وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية    انقطاع الكهرباء.. عمرو أديب محذرا من التطبيع مع الفكرة: يضايق المواطنين أكثر من ارتفاع الأسعار    الرئيس الفرنسي: سنواصل تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية    شباب ورياضة مطروح تنفذ احتفالية رياضية ترفيهية للأطفال الأيتام ضمن المشروع القومي ها أنا أحقق ذاتي    احتفل قبل الهدف.. مرموش يسجل أمام أوجسبورج بطريقة «محتلفة» (فيديو)    «رجال يد الأهلي» يفوز على وفاق عين التوتة ببطولة كأس الكؤوس    تدشين كيان كوادر شباب قنا    بشرى ناعيه وفاة صلاح السعدني: "هتوحشنا ضحكتك"    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    درجة الحرارة تتجاوز 40 .. بيان هام بشأن الطقس الأسبوع المقبل: أعنف الموجات الحارة    متحدثة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية: الموقف بغزة ما زال كارثيًا ومرعبا    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    وزارة الهجرة تطلق فيلم "حلقة وصل" في إطار المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي"    أحمد صيام: صلاح السعدنى فنان كبير وأخ عزيز وصديق ومعلم    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    اعتقال مشتبه بهما في بولندا بسبب الهجوم على ناقد للكرملين في فيلنيوس    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    مهرجان كان السينمائي يكشف عن ملصق النسخة 77    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاءالمبدعون العظام وافلامهم المدهشة «2» الفيلم الذى تنبأ بثورة 25 يناير .. اسمه «لاشين»!
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 04 - 2016

وإذا كانت السينما المصرية طول عمرها هى روح هذا الشعب العظيم.. ونبض هذه الجماهير فى حلوها ومرها وليالى نكدها وسعدها.. وإن كان مرها ومرارها أكثر لطول ما شقيت ولطول ما تعذبت ولطول ما عاني هذا الشعب العظيم ولطول ماشقى وماصبر وتحمل ولطول ما تألم.. عبر مشوار عمره الذى طال واستطال حتى جاوز الخمسين قرنا من عمر الزمان وزيادة.. ولكنه لم ينهزم أبدا.. ولن ينهزم.. فهو الذى علم الدنيا ما لم تعلم.. ومازالت حضارته العظيمة تبهر الدنيا بشموعها المضيئة التى لم تنطفىء ساعة زمان واحدة من ليل أو نهار ولو كره الكارهون..
ودعونى أذكركم هنا بقول الفيلسوف الإغريقى الرحالة هيرودوت:
«مصر شمعة مضيئة فى قاع النيل لو انطفأت شموع حضارة الدنيا لظهرت من تحت الماء لتضى العالم كله بنورها وعلمها وفنها العظيم».
ولسوف تظل السينما المصرية هى ساحة عرض طموح الإنسان المصرى.. وعلامة مضيئة على طريق تقدمه الصفوف.. ويكفى أن السينما المصرية فى أوج عظمتها كانت الثالثة على العالم بعد السينما الأمريكة والفرنسية بشهادة مؤرخ السينما جورج سادول نفسه فى بداية القرن العشرين.. قبل أن تصبح هذه الأيام فى خبر كان.. تجلس وحدها باكية منتحبة مكتئبة تندب حظها.. عارية الثوب والخلق فى آخر الصفوف.
ولكن يكفى أن السينما المصرية فى أوج مجدها قد تنبئت بثورة 25 يناير 2011.. قبل بزوغ شمشها ب 67 عاما كاملة بفيلم اسمه «لاشين»!
ولكن قبل أن أفتح حقيبة الأسرار.. دعونى أكمل معكم مسلسل مسيرة السينما المصرية.. لنمشي معا بصحبة هؤلاء المبدعون العظام وأفلامهم المدهشة..
ظهور عادل إمام .. المبهر!
ولكن عادل إمام بحضوره القوي ومايملكه من كاريزما لاتقاوم ولاتصد ولاترد.. اكتسح الساحة السينمائية بما يملكه كما يقول الناقد كمال رمزي من موهبة تألق وحضور لم يتمتع بها أحد من قبل بالقدر نفسه إلا نجيب الريحاني..
ولقد بدأ عادل إمام رحلته الفنية بأدوار ثانية ثم بعدها انفرد بدور الفتي الأول في بطولات مطلقة مرحة.
