اليوم تمر الذكرى 68 لنكبة فلسطين، التى جرت وقائعها فى العام 1948، تلك النكبة التى يسميها الكيان الصهيونى (بحرب الاستقلال) والتى أنتجت احتلالاً لجزء غال من الوطن العربى، وتشريداً لملايين الفلسطينيين حتى يومنا هذا ، اليوم، وفى أجواء ما سُمى بالربيع العربى غابت فلسطين بنكبتها عن المشهد السياسى، وحضرت الفتن والحروب بالوكالة، وإرهابي داعش؛ ورغم أن أجيالاً عدة من مثقفى وسياسيي العرب تربوا على أن فلسطين هى قضية الأمة المركزية، إلا أن ما جرى خلال السنوات الخمس الماضية، أثر سلبياً على هذه الحقيقة، وخلط القضايا وأعاد ترتيب الأولويات بطريقة مخلة . * دعونا اليوم، نذكر، نشطاء هذا الربيع العربى بفلسطين فى ذكرى نكبتها، ونضع أمامهم بعض حقائق تلك النكبة، والتى ترتب عليها ذ ولايزال ذ تأثيرات كارثية على الأمن القومى العربى وفى القلب منه أمن مصر . يحدثنا التاريخ أن الحرب فى فلسطين بدأت فى مايو 1948 بعد فرض الانتداب البريطانى على فلسطين وإعلان العصابات الصهيونية قيام (دولة إسرائيل) على المساحات الخاضعة لسيطرتها فى فلسطين، وتدفقت الجيوش العربية فى مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين، ونجحت القوات العربية فى تحقيق انتصارات كبيرة. وفى 16مايو 1948 اعترف رئيس الولاياتالمتحدة هارى ترومان بدولة إسرائيل ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين وهاجمت هذه القوات مستعمرتى كفار داروم ونيريم الصهيونيتين فى النقب، كما عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردنى نهر الأردن إلى فلسطين، واستعادت القوات النظامية اللبنانية قريتى المالكية وقدس على الحدود اللبنانية وحررتهما من عصابات الهاجاناة الصهيونية. * استمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت الهدنة الأولى امن 11/6 - 8/7/1948ب ثم اشتعلت المعارك لتعقد هدنة ثانية من 18/7 - 10/11/1948«، ثم عاد القتال ليستمر حتى 7/يناير/1949 موعد الهدنة الثالثة وما بين هذه الهدن كانت إسرائيل تتسلح وتتسع وتقوى والعرب يتفرقون ويتراجعون لتنتهى الحرب بتوقيع مصر لاتفاق هدنة فى 24 فبراير 1949 تليها لبنان 23 مارس 1949 ثم الأردن فى 3 أبريل 1949 فسوريا 20 يوليو 1949. التى لم تستوعبها حتى يومنا هذا (2016) ومازلنا نقع فى ذات الأخطاء والخطايا !! . النتائج المؤلمة أيضًا لهذه الحرب إجبار حوالى 800 ألف فلسطينى على الفرار والهجرة القسرية من ديارهم من أصل مليون ومائتين وتسعين ألف فلسطينى أى نحو 60% من أهل فلسطين، وذلك نتيجة ارتكاب الصهاينة 34 مذبحة مروعة، أثرت سلبًيا على روحية الصمود الفلسطينى، وكان من النتائج الخطيرة لهذه الحرب المؤلمة سقوط 78% من أراضى فلسطين فى أيدى الصهاينة، فضلاً عن دمار قرابة ال 400 قرية ومدينة مع تهويدها بالكامل. اليوم، وبعد 68 عاماً على هذه (النكبة)، التى نسيها عرب الثورات والربيع، دعونا نؤكد مجدداً، على حقيقة أثبتتها سنوات الصراع الطويل مع الكيان الصهيونى، وهى أنه لا ثورة حقيقية، ولا ديمقراطية، وتنمية، وإصلاح حقيقى فى بلادنا، إذا أسقطنا (فلسطين) من أجندته، والقول ليس، عاطفة، ولكنها حقائق وأرقام، وأمن قومى، لنتأمل جيداً دور إسرائيل فى خلق داعش، ولنتأمل جيداً هذا التقاطع الوظيفى بين الإرهاب المتجول فى سوريا والعراق وسيناء وليبيا، وبين إسرائيل، بغطاء أمريكى وأموال نفطية، ثم لنتحدث بعدها عن النكبة؛ تلك النكبة التى لم تنته فصولها بعد!!. لمزيد من مقالات د. رفعت سيد أحمد