وغيرهم من الأجيال المختلفة، وخرج المتحف إلى النور بسواعد الأساتذة والطلبة بقيادة صفية القبانى عميد الكلية، ليعود قصر عبود إلى الحياة من جديد كاشفا عن الكثير من الأسرار والذكريات.