أستطاع الهولندى مارتن يول المدير الفنى للأهلى فى وقت قصير أن يتسرب بهدوء الى قلوب الأهلوية ويحجز مكاناً بذكاء يحسد الرجل عليه، وعلى ما يبدو أن «الشيخ يول» وهو اللقب الذى يجب ان يطلق عليه، استطاع أن يقرأ الشخصية المصرية جيداً فهو يشعرك بانه أبن بلد بعدما خلع رداء الغرور والتعالى الذى يرتديه كثير من المدربين الأجانب ودخل سريعاً واندمج فى المجتمع الفرعونى بعدما عرف شفرة النجاح التى تعطيه القوة للبقاء فى الأهلى . مواقف الرجل كثيرة، والتى تثبت دهاءه فأولها حين داعب الجماهير الحمراء وعلى رأسها مجموعات الألتراس وتغزل فيهم كثيراً بفيديو ظهر وهو يتمايل مع هتافاتهم «الثالثة شمال» معلقاً بأنه لا يفهم ما يقولون ولكن صيحاتهم تحرك الحجر، ثم عاد وأشاد بهم وبدورهم فى الانتصار الذى تحقق على يانج افريكانز ، ثم ابتسامته التى لا تفارق وجهه كثيراً حتى فى المواقف الصعبة، وما يبرهن على ذلك أن علاقته ب «عم حارث» أقدم عامل غرف الملابس بالقلعة الحمراء ربما تكون هى تأشيرة النجاح، فما من مدرب دخل الأهلى ولم يقدر قيمة حارث وزملائه إلا وعرف الفشل طريقه إليه. لم تتوقف حالة تقمص«الشيخ يول» لاكتشاف الشخصية المصرية عن قرب عند هذا الحد بل وصلت الى حالة من الاندماج فى المواطنيين العاديين فى الشارع من خلال ارتياده للمطاعم الشعبية مثل محال الكشرى وأنبهر بتناول المسقعة التى سأل عن مكوناتها غير أن ل «لملوخية» رأى آخر عنده، بل قام بنشر بعض تفاصيل حياته فى القاهرة على صفحته الشخصية بالفيس بوك وقال أنه لم يكن من رواد التواصل الاجتماعى ولكنه فعل ذلك حباً فى تلك البلد وشعبها. وبلغت قمة ذكاء الشيخ يول فى تعامله مع صبرى رحيل الظهير الأيسر فى مباراة سموحه الأخيرة وهو ما يدل على خبرة الرجل فى الدفاع عن لاعبيه وشخذ هممهم ورفض التقليل منهم حتى لو ارتبكوا أخطاء وفعل ذلك فى وقت سابق مع أحمد عادل عبدالمنعم، وهذه هى مدرسة الأهلى وتلك هى خبرة الرجل، وهذا هو سر النجاح الذى يميز القلعة الحمراء عن منافسيها. لمزيد من مقالات محمود صبرى