ولكنه في »المشبوه« لسمير سيف 1981 و«حب في الزنزانة« لمحمد فاضل 1983، أخذت شخصيته الفنية تتبلور لتظهر بوضوح في أفلام لاحقة: المواطن العادي، الطيب المنزوي، المرهق اقتصاديا واجتماعيا، الذي يقع عليه القهر مرة تلو الأخري، وعندما يضيق الخناق عليه، وتغلق عليه كل السبل، يضطر في النهاية إلي أن يندفع بكل قواه نحو تصفية حسابه بالعنف، وهاهو في »الهلفوت« لسمير سيف 1985 علي سبيل المثال يحمل مدفعه الرشاش موجها فوهته نحو الجميع، بما في ذلك جمهور صالة العرض!
عادة ينتقل عادل إمام من فيلم لآخر، بالملابس نفسها: البنطلون الجينز والسويتر الأحمر أو الحذاء الكاوتش، ويسكن غالبا في حجرة فوق سطح احدي العمارات، أو شقة صغيرة فقيرة الأثاث، سيئة التهوية، ويبدو فاشلا بمعايير سنوات الانفتاح ويضنيه ما يضني السواد الأعظم من الناس ، فهو الموظف الباحث عن شقة في »كراكون في الشارع« لأحمد يحيي 1986، و«المنحوس« لصلاح حبيب 1987، والمحامي الصغير الذي يجد نفسه في مجتمع مختل القيم، كما في »الأفوكاتو« لرأفت الميهي 1984، و« طيور الظلام« لشريف عرفة 1995، والصحفي الشريف الذي يواجه ضغوطا شديدة بالترغيب والتهديد كي يخالف ضميره في »الغول« لسمير سيف 1983، وعامل تحويله السكك الحديدية الذي يجد نفسه في مأزق في »المنسي« لشريف عرفة 1993.
عادل إمام مع زملاء جيله مثلوا موجة قوية طويلة نشيطة من موجات نجوم السينما العربية، ربما تكون قد وصلت الي اقصي مداها لكن الذي لاشك فيه انه الآن بالضرورة تتشكل موجة جديدة لاتزال رموزها، وملامحها في قلب الغيب فلننتظر ونري.
وفي رأيي الشخصي: أن عادل إمام ظاهرة سينمائية لاتتكرر.. لايقبل الهزيمة أبدا.. يصارع حتي آخر رمق.. حتي ينتصر في النهاية.. وفي النهاية فهو المنتصر وهو الأمل دائما.
{{{
كان الريحاني ثم اسماعيل ياسين.. ثم فؤاد المهندس ثلاثي. الكوميديا المصرية سنوات طويلة.. حتي ظهر عادل إمام ليصبح هو الأول بالعرق والفكر والالتزام حتي ظهرت أفلام الموجة الجديدة التي يتزعمها هنيدي + محمد سعد كوميديا.. وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وشريف منير في الأفلام الرومانسية والأكشن. لينتفض عادل إمام ويقلب الجميع في منظومة فنية تجمع كل هذا: الكوميديا + الرومانسي + الاكشن في أفلام تحقق الرقم الأول في مبيعات الشباك!
عادل إمام وهو ليس صديقي ولم ألتق به إلا في أفلامه. وهو بحق ظاهرة فنية لإنسان لا يريد أن يخسر.. وهذا هو سر نجاح عادل إمام!
لنترك جورج سادول يتحدث:
قبل أن نتحدث عن حال جماعة السينما الجديدة التي أعلنت مولدها عام 1969.. أي قبل 47 عاما.. نريد ألا نتجاوز في حديثنا عن مئوية السينما المصرية.. ما قاله لنا الناقد الفرنسي جورج سادول في كتابه : «تاريخ السينما في العالم عن مسيرة السينما في بلدنا».. هو يقول:
لقد بلغت السينما المصرية أوج مجدها بفيلم »العزيمة« عام 1938.. الذي يعد أحد احسن مائة فيلم مصري في القرن العشرين.. ومخرجه كمال سليم واحد من أعظم مائة مخرج علي مستوي العالم..
