جاء موقع صفحة "ثورة التعليم الفاسد" على النت تعبيرا واضحا عن حال التعليم المصرى الذى رصد وزيره الجودة به أنها لم تصل إلى 4% بين مدارس الجمهورية ، مما يعنى أن هناك خلل ليس تعليميا فقط ولكن اجتماعيا وعلى كل المستويات فى حياتنا ، وهو فى نظرى سبب هذا الهبوط فى المستويات العلمية والأخلاقية ، وظهور مايسمى بصفحات الغش التى تعلن أن هدفها نبيل لانقاذ الأسرة التى تنفق معظم دخلها، وبلا رحمة على الدروس الخصوصية ، وبعد إعلان جدول امتحان الثانوبة العامة ، بدأت صفحات "الغش" الشهيرة فى الإعلان عن نفسها وعلى رأسها موقع: "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" و" عبيلو وأديلو". وكذلك الصفحات الخاصة بتسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة موقع "فيس بوك"، بل إن بعض الصفحات أصبحت متخصصة مثل "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة" والتى أعلنت تطبيقها على الهواتف المحمولة ليشمل المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية، والفلسفة والمنطق، وهو مايساعد على سهولة غش الطلاب "المساكين"! وكتبت صفحة "عبيلو واديلو" تمهيداً للامتحانات منذ أيام، "مساء الخير نسخن كدا علشان الامتحانات خلاص على الأبواب كله يخبط لايك ويقولنا فى سنة كام"، وعلقت صفحة "ثورة التعليم الفاسد" قائلة: "هانت فاضل شهر". معلنة عن قدرتها على تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة وإجاباتها ، وأنها ملاذ لمعظمهم فى هذا الوقت العصيب. بينما نجد فى المقابل وزير التعليم يعلن تحديه لحدوث أى نوع من الغش أو تسريب الامتحان هذا العام ، والاستعانة لأول مرة بعضو شئون قانونية داخل لجان الثانوية.يختص بالتحقيق فى المخالفات ومحاولات الغش الإلكترونى فى الامتحانات بشكل فورى ، مما يثيركثيرا من التساؤل حول أهمية هذا الشخص إلا أن يكون هناك مزيد من تبديد المال ، فالإمتحانات تستنزف نحو مليارى جنيه لاجراء هذه التمثيلية ، لأنه من المعروف أن هناك غشا إجباربا مهما فعلت الوزارة بل إن بعض المدرسين يحرصون عليه، ليتمكنوا من الخروج مبكرا للحاق بالمواصلات ، أو لأسباب أخرى ،كما يلاحظ أن الوزارة شددت على المصححين بضرورة الالتزام بنموذج الإجابة الذى وضعته لجان فنية فى تصحيح الإجابة لطلاب الثانوية العامة، من منطلق الاعتراف بأن الأساس فى التعليم هو النص والحفظ ، لتقليل نسبة التظلمات التى تتم بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، مع ضرورة الالتزام بالدرجات المخصصة لكل جزئية ، والحقيقة أن الالتزام بالنموذج يقتل الطالب الذكى والمتفوق والمبدع الذى يأتى بإجابة ترقى على النموذج ،فى حين أن هناك شريحة من المصححين لا علاقة لها بالمنهج ويطبقون النموذج دون روح المادة . ولأن هذه تمثيلية اسمها التعليم ، نفاجأ فى الأيام الأخيرة أن أعدادا كبيرة من المعلمين يعلنون "مقاطعة المشاركة فى امتحانات الثانوية " بسبب ضعف المقابل المادى وتأخير صرفه ، وتهالك الاستراحات وبلطجة الطلاب والأهالى ، والتى تصل للاعتداء على المراقبين فى داخل وخارج اللجان . كما تواكب الامتحانات شهر رمضان فى شهر يونيو المقبل، وبسبب ما يتعرضون له من مشكلات ومتاعب ، بالإضافة إلى عدم تدريب المراقبين على مواجهة الغش الإلكترونى من قبل الطلبة، وهى الظاهرة المتقدمة التى بدأت فى الانتشار منذ نحو ثلاث سنوات. مما يتوقع معه ارتفاع نسبة الاعتذارات عن التصحيح والملاحظة ، بينما يرفع المسئولون شعار تطبيق قانون منع الغش الذى أصدره رئيس الجمهورية فى العام الماضى ، لمواجهة الغش سواء بالحبس أو بالغرامة. ويرجع المعلمون عزوفهم عن المشاركة فى الامتحانات لعدم توفر الامكانات الجيدة لنحو 80 ألف معلم ، وانعدام وسائل الانتقال إلى لجان الامتحانات، أو توفير استراحات ملائمة لهم ، إذ لايزيد " بدل المبيت" من الوزارة على 5 إلى 8 جنيهات فى اليوم. بل ويتأخر صرف مستحقاتهم المالية إلى شهر نوفمبر على الرغم من ان الإمتحانات تجرى فى شهر يونيو . وهى تعتبر مقابل مادى ضعيف ، ربما لا يتجاوز الألف جنيه بسبب ضعف رواتبهم، ولأن مكافأة الامتحانات 7% من إجمالى الراتب الأساسى.فى حين أن معظم العاملين بالوزارة ينتدبون للجان على الورق فقط،وغيرهم الكثير والكثير ليصرفوا بدلات بعشرات الآلاف من الجنيهات .بطريقة السطو على مقدرات الشعب ...إنه حقا : التعليم ..الفاسد . لمزيد من مقالات وجيه الصقار