تحدثنا في الأسبوع الماضي عن سوءات التعصب سواء لفكر أوحزب أوقبيلة أوجماعة أوحتي عائلة! وفريضة ألا نجعل مقياسا لاختياراتنا أو اختلافاتنا أي شيء غير الحق..وأن ندورمع الحق أينما دار ذلك بأن الله هو الحق. سنظل دائما أبدا فريقين مختلفين يتصارعان..الحق بما فيه من عدل وخير..في مواجهة الباطل بما فيه من ظلم وشرابتغاء مصالح ومنافع وأهواء شخصية تزول بزوال الدنيا بسويعاتها المحدودة المتلاحقة. وسنظل ماحيينا تدفعنا أقدارنا لمواقف يحتم علينا فيها الاختيار بينهما! ولنا مطلق الحرية لأختيار أيهما..لا أموروسط عند الله..فصراط الله المستقيم خط كالسيف من حاد عنه ضل! هذه الاختيارات والمواقف هي عينها علة حياتنا الدنيا والحكمة منها فيقول تعالي الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ومهما أوصلتنا حساباتنا العقلية الدنيوية وبررت لنا أنفسنا أننا في ضرورة لاختيارغيرالحق..فسنكون قد وقعنا في فخ الهوي والحق أحق أن يتبع فعلينا أن نتذكر دوما أننا في دار امتحان نخرج من امتحان لندخل غيره واختياراتنا هي الأجوبة التي سوف يتحدد علي اساس مجموعها مكانتنا عند ربنا! كيف نحدد الحق؟.. رغم وضوح الحق وسطوعه إلا ان البعض قد يختلط عليه الأمر..فكل يري أن مايراه هوالحق!.. ولكي نصدق مع الله الحق لابد من توجيه عدة أسئلة مباشرة لأنفسنا عند كل أختيار او قرار لتكشف لنا إن كانت تخفي وراء اختيارها مصلحة أوهوي أوتعصب مثل: لماذا كان أختيارك؟ فإذا تلجلجت فاعلم انك تخفي شيئا فحاصرها بالأسئلة التي تكشف عن نواياها..مثل: ماهدفك؟ هل تبغين مصلحة عامة أو خاصة؟!.. فالمصلحة العامة مقدمة علي المصلحة الخاصة في كل الأديان.هل تناصرينه لقرابة أومودة أم لأنه الأحق والأصلح للمجتمع ككل حتي لو تسبب لك في ضرر شخصي؟.. هل تبغين رضا أحدغيرالله أوتخشين غضبه؟ وبتطبيق هذه القاعدة علي قرار اختيارالرئيس.. وهي أمانة ضخمة لأنك ستتحمل وزر أوحسنات مايقوم به لأنك شاركت في اختياره ومهدت له الطريق للوصول إلي سلطة التحكم في مصير85 مليون إنسان.. بل وبلد كتب له القيادة لمن حوله من بلاد وعباد منذ فجرالتاريخ..فلابد ان تكون موقنا أنه أفضل المتاح لتحقيق مهامه.وأهم مهامه علي الإطلاق هي تحقيق اسميه سبحانه الحق والعدل ولقد قال المصطفي صلي الله عليه وسلم من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ويقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه فمثلا إذا كنت تعمل في مجال كالسياحة أوالفن أوكنت قانونيا اوطبيبا أومهندسا أوصحفيا أورجل أعمال وتحصر أختيارك فيمن يحقق انتعاشا في مجال تخصصك بصرف النظرعن رفع الظلم عن إقامة العدل بين جميع فئات المجتمع..تكون صاحب مصلحة وهوي وتكون قد خنت الأمانة ورسبت في الامتحان أمام الله وتحملت معه وزر ظلمه للعباد! وكذلك الحال إذا كنتما تنتميان لنفس الفكر وتخشي مخالفتهم أو انك ستستفيد من سلطاته أومخالفتهم! وتذكر ان عليك ألا تخشي أحدا أكثرمن خشيتك لربك مهما كلفك هذا من خسائر دنيوية لان مقابلها مكاسب إلهية وأخروية.ولك ان تختار ماتشاء ويقول تعالي من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ويقول المصطفي صلي الله عليه وسلم من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له. أما من يطالبون بالاستقرار لمجرد ان تسيرأعمالهم كما كانت بصرف النظرعما إذا كان علي ظلم أوعدل و يسيرعلي مبدأ(اللي اعرفه احسن من اللي ماأعرفهوش) فيقول فيه تعالي وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرمستقر فهؤلاء يرفضون التجديد والتغييرخوفاعلي مصالحهم ومكتسباتهم.. تماما كالذين قالوا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا. فهم لايرون إلاأنفسهم ومصالحهم و ليتجرع غيرهم الظلم والجوع والذل..لا يبالون..وينسون قول المصطفي لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه والساكت علي الحق شيطان أخرس ولقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لقد عقر ناقة صالح بعض أهل ثمود وليس جميعهم تسعة رهط يفسدون في الأرض ولكن العذاب عم الجميع لسكوتهم علي الظلم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين! لكن كيف نعرف الأصلح ؟! لا تنظر إلي برامج المرشحين ووعودهم ولكن إرجع لتاريخهم ومواقفهم الفعليه لتعلم حقيقة معدنهم وشجاعتهم في الحق وإغاثتهم للمظلوم وذي الحاجة و تتأكد إنه لا ظلم ولا شارك في ظلم ولا سكت عليه! العبرة ليست فيمن أوماذا تختار..العبرة ان تتحري الإخلاص والصدق مع الله وألا تتوخي إلا وجه الحق في أختيارك حتي ولو أضر بمصلحتك الشخصية. ولا تبني أختيارك علي أختيارغيرك لأنك تحب فلان أو تثق في رأيه ولا تقل سأعطي لفلان وليس فلان لأن الأول أستطلاعات الرأي تؤيده والآخرلا..يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تكونوا إمعة, تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا ويقول تعالي ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فعليك أن تتحري بنفسك الحق ما أستطعت فإنك ستحاسب وحدك علي ماتخطه يمينك!.. فإذا ضاقت بك السبل فعليك بصلاة ركعتين لله تعالي تسأله سبحانه ان يعينك علي حسن الأختيار( صلاة الأستخارة).