وفي عام 1939 لم تكن مصر تملك اكثر من مائة وثلاثين قاعة عرض سينمائي ، وأكثر من مائتي دار عام 1946 تعمل بطريقة مغلقة، 70% منها تقدم افلاما عربية، وكانت بعض هذه الدور تستمر في عرض الفيلم حصريا طيلة عشرة أو خمسة عشرة أسبوعا ، ونما الانتاج حالما عاد التموين بالأفلام الخام الي عهده الطبيعي، فبلغ 51 فيلما طويلا عام 1945 46، و60 فيلما عام 1946 47 حيث قيل انه شرع بأكثر من مائة فيلم.
ثم عاد الانتاج فاستقر بحدود الخمسين، ويصبح اسم القاهرة: هوليوود الشرق الأوسط.
وكانت رقابة الملك فاروق قد ضاعفت من عقباتها وبصورة خاصة في وجه الموضوعات ذات الطابع الاجتماعي باستعانتها بقانون شرعه الانجليز عام 1914.
كثيرة جدا افلام الميلودرامات أو المسليات الاجتماعية التي تدور وقائعها في ابهاء مؤثثة بأثاث ثمين وغال أو في مرابع ليلية مع سيدات بأثواب السهرة ورجال باللباس الرسمي يرتدون الطربوش للابقاء علي الطابع المحلي، والعقدة تقطعها فواصل مختلفة أغنيات، رقصات رمزية، باليه، هز بطن..
وكانت هذه السينما الرديئة بعيدة كل البعد عن واقع الشعب المصري الشديد البؤس لكنها لم تكن معدومة الصلة بالفساد المفرط للطبقات الموجهة التي تسم عهد فاروق وخصوصا سنواته الأخيرة.
واذا كانت فترة ما بعد الحرب مباشرة قد اتسمت بأزمة قصيرة، فإن السينما التجارية المصرية رسخت مواقعها في السوق العربية والاسلامية الواسعة التي تمتد من داكار إلي جاكارتا، وكان لنجاح تلك الأفلام أثر في اللغات الدراجة في مختلف البلدان العربية، والأجيال الصاعدة المتأثرة علي الأخص باللهجة القاهرية تبنت نيرانها وكيفية تركيب جملها وعاميتها.
وجاءت ثورة يوليو 1952 وخلع الملك فاروق ليفتحا في تاريخ مصر وسينماتها طورا جديدا بسماحهما بانتشار أو باظهار مؤهلات جديدة كانت من قبل موضع تعسف أو احباط، تخص في المرتبة الأولي صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.
وصلاح أبو سيف الذي ولد عام 1915 ونشأ في حي فقير من أحياء القاهرة قريب جدا من حي يقيم فيه الأغنياء، عني في افضل افلامه بالتركيز علي المتناقضات الاجتماعية وعلي مشكلات الأوساط الشعبية.
ففي »ريا وسكينة« 1953 أتاح له احياء حادث عرضي قديم أن يعطي لوحة آخاذة عن الاسكندرية القديمة . كما أوحت إليه حياة أحد المجرمين بفيلم »الوحش« 1954، الذي أري فيه حياة الفلاحين في الريف واستغلالهم من قبل الباشاوات الأغنياء المالكين للأراضي.
وفي »الفتوة« لم يكتف باظهار التزيين التصويري لأسواق القاهرة فحسب بل أظهر كذلك كيف أن تجارتها خاضعة لهيمنة تجار لا وازع لهم.
وفي 1956 وصف من خلال غراميات شاب بامرأة أكبر منه سنا تحية كاريوكا أحد الشوارع الشعبية في القاهرة بقوة تذكر بالواقعية الجديدة الايطالية.
أما يوسف شاهين المولود عام 1926، فإنه من جيل آخر مختلف عن جيل متقدمه صلاح أبو سيف، يعالج أفلامه بأسلوب عصري أكثر وبصورة خاصة ألمع . تأسس خلال تمرينه في هوليوود وبدأ في سن الرابعة والعشرين بفيلم »بابا أمين« 1950 ثم » ابن النيل« وهو إعادة صنع لمسلاة موسيقية امريكية و«المهرج الكبير« 1951 الذي انتجه ومثله يوسف وهبي الشهير، لكنه أظهر شخصيته القومية لأول مرة في »سماء الجحيم« و«صراع في الوادي«.
تدور الوقائع العنيفة والحافلة بالحركة في منطقة الأقصر التي قامت معابدها بدور تزييني لخاتمة كبيرة الأثر متأثرة اكثر مما ينبغي بالفريد هيتشكوك، أما جوهر الفيلم فهو النضال الذي يخوضه مهندس زراعي شاب (عمر الشريف) ضد احد اغنياء المالكين (زكي رستم)، للدفاع عن الفلاحين ضد مطالباته المرهقة.
وتضرر يوسف شاهين من ميله الي التقلبات البوليسية في الفيلم الذي كرسه لبطلة الثورة الجزائرية »جميلة« 1958 الذي مثلته بكثير من النجاح مع ذلك الممثلة المنتجة ماجدة، إلا انه قدم رائعته في »باب الحديد« 1957 الذي كاد لولا القليل يفوز بجائزة مهرجان برلين تدور وقائع الفيلم في بضع ساعات في محطة كبري وتشرك في الاخراج مستخدمي المحطة وحماليها وبائعة مرطبات (هند رستم) وأحد المشوهين وبائع مجلات مثيرة (مثل الدور المخرج نفسه بأهلية وجدارة)، والمسافرين وحركة القطارات المحمومة لتذكرنا بفيلم »المحطة الاخيرة« في فيلم »كازان«..
ثم تألق وتجمل وتنور في فيلم «الناصر صلاح الدين» ثم يتحدث جورج سادول عن تأميم عبد الناصر لكل روافد المال في مصر.. البنوك والمصانع والشركات وليس بيعها ودخول الدولة في مجال انتاج الأفلام.. وكان هذا عملا رائعا!
ولا شين هو بحق الفيلم السينمائي المصري الوحيد الذي تنبأ هو صراحة بثورة 25يناير ومن غير أن نخطيء في حساباتنا وتصوراتنا وفكرنا السياسي والتاريخي.. فإن هذا الفيلم الذي رأي النور لعرض سينمائي واحد في عام 1938 ثم أوقفوه بأمر مباشر من السرايا الملكية، وأهالوا عليه التراب وحبسوه في علب مغلقة بالشمع الأحمر... هو كما أجمع النقاد وكتاب تاريخ السينما في مصر والعالم... الذي مهد لثورة يناير.. أو بعبارة أكثر دقة.. هو الفيلم الذي تحسس الأحداث وشاهد الغد قبل أن يجئ وعرف ما خفي عنا... وقرأ كف مصر السياسي والاجتماعي والثقافي.. ليقول لنا أنه في الطريق، وعلي الأبواب.. ثورة شعب تعب من طول الأسر، ومن فرط القهر ومن أغلال الظلم.. وليس غريبا بعد عرض هذا الفيلم أن تخرج من رحم المعاناة ثورة لم تكن في الحسبان، ولم تخطر علي بال بشر.. هي ثورة 25يناير 2011
الفيلم الذى اسمه «لاشين»... يحكي لنا بالقصة والسيناريو وتجمعات آلاف الممثلين والكومبارس... ثورة الجياع والمقهورين والعطشانين والممزقة ثيابهم والحفاة أقدامهم والضائعة احلامهم... أنها ثورة الجياع والحفاة والمحرومين من الحلم والأمل بيوم تشرق شمسه علي بيوتهم وأولادهم بالحرية والشبع!.
ولكن السؤال يبقي: ما الذي دفع أحمد سالم الممثل والمخرج المعروف ومدير ستديو مصر وقتها إلي إنتاج هذا الفيلم »الثورجي« في وقت كانت فيه الأحوال السياسية في مصر غير مستقرة بعد أن جلس الملك فاروق الأول علي عرش مصر؟
المؤرخ السينمائي أحمد الحضري يفسر لنا:
لقد كان وراء هذه المحاولة الجريئة مدير الاستديو أحمد سالم، الذي عهد إلي المخرج الألماني المعين بالاستديو منذ بدء انشائه فريتز كرامب باخراج هذا الفيلم، وكان قد سبق له أن أخرج فيلم »وداد« (1936) في بيئة مماثلة إلي حد ما، وبدأت الاستعدادات لانتاج هذا الفيلم مبكرا، وكانت النية أن يتم انتاج نسختين منه، احداهما ناطقة باللغة العربية والثانية ناطقة باللغة الانجليزية... كما جاء في جريدة »البلاغ« يوم 9ابريل 1937.
واختير للقيام بالدور الرئيسي لاشين الممثل حسن عزت، وكانت هذه المرة الأولي والأخيرة لظهوره في أحد الأفلام المصرية، وكان حسن عزت قد اتجه إلي هوليوود منذ عام 1936 ليشبع رغبته في العمل في السينما، وتنقل في ستديو شركة بارامونت هناك بين عدة أعمال فنية وتمثيلية، إلي أن فكر في التمثيل في مصر وتخاطب مع أحمد سالم، وتم اجراء بعض التجارب له بالمكياج والأزياء العربية المناسبة ولاقت القبول والاعجاب.
كما بدأ ستديو مصر اتصالات بالممثلة أمينة رزق لكي تقوم بدور »كليمة« بطلة الفيلم، فاشترطت عدم تعارض ذلك مع عملها في فرقة يوسف وهبي المسرحية.
وعندما حان وقت التصوير اضطرت أمينة رزق للاعتذار عن الدور لمصاحبتها لفرقة يوسف وهبي في جولتها في بعض الدول العربية.
وانتهي الأمر باسناد الدور إلي فتاة لم يسبق لها التمثيل علي الاطلاق هي نادية ناجي.
ويقول لنا هنا الناقد الكبير علي أبو شادي:
لقد منعت الرقابة في وزارة الداخلية عرض فيلم لاشين في يوم عرضه لأن به مساسا بالذات الملكية.
وكان فيلم لاشين يربط في شجاعة بين الفساد السياسي والخيانة والانهيار الاقتصادي، وينتهي بتحقيق ارادة الجماهير في تولي كرسي البلاد قائد محبوب من الشعب وقتل السلطان.
واضطر استوديو مصر إلي تصوير نهاية جديدة ينتصر فيها السلطان العادل وينعم بحب شعبه بعد سحق المؤامرة!
وقد أعيد عرض الفيلم بالنهاية السعيدة في 14نوفمبر1938.
رأس الذئب الطائر!
ويحدثنا الناقد السينمائي المتمكن كمال رمزي في كتابه: »دراسات في السينما المصرية« عن فيلم لاشين بقوله:
إذا كانت الواقعية هي أن تري الواقع، وتتفهمه، وأن تكتشف الأسباب الموضوعية للظواهر، وأن تبرز لحظات التحول، علي المستوي الفردي والجماعي، وأن تأخذ موقفا إلي جانب القوي التي تبني الحياة، فإن ثلاثة أفلام فقط، تنطبق عليها هذه الشروط، بنسب متفاوتة، تحققت خلال ربع قرن، منذ بدايات السينما المصرية حتي ثورة يوليو 1952، وهذه الأفلام هي: »لاشين« لفريتز كرامب 1938، و »العزيمة« لكمال سليم 1930 و »السوق السوداء« لكامل التلمساني 1945.
هذا العدد القليل من الأفلام الواقعية، يدفع الباحث بالضرورة إلي تلمس الاجابة عن السؤال التالي: لماذا غابت أو علي الأقل خفتت، الواقعة في أفلامنا، فبدت كمجرد شذرات هامشية، جزئية، في أفلام متباعدة!.
الإجابة لن تتمثل في سبب واحد، ولكن في أسباب عدة متداخلة، لعل في مقدمتها عدم توافر المناخ الثقافي الملائم، الذي تنشأ فيه الواقعية وتتبلور وتزدهر.
في مصر العشرينيات، ومع المحاولات الأولي لصنع الأفلام، لم تكن الرواية، بمعناها الحديث، قد ظهرت بعد، وحركات التجديد، في مجال الأدب، انصبت أساسا علي الشعر، في حدود المطالبة بأن تكون للقصيدة وحدة واحدة، وأن تعبر عن شخصية الشاعر، وكما لم تعرض. في مصر، المحتلة من قبل بريطانيا، الأفلام الواقعية للمخرج الألماني بابست، لم تعرض أيضا الأفلام الواقعية الاشتراكية للمخرجين السوفياتيين، بودفكين وايزنشتين، ذلك أن سوق السينما الأجنبية، كان ولايزال في الغالب الأعم، حكرا علي الأفلام الأمريكية الهوليوودية تحديدا.
