«الإعلام .. أبعاد إنسانية» رسالة تحملها فعاليات الدورة الخامسة عشرة ل «منتدى الإعلام العربي» المقامة على مدار يومى 10 و11 مايو الحالى فى مركز دبى التجارى العالمى تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ويعتبر هذا المنتدى أكبر تجمع إعلامى عربى فى المنطقة حيث يبحث العديد من القضايا والموضوعات المتعلقة بقطاع الاعلام والمؤثرات التى تشكل واقعه وكذلك ما يتركه من أثر داخل المجتمع. ويساهم فى إثراء حوارات منتدى هذا العام أكبر نخبة من الكتاب والمفكرين والقيادات الإعلامية والخبراء والمتخصصين فى القطاع الإعلامى على جميع المستويات المحلية والعربية والعالمية وذلك لمناقشة علاقة القيم الإنسانية بقطاع الاعلام والمسئولية التى يتحملها هذا القطاع الحيوى بإعتباره مدخلا مهماً لنقل الحقائق وإزالة المفاهيم الخاطئة وتعزيز فرص التعاون بين الثقافات المختلفة فى وقت تمر فيه المنطقة بأوضاع معقدة وتحديات صعبة. وفى الواقع لقد أطلق نادى دبى للصحافة فكرة «منتدى الإعلام العربي» عام 2001 فى وقت كان يشهد فيه الإعلام فى العالم العربى ثورات متلاحقة فى الشكل والمضمون والصياغة والنشر، وهو الامر الذى دفع نادى دبى أن يرصد جميع المتغيرات الاجتماعية والسياسية التى يمر بها الإعلام فى المنطقة عبر إقامة فعاليات المنتدى ليكون البيئة المحفزة والثرية لصياغة مستقبل أفضل للإعلام العربى. وقد نجح المنتدى على مدار الخمسة عشر عاما الماضية فى تبنى شعارات شكلت خارطة طريق امام الإعلام العربى ومستقبله. وتم تطوير محتوى المنتدى من خلال محاور جلساته والفعاليات المصاحبة له والتى نجحت بشهادة صناع الإعلام فى الوطن العربى فى بلوغ المتغيرات السريعة لتقنيات ووسائل الإعلام ضمن سياق المشهد المستقبلى وليس فقط الحاضر. وقد إنبثقت من المنتدى فكرة جائزة الصحافة العربية التى عقدت خمس عشرة مرة تم خلالها تكريم ما يزيد على 218 صحافيا من مختلف ميادين العمل الإعلامي. وتحت شعار «تكريم التميز وتحفيز الإبداع» بلور نادى دبى للصحافة فكرة جائزة الصحافة العربية من أجل تعزيز الدور الذى تلعبه الصحافة فى خدمة قضايا المجتمع ومساهمتها فى إيصال الصوت العربى إلى العالم عبر الصحافة والإعلام. ونجح منتدى الاعلام العربى ومن ورائه نادى دبى للصحافة فى تحقيق العديد من القفزات حيث وسعت رقعة المشاركة لتشمل كافة أرجاء الوطن العربية وذلك دعما وتشجيعا على الابتكار. فشهدت جائزة الصحافة العربية فى دورتها التاسعة عام 2009 العديد من وقفات المراجعة تماشياً مع تطور مهنة الصحافة ومن أجل أن تبقى مواكبة لها. فتم تطوير فئات جائزة الصحافة العربية لتشمل عدة تغيرات فى بنود جائزة الصحافة الثقافية وتم إضافة جائزة الصحافة التخصصية واستبدال جائزة التحقيقات الصحفية بجائزة الصحافة الاستقصائية، وتم خضوع فئة العامود الصحفى لتحكيم مجلس إدارة الجائزة، وهى من أهم الجوائز التى كرمت عدداً من أبرز كتاب العامود الصحفى من مختلف الصحف العربية، وذلك فى إطار جهود الجائزة بالتعريف بإنجازات هؤلاء الكتاب من خلال تكريمهم، تقديراً لأعمالهم المميزة، وما قدموه من خلال أقلامهم الحرة من تعريف بقضايا الناس وهمومهم. وكان على رأس هؤلاء الكتاب الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة والكاتب أحمد رجب. وتم ايضا استحداث جائزة الصحافة العربية للشباب حيث يتبنى المنتدى حلقات للنقاش تتيح المجال أمام مشاركة أرحب تجمع جيل الشباب بطموحه وتطلعه نحو المستقبل بجيل المتمرسين من أصحاب أرصدة الخبرات والتجارب فى جهد يرمى إلى إيجاد تحليل موضوعى ودقيق للمشهد الإعلامى. فيمهد للتعرف على آراء الشباب واكتشاف المواهب الصاعدة التى تشكل ركيزة النهضة التنموية الشاملة فى الدول عبر تضمينهم فى نقاش بناء. كما تم استحداث فتح باب المشاركة للصحافة الإلكترونية فى كافة فئات الجائزة. وفى سياق عملية التطوير أيضا تمت إضافة فئة "الصحافة الإنسانية"، بهدف تسليط الضوء على هذا النوع من فنون العمل الصحفى وإسهاماته فى خدمة قضايا المجتمعات العربي، ولما لهذا المجال المتخصص من أهمية فى نقل الحقائق وإشراك الرأى العام ودعم القضايا التى تتصل بحياة الفرد والمجتمع. وفى إضافة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم، قررت جائزة الصحافة العربية خلال الاجتماع الختامى عن دورتها الثالثة عشرة عام 2014 استحداث فئة "الصحافة الذكية". وجاء استحداث تلك الفئة فى إطار حرص الجائزة على مواكبة التطور العالمى السريع فى المجال الإعلامى عامة والصحفى بشكل خاص، ومتابعة المتغيرات التى تشهدها مجالات النشر الإلكتروني. وتمنح جائزة الصحافة الذكية لأفضل استخدام «صحفى» للتقنيات الذكية الجديدة التى توفرها التكنولوجيا الرقمية بهدف تشجيع المؤسسات الصحفية العربية على الاهتمام والاستثمار فى هذا المجال، وحث صحافييهم على تطوير قدراتهم المهنية، ومساعدة الصحافة العربية على البقاء والاستمرار فى مواجهة المنافسة الشرسة للتطور المتسارع للتقنيات الحديثة. لقد جاء هذا التغير على مدار خمسة عشر عاما هى عمر منتدى الاعلام العربى بهدف مساعدة الصحافة العربية على البقاء والاستمرار فى مواجهة التطور المتسارع للتقنيات الحديثة وزيادة الوعى بكيفية استخدامها صحفيا وتطويعها للمحتوى العربي.