لن تجد أمة على وجه الأرض لديها هذه السمات والخصائص التى تتميز بها الشخصية مثلما يحدث فى مصر، وهكذا فإنك بمجرد أن تنطق مصطلح «الشخصية المصرية» فسوف ترتسم فى الذهن على الفور عدة ملامح، على رأسها أنها شخصية متدينة منذ آلاف السنين ومصر بمسلميها ومسيحييها بلد متدين منذ طفولة الزمن. وتمثل أعيادها الدينية جزءا من التكوين الروحى لأبنائها. ولذلك فإن مسيحيى مصر عندما يحتفلون بعيد القيامة المجيد هذه الأيام فإنك تستطيع أن تقرر وأنت مستريح الضمير أن مصر كلها تحتفل، إذ المسيح عيسى ابن مريم له مكانة خاصة لدى المسلمين والمسيحيين معا. وأنت إذا نطقت باسم المسيح عيسى أمام أى مسلم بسيط فستجده يرد على الفور: «عليه السلام». ومن حقائق الحياة أن مصر لن تكون مصر التى يعرفها الجميع إلا بمسلميها ومسيحييها معا، حيث لا يمكن لأحدهما أن يعيش دون الآخر. ومصر الحنون الرءوم هى وطن لنا كلنا، أو هى وطن يعيش فينا قبل أن تكون وطنا نعيش فيه، على حد قول الراحل البابا شنودة. وعيد القيامة المجيد فوق كل ذلك عيد للسلام والمحبة والتواضع والتسامح والتسامى على الأحقاد والضغائن والشرور.. وهى السمات التى يتمتع بها أى متدين حقيقى على وجه الأرض. وأيضا هو عيد للإخاء بين مسلمى مصر ومسيحييها، ولو أنك عدت بالذاكرة لسنوات طويلة مضت لرأيت كيف أن المسلم كان وسيظل أحرص ما يكون على تهنئة شقيقه المسيحى بهذا العيد، وبكل عيد، بالضبط كما كان المسيحى وما زال يحرص على تهنئة المسلم بأعياده. ولسنا هنا فى حاجة إلى التذكير بمظاهر التهنئة المتبادلة، فهى معروفة لنا جميعا. ولعل من المفيد، ونحن نحتفل بعيد القيامة، أن نوجه رسالة إلى كل الخبثاء الأشرار الآثمين الذين يحاولون بث الفتنة هنا أو هناك. الرسالة هي: لن تنجحوا.. فمصر لن تكون مصر المتسامحة الطيبة دون تماسك مسلميها ومسيحييها معا على قلب واحد. تحية صادقة لمسيحيى مصر بعيد القيامة المجيد. لمزيد من مقالات رأى الاهرام