غياب المناخ الثقافي الذي كان من الممكن أن يمهد لظهور الواقعية، بالإضافة لعدم المعرفة بالنماذج الواقعية الأجنبية، جعل تأثير المسرح المصري، المزدهر حينذاك، قويا وعميقا، علي السينما المصرية، ولأن مسرح العشرينيات، كانت تهيمن عليه الميلودراما من ناحية، والكوميديا من ناحية أخري، لذا سنجد أن هذين الاتجاهين هما الأكثر انتشارا، في الأفلام، بل وسنجد ملوك الميلودراما: يوسف وهبي، أحمد علام وأمينة رزق، ينتقلون من فوق خشبة المسرح إلي شاشة السينما، كما سنجد انتقالات موازية من قبل نجوم الكوميديا: نجيب الريحاني فوزي الجزايرلي وعلي الكسار.
وربما تتضمن الميلودراما عطفا علي بؤس بطلة أو بطل الفيلم، لكن الميلودراما لا ترجع هذا البؤس إلي أسباب موضوعية، فالقدر وتعاسة الحظ، هنا سبب الكوارث، وربما يضطلع الرجل العادي، الموظف أو المدرس أو البواب ببطولة الكوميديا، لكن الجري وراء الاضحاك عن طريق النكات اللفظية، والتباس المواقف، والمغالاة في الأداء، أفقد الكوميديا قدرتها علي نقد الحياة.
وسط هذه الأجواء، جاء »لاشين« ذلك الفيلم الكبير، فكرا وفنا، الذي كان من الممكن أن يفتح طريقا جديدا في السينما المصرية، لكن »لاشين« كان رأس الذئب الطائر... كانت مفاجأة أن يصادر »لاشين« في اليوم الأول من عرضه، عقب حفلته الأولي، يوم 17مارس 1938، بسبب ما يتضمنه الفيلم من مساس بالذات الملكية ونظام الحكم، حسب ادعاء مسئول الرقابة حينذاك، وكيل وزارة الداخلية.
لاشين، من انتاج ستديو مصر، التابع لبنك مصر الذي أسسه الرائد الاقتصادي الكبير طلعت حرب باشا، والاستديو شأنه شأن مؤسسات بنك مصر، تتمتع بحماية مجموعة الباشاوات والبكوات الذين قاموا بإنشائه، لذلك كان من المدهش أن يتم وقف عرض أحد أفلامه التي تتميز بسخاء الانتاج، وارتفاع المستوي، من الناحية الفنية.
عن سيناريو لستيفن هارس قام الألماني فريتز كرامب بإخراج الفيلم الذي كتب حواره أحمد رامي، وعلي الرغم من أن لاشين يتسربل بغلالة التاريخ، إلا أن قضيته تنتمي للحاضر، وتتعرض بقدر غير قليل من الجرأة، لمسائل سياسية بالغة الحساسية.
يبدأ الفيلم بجملة مكتوبة علي الشاشة تقول: تدور أحداث هذه القصة حوالي القرن الثاني عشر... وفي المشاهد الأولي، يطالعنا الرجل العجوز، العلامة، الفلكي، باتاني قام بالدور الممثل منسي فهمي ممتطيا صهوة جواده، يسير وسط جموع الناس التي يكتظ بها أحد الأسواق العامرة، معلنا فيما يشبه النذير: يا أخوانا، يا أهل البلد، أمسكوا أيديكم، حايجيلكم وقت تدموا فيه علي اللي ضاع منكم، النيل مش هايفيض، الترع حتنشف، الأرض حتجف، حتجوعوا، افتحو عينيكم وإلا حتحصل ثورة تهز أركان البلد.
يستمر باتاني في تحذيراته القائمة علي حقائق علمية، فهو قادم من الجنوب، حيث لاحظ عدم هطول الأمطار، وانخفاض مستوي المياه في نهر النيل.
يقوم أعوان الوزير الشرير كنجر لعب الدور فؤاد الرشيدي بالقبض علي العلامة، الفلكي بتهمة اثارة البلبلة وترويج الشائعات، وفي مشهد آخر، نري رأسه المقطوعة مدلاة من أحد أبراج قصر السلطان.
في الشوارع، والسوق، تعلق الزينات والجميع يتحدثون عن عدل ونزاهة وشجاعة القائد لاشين، الممثل حسن عزت، الذي انتصر علي الأعداء المغول، ومع ايقاع الطبول، ونشيد وطني، يتقدم لاشين، علي رأس الجيش، من عمق المجال في الصحراء، ومعه الأسري والأسلاب.
