أعلنت محاكم الأسرة طبقا للعديد من المواقع الإخبارية أن 240 حالة طلاق تقع يوميًا، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق ، لتتراوح مدد الزواج من ساعات بعد عقد القران ، إلى مدد تقارب الثلاث سنوات ، وبلغ إجمالى عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015نحو 250 ألف حالة طلاق وخلع بمصر، بزيادة عن عام 2014 ب89 ألف حالة. وكشفت إحصائيات الأممالمتحدة، ومركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ارتفاع نسب الطلاق فى مصر من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الأخيرةلتصل إجمالي المطلقات سنويا آخيرا إلى 3 ملايين مطلقة وطبقا لما سبق ؛ تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في أعلى نسبة طلاق. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه : ما هى أسباب هذه النسبة المرتفعة من الطلاق بمصر؟!... أو بمعنى أدق ما الذي يدفع زوجين بعد رحلة معاناة لشراء شقة بمئات الآلاف من الجنيهات وغيرها من تكاليف الأثاث الباهظة لتجهيز الشقة وتكاليف إقامة فرح وشراء شبكة ، أن يترك كل منهما الآخر ويهدمون كل ما سبق انجازه ؟ هل السبب الأحلام الوردية التي يتوقعها كل طرف متناسين اعباء الحياة الزوجية ؟ هل تتذكرون معي اغنية "متحسبوش يا بنات ان الجواز راحة" التي توضح للبنت انه سيكون عليها اعداد الطعام وتنظيف المنزل وتربية الأولاد ؟ الفتاة تعتقد أن الزواج فستان فرح وحفلة وبعدها المزيد والمزيد من الفسح والخروجات والمرح ... " مفيش حاجة كده " !! قد يكون السبب نسيان المرأة لأنوثتها في زحمة مشاكل الحياة والعمل ومحاولتها أن تكون ندا للرجل . وربما يكون السبب أن الزوج الشرقي يعتقد في بعض الأحيان أن الصوت العالي والإهانة للزوجة يجعل منه رجلا متحكما في زوجته وفي أمور بيته. أم أن السبب يرجع إلى عدم التسامح بين الزوجين ومحاسبة كل طرف للآخر على الكلمة . هل المشكلة أن كل طرف من الزوجين يريد فرض شخصيته على الآخر وتطبيعه بطبعه دون تفهم للفروق الشخصية بينهما كأن يكون أحدهما اجتماعي والآخر انطوائي؟ ربما تكون المشكلة أن بعض الزوجات تحصر سعادتها في ان يجلس بجانبها زوجها دائما دون أن تعطي كل منهما المساحة اللازمة ليتمتع كل منهما بهاويته المفضلة كالقراءة مثلا او مشاهدة ما يريد من برامج او مسلسلات بالتلفزيون او التصفح عبر الانترنت. أم أن المشكلة تكمن في توجيه النقد من قبل احد الزوجين إلى الآخر بشكل جاف ومهين. اعتقد يقينا ان الأسباب والمشاكل السابقة جمعيا تقف وراء ارتفاع نسبة الطلاق بمصر للحد الذي يطلق به زوج زوجته كل 6 دقائق رغم ارتفاع تكاليف الزواج والحل بطبيعة الحال هو تفادي الأسباب والمشاكل السابقة وضرورة تحدث أهل العروس مع ابنتهم عن مسئوليات وأعباء الزواج و لفت انتباهها إلى أن المعاملة اللطيفة مع زوجها لا تدخلها في مشاكل معهوتوضيح فكرة أنها ليست ندا له ومن ثم لا يجب عليها مبارزتهوكذلك الحال بالنسبة لأهل العريس فيجب عليهم أن يشرحوا لابنهم أن الرجولة تكمن في تحمل المسئولية واحتواء الزوجة وحمايتها وليس قهرها والتحكم بها مع أهمية محاولة الزوجين على حل مشاكلهم بعد الزواج بهدوء وبالتوصل إلى حل يرضي الطرفين مع ضرورة إعلاء قيمة التسامح بينهما. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي