بدرية ربة منزل فى سن الخمسين، تزوجت من ابن قريتها فى محافظة المنيا، وهو عامل بالأجر، يعمل يوما ويتعطل باقى الشهر، وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم بترتيب أعمارهم عبدالرحمن، فى الصف الخامس الابتدائى، ووردة فى الصف الرابع، أما الأصغر يوسف، فهو فى الصف الثانى، ولأن زوجها لا يقدر المسئولية تجاه أسرته، فتم الطلاق بينهما، وتزوج من أخرى، وأنجب منها، فأخذت بدرية أبناءها، وجاءت إلى القاهرة باحثة عن عمل ترزق منه، وأقامت عدة أيام فى منزل أختها بمنطقة النهضة، والتى تركها زوجها هى الأخرى لإصابتها بالمرض الخبيث، ولديها منه ثلاث بنات، وتزوج بأخرى، وأنجب ابنا، ثم ارتكب جريمة قتل فى مسألة ثأر، وتم الحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما، ويقضى العقوبة حاليا منذ أكثر من ثلاث سنوات، واستطاعت بدرية تدبير سكن خاص بها، ولكنه غير قانونى، إذ تنازل عنه لها أحد واضعى اليد، بعد ثورة 25 يناير، مقابل ألف جنيه، وهو عبارة عن محل أنشأته المحافظة لتلبية احتياجات المواطنين الراغبين فى عمل مشروع تجارى، وأقامت فيه مع أبنائها كحل لظروفها، وهى تعمل خادمة فى البيوت لتوفير متطلبات أسرتها، ولكنها مهددة بطردها من هذا المكان، ولا تملك ما توفر به سكنا، فدخلها يكفى بالكاد قوت يومهم. وفى خضم المشكلات، اشتد الألم على أختها، ووافتها المنية، وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أوصتها ببناتها، فهن يتيمات الأم وأيضا الأب المحكوم عليه بالسجن، والذى لا يسأل عنهن، وحينما بلغت كبراهن سن السادسة عشرة، تقدم إليها شاب للزواج، وساعدها أهل الخير فى مستلزمات زواجها. ولكن المسئولية كبيرة على عاتق بدرية ودموعها لا تتوقف.. وكل ما ترجوه هو أن تجد من يساعدها فى توفير متطلبات أسرتها اليومية، وأمنيتها الكبرى أن تخصص لها محافظة القاهرة وحدة سكنية حتى تعيش فى استقرار وأمان. إيناس الجندى