في قصر السلطان، تظهر الدسائس والمؤامرات، كنج، الوزير الخائن، الذي سنعرف لاحقا أنه يتعاون مع المغول، يرشق لاشين بنظرات كراهية وحقد، بينما السلطان يثني علي قائده المنتصر، الذي يهديه سيف القائد المهزوم وفلنسوته.
يسير الفيلم، بعد هذه المقدمات، في اتجاهين: أحدهما يتعرض إلي حالة الجماهير في الشوارع والأسواق، والتي تزداد تدهورا، والآخر يتوغل في أحراش القصر، حيث السلطان اللاهي مع حريمه من ناحية، وكنجر الخائن يواصل مؤامراته من ناحية ثانية.
وبمهارة، يعبر المونتير المخرج الكبير فيما بعد، نيازي مصطفي، بمشاهد قصيرة، ذات قطعات توحي بالوهن، عن المجاعة التي بدأت تعم البلاد: أرض زراعية مشققة من العطش، ترع بلا ماء، حيوانات عجفاء، أشجار ميتة، ويجسد الفيلم من خلال المجاميع الضخمة، بأسمالها البالية، ووجوهها المنهكة، أثر العناء الذي تعرضت له وهي تهرب من جوع الأقاليم البعيدة، قادمة إلي القاهرة.
يدور داخل القصر، حوار سياسي بديع بالغة الوهي، كتبه أحمد رامي، يعبر فيه عن وجهتي نظر متعارضتين في أسلوب الحكم، طرف منهما يأتي علي لسان الخائن كنجر الذي يقول: »أري أن نقسو علي هؤلاء الفلاحين النازحين إلي القاهرة، وأن نظهر لهم بأس السلطان وقوته، أن الشيء الوحيد الذي يهابه شعب متمرد هو البطش الشديد، ولا يستتب الأمن في البلاد إلا بإرسال قوة كاملة العدد من جنودكم المخلصين لتشتيت الجماهير الثائرة«.
وبفهم، ورحابة أفق، يطرح لاشين وجهة نظر أخري: أن هذه الوسيلة المقترحة غير معقولة بالمرة، أن الشعب المتألم ينتظر من مولاه أن يناصره في نكبته، فإذا بدأنا باستعمال القوة دفعناه إلي الثورة، الشعب يضج الآن من الجوع واليأس والأوفق أن نوزع عليهم بالطريقة المثلي ما يزيد من المؤن من مخازن الأطعمة.
وإذ كان هذا الحوار المهم، ينطلق لأول وآخر مرة علي شاشة السينما العربية، فإن الأخطر، والأكثر وضوحا، في العداء للسلطة والاستبداد، ما جاء علي لسان يوسف الممثل أحمد البيه البطل الشعبي الذي شاهدناه في البداية، يشد أزر الناس لمواصلة السير إلي العاصمة، وشاهدناه يفض المشاجرات بين الجائعين، وها هو يقف حائلا بين الجنود الرافعين سيوفهم ومجموعة من الثائرين، صارخا، من أعماق قلبه: لا، حرام عليكم، ما تستعملوش القوة مع اللي بيموتوا من الجوع، دول اللي كانوا بيتعبوا روحهم علشان تاكلوا وتعيشوا ودلوقتي محدش سائل فيهم، حتي السلطان.
المجاعة، في لاشين، ليست قدرا، فالفلكي، العلامة، باتاني، توقعها بأدلة علمية، وحذر منها، لكن لا الناس استمعوا إليه ولا السلطة الغاشمة اقتنعت بكلامه، وما زاد الأمر سوءا إلا ذلك الفساد الذي يدب في قصر يحكمه سلطان يقضي معظم وقته بين حريمه، لذلك فإن الثورة تندلع في الداخل، بينما العدو يدق أبواب البلاد من الخارج.
ولكن نهاية الفيلم المكتوبة في السيناريو، تختلف عن النهاية الموجودة الآن في شريط الفيلم، والاختلاف غالبا جاء نتيجة تعديلات تمت بعد منع لاشين.
النهاية، في السيناريو، تنص علي أن الجماهير الثائرة تتجه إلي قصر السلطان، بقيادة البطل الشبعي يوسف مطالبة باطلاق سراح لاشين، بعد أن اعتقله السلطان، عقب مؤامرة من كنجر، وفي الوقت ذاته، يقتل كنجر السلطان، ويهتف رجال كنجر باسمه كسلطان جديد للبلاد.
