الثائر الحقيقى يحسب جيداً تبعات الخطوة التى يَقدِم عليها قبل أن يَهمّ بها. وهذا حدّ أدنى يُميِّزه عمن يشاركون فى هوجة لا يعلمون لها أول من آخر. وأما إذا أراد الثورى أن يكون أداؤه على درجة عالية من الطموح الثوري، فعليه أن يضع صوب عينيه مقولة لينين إنه بدون نظرية ثورية لا توجد حركة ثورية. أما إذا رجح لديه، بالحساب العلمي، أن النتائج المتوقعة ليست فى صالح الثورة التى ينشدها، فليؤجل خطوته، أو يراجع مضمونها بهدف التطوير الذى يتلاءم مع الواقع والظروف والممكنات والاحتمالات. وهناك أسئلة إلى بعض دعاة الثورة ممن يدعون إلى انتخابات رئاسية مبكرة: متى يكون الموعد المبكر فى رأيكم؟ وهل يقترب كثيراً عن الموعد القانونى فى يونيو 2018؟ وهل الفارق بين الموعدين يساوى التبكير؟ وهل لديكم بالفعل مرشح جاد يحظى بفرصة حقيقية فى الفوز؟ أم أن هناك احتمالات قوية بأن يفوز مرشح آخر منافس؟ وهل هذا الآخر أفضل من الرئيس الذى تطالب بعزله؟ وما هى فرص فوز مرشح الثورة المضادة؟ باختصار، يجب أن تدرك من سوف يستفيد من هذا الطلب إذا كان له أن يتحقق. مسئولية الثائر أعقد وأثقل من أن يطيقها عابرو السبيل ورواد المقاهي، وإلا إذا تورط فى حسابات خاطئة تستفيد منها الثورة المضادة، فقد اقترف خطأ تاريخياً لن تغفره له الأجيال القادمة، مثلما لن تغفر لمن ساعدوا على تمكين مرشح الإخوان الرئاسى عام 2012. لقد فضح الإخوان أنفسَهم بأنفسِهم، قبل يومين من تركيا، كما جاء فى الخبر المتداول عن اجتماع ما يسمونه «المجلس الثورى المصري»، والذى صدرت عنه تصريحات بأن تظاهرة 25 إبريل (غداً) حاسمة فى إسقاط النظام وعودة الرئيس مرسى إلى الحكم! وطمأنوا الجماهير المصرية بأنه لن يحدث أى تعطيل فى مرافق الدولة، لأنهم أعدّوا كافة الملفات لإدارة كافة مؤسسات الدولة والوزارات المختلفة..إلخ وهذا أدعى للحذر، ولإجراء حسابات مركبة خشية أن يجرفك بعض المتظاهرين فى ما لم تحسب حسابه، أو ربما يكون ضد رؤيتك وحساباتك، وربما يكون، على المستوى العملي، ضربة فى صلب توجهاتك. لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب