حضرت بمدينة نيروبيبكينيا الاسبوع الماضي اجتماعات الهيئة التنفيذية للاتحاد الافريقي للسينمائيين الذي يعد أحد أهم المؤسسات الافريقية المتخصصة. وقد تأسس الاتحاد عام 1969 ووضع علي عاتقه تطوير الفن والصناعة السينمائية بالقارة السمراء. وقد عانى الاتحاد سنوات طويلة عدم فاعليته وعدم قدرته علي تحقيق اهدافه وتعطل ديناميكيته وتجمد توجهاته حتى ان كثيرين لم يكونوا يعولون عليه في انجاز شئ حقيقي لمصلحة السينما الافريقية. و في المؤتمر التاسع العام للاتحاد الذي اقيم بجنوب افريقيا 2013، بدت هناك رغبة حقيقية من الاعضاء المؤسسين للمؤتمر ان يدخل الاتحاد مرحلة جديدة تتواكب مع العصر ومستجداته، والاستفادة من عصر التطور التكنولوجي الكبير الذي أثر تأثيرا ضخما علي مختلف مناحي الفيلم السينمائي من ناحية سرعة وسهولة انجازه بالاضافة لتغيير انماط عرضه بشكل اكثر يسرا وسهولة. وعلي هذا تم انتخاب هيئة تنفيذية جديدة من مجموعة من اكثر السينمائيين الافارقة تميزا وفكرا مستنيرا واصحاب مشاريع للتطوير وجاء المخرج السينمائي الكبير من مالي شيخ عمر سيسوكو لينتخب سكرتيرا عاما او رئيسا لاتحاد السينمائيين الافارقة و شرف كاتب هذه السطور باختياره سكرتيرا اقليميا لمنطقة شمال افريقيا.وانتخب معي 16 سكرتيرا اقليميا آخر لتغطية نشاط السينمائيين داخل افريقيا بل ايضا خارجها حيث انتخب اربعة من اعضاء السكرتارية الاقليمية لمناطق اوروبا وامريكا الشماليةوالجنوبية والكاريبى. وبعد ان استضافت جنوب افريقيا هذا الاتحاد علي اراضيها حتي 2013، قبل المؤتمر عرض دولة كينيا باستضافة الاتحاد اربع سنوات حتي منتصف 2018 وتخصيص مليون دولار سنويا لانشطته ومصروفاته. وقد بذل اعضاء الهيئة التنفيذية من السكرتارية الاقليمية جهدا كبيرا في عمل مجموعة كبيرة من الانشطة كل في منطقته وصرفوا عليها من جيوبهم الخاصة او من بعض الاسهامات المحلية القليلة حيث تركز تمويل الحكومة الكينية علي المصروفات الادارية للاتحاد داخل كينيا وحدها.وقد اخذ هذا البند مناقشة كبيرة من الهيئة التنفيذية على ان ينفق جزء من تمويل الحكومة الكينية علي عمل انشطة سينمائية خاصة بالمناطق المحرومة سينمائيا. ووعد السكرتير العام بمناقشة ذلك مع حسن واريو وزير الثقافة الكينى الذي جاء بنفسه اول يوم لافتتاح الاجتماع السنوي الاخير. والذي يحلل واقع السينما في قارة افريقيا يكتشف الكثير من المنصات المضيئة رغم الصعوبات والمشكلات الضخمة.ويظهر ذلك من خلال تقرير أعده الاتحاد عن واقع السينما بإفريقيا عام 2015 بناء علي تكليف من منظمة الاتحاد الافريقي لخدمة اغراض تبني هذا الاتحاد نشاط السينما والسمع بصريات في السنوات المقبلة من خلال انشاء لجنة متخصصة بها لهذا الغرض. ورغم وجود بعض من الاخطاء في هذا التقرير نبه اليها كاتب السطور في كلمته في واقع السينما بمنطقة شمال إفريقيا، فإن التقرير يعد تقريرا مهما بكل الصور حيث وضع نصب عينيه اهداف التنمية المستدامة وربط مستقبل السينما الافريقية بخطط تطوير افريقيا التى تتبناها المنظمات الدولية مثل اليونيسيف والأونكتاد وبرامج التنمية التابعة للامم المتحدة. ويتبين من التقرير ان معدل الدخل من التجارة الابداعية فى العالم عام 2011 بلغ 624 مليار دولار بما يعدل 7% من الدخل العالمى. وحدث تطور فى مدخولات صناعة السينما بالعالم ما بين عامى 2005 و2011 بنسبة 39 % ، وفى الفترة نفسها أنتجت 100 بلد بالعالم ما يقرب من 6 الاف فيلم روائى طويل. . ووسيلة الاتحاد الافريقي للسينمائيين لتحقيق التطور فى صناعة السينما ستكون من خلال تعظيم التدريب لشباب الموهوبين بالقارة وانشاء مراكز اقليمية متطورة للانتاج تتوافر بها معدات واستوديوهات تفيد كل الذين يمارسون الابداع بالاقليم. وقبل ان تبدأ خطوات التطوير، يعنى الاتحاد بمحاربة قرصنة الاعمال الفنية المنتشرة بافريقيا وكذلك الاهتمام بحماية الملكية الفكرية بكل الصور. والاهتمام بتوفير قاعدة بيانات ضخمة للسينما بإفريقيا تسمح بتحديد كل المعلومات اللازمة للصناعة من دور عرض واستوديوهات واسماء العاملين بالمجال وتخصصاتهم. ويشمل الجهد التمهيدى تجهيز الأسواق لاعادة الصياغة وكذلك تمهيد الجمهور لاطلاق موجة جديدة ومتجددة من الفن. ويتزامن جهد الاتحاد الافريقي للسينمائيين مع ارادة منظمة الاتحاد الافريقي العريقة بتطوير قطاع السمع بصريات. وهناك انجازات عظيمة بالسينما الافريقية ستكون حجر الاساس لاى تطوير مثل تجربة نوليوود أو عالم السينما بنيجيريا الذى يحقق ايرادات سنوية تبلغ 540 مليون دولار من خلال استثمارات تبلغ 3.2 بليون دولار. حيث ينخرط المخرجون هناك لانتاج حوالى 100 فيلم سنويا بامكانيات بسيطة وبيعها بالسوق المحلية من خلال اقراص مدمجة باسعار بسيطة وفى الاسواق التجارية العامة جنبا الى جنب مع الاطعمة والمنتجات البسيطة. لمزيد من مقالات احمد عاطف