هكذا، نهاية مفتوحة: الجماهير خارج القصر، تنادي باسم لاشين، والخونة داخل القصر يهتفون باسم سيدهم كنجر.
أما النهاية، في الشريط السينمائي، فتتضمن نجاح الجماهير في اقتحام القصر، وانقاذ لاشين بعد اطلاق سراحه، وها هو لاشين يقتل كنجر في مبارزة، ويقود الجماهير إلي مبايعة السلطان العادل، الذي ضللته بعض بطانته الفاسدة، الخائنة.
علي الرغم من المسافة الواسعة بين النهايتين، فإن الفيلم المستوعب لتقاليد التعبيرية الألمانية، بقوة ايحاءاتها، واستخدامها المبدع للاضاءة، وسحر الأبيض والأسود، وقدرتها علي تحريك المجاميع، يظل محتفظا بنفاذ بصيرته الواقعية، فيكشف بجرأة عن الأسباب التي تؤدي بالضرورة إلي اندلاع الثورة، وفي الوقت ذاته، يفضح ما يدور داخل القصر الحاكم، من انغماس في الملذات، والفساد، والخيانات، والأهم أن فيلم لاشين يقدم الجماهير، لأول مرة، كقوة لا يستهان بها.
لقد كانت مصادرة »لاشين« أشبه بحكمة »رأس الذئب الطائرة« ذلك أن ايقافه، وهو من إنتاج ستديو مصر، جعل السينمائيين يتمسكون بالأفلام الآمنة، التي تحكي حدوتة ولا تثير قضية، والتي تبتعد عن الواقعية وتتعلق بأهداب المليودراما والكوميديا.
جدير بالذكر، أن لاشين، تعرض إلي ما يمكن أن نسميه مؤامرة صمت، فاختفت نسخه لعقود عدة تالية، ولم يعد يذكره حتي ستديو مصر، الذي كان يخشي ذكر عنوانه في قوائم أفلامه التي درج علي أن يفخر بانتاجها.
ورسميا، بعد أقل من عشر سنوات، بعد مصادرة لاشين، وبالتحديد في عام 1947، صدر قانون الرقابة الذي تنص بعض بنوده علي التالي:
1 منع مناظر الأحاديث والخطب السياسية المثيرة.
2 لا يجوز اظهار مناظر الاخلال بالنظام الاجتماعي، كالثورات أو التظاهرات أو الاضراب.
3 تمنع المواضيع التي تحتوي دعاية ضد الملكية أو النظام القائم.
4 نظرا للظروف التي تجتازها البلاد، تراعي الدقة والحذر في ذكر المواضيع التاريخية، مما يخشي معه أحداث الشغب أو إثارة الخواطر.
ولا يستطيع الباحث أن يمنع نفسه من القول بأن شبح لاشين كان يتراءي أمام اللجنة التي وضعت هذا القانون، فسنت البنود الأربعة السابقة، لمنع أي شبيه له من الظهور، والمفارقة المدهشة، أنه بعد خمس سنوات من فرض هذا القانون، أطيح بالنظام الاجتماعي كله، بما في ذلك الملكية، وتحققت نبوءة لاشين المقموع، والمغلوب علي أمره!.
.....................
.....................
هذا هو الفيلم الذي تنبأ بثورة يناير قبل قيامها بأكثر من خمسة وستين عاما.. ألا يستحق منا بعد كل هذا الإبداع والفن الجميل... أن نحيي كل من قام بهذا العمل الفني الرائع... في زمن كان الخلق والابداع والفن هي شعار المصريين... ولم تكن فرق الطبل والزمر والرقص ووجع الدماغ وقلة الحياء وقلة الادب والعري والهبل الأزلي الذي نغرق فيه الآن.. قد ظهرت بعد!
{ ومازلنا مع حكاوى المبدعين العظام وافلامهم المدهشة{؟
Email:[email protected]
هذه صفحات مجهولة من صفحات الاهرام عبر مشوار صحفى طوله 140 سنة.. للاجيال الصحفية التى تبشر بخير كثير فى رحلة البحث عن الحقيقة وحب مصر
لمزيد من مقالات عزت السعدنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.