لم يدرك عقلها الصغير نصائح امها المحفوفة بالخوف علي مستقبلها وان تلتفت لدراستها حتي تصبح طبيبة مثل باقي فتيات عائلتها. وان تكون النجم الساطع في سماء اسرتها وان تثبت لابناء الجنوب ان البنت افضل من الولد اذا احسن والداها تربيتها وسيل من النصائح انصب في اذن تلميذة الاعدادي من امها وهي تلتفت اليها دون ان تنطق بكلمة واحدة وتدقق في ملامح امها الشابة وكأنها تغرق في ذلك الوجه الذي ستفارقه بعد لحظات بعد ان قررت الرحيل بزعم ان نصائح امها ايقظتها من غفوتها وان قطار السنة الدراسية فاتها ومستحيل ان تلحق به لانها ضيعت الايام في الحديث مع زميلاتها عبر الفيس بوك وتناست احلام والديها واهملت دراستها ولانها تخشي عليهما من لفح انفاسها الطاهرة قررت الانتحار حتي لايحزنا منها اذا رسبت او حصلت علي درجات ضعيفه وكتبت علي جدران غرفتها احبكم اكتر من نفسي وسامحوني علي رحيلي المفاجئ بطلة المأساة تلميذة في الصف الثاني الاعدادي ولم تكمل عامها الثاني عشر وبيديها البريئتين سطرت شهادة وفاتها وارتدت الثوب الابيض لتكون عروس الجنة وتركت وراءها ذكري أليمة واحساسا بالندم نمت وتشعبت جذوره داخل صدر امها لانها عاتبتها علي اهمالها لدروسها وذكرتها بالحلم الذي تنتظره ولم تدرك الصغيرة قيمة نصائح امها وان عبارات التوبيخ التي قذفتها بها مليئة بالحب ومحفوفة بالحنان وان صغيرتها اغلي من كنوز العالم وحزنت الصغيرة من نفسها لانها لم تدرك قيمة الثقة التي زرعها والداها بداخلها وانها انشغلت عن دراستها باللعب ومشاهدة التليفزيون ورادوها احساس بالندم علي كل الوقت الذي ضيعته ولم تذاكر فيه دروسها وانها من المستحيل ان تحصل علي الدرجات النهائية في امتحان نهايه العام كما عودت والديها ومرق امامها من شريط من الاحداث التي ستكون مؤلمه علي والديها وهما يتلقيان خبر رسوبها بينما بنات عمها يحصلن علي أعلي الدرجات وشاهدت دموع الحسره تنساب علي وجنتي امها فقررت ان ترحل ونصبت لتنفسها مشنقة داخل غرفه نومها وعلقت حبلا في سقف الغرفة بجوار المروحة ولفته حول رقبتها وفارقت الحياة استيقظت الام الثكلي في الصباح الباكر لايقاظ صغيرتها حتي تذهب الي المدرسة وبمجرد ان فتحت غرفتها كان المشهد اقسي من ان يوصف حيث فوجئت بفلذة كبدها معلقة في سقف الغرفة وجسدها النحيل يترنح يمينا ويسارا وعبارات من الاعتذار والعفو بخط يدها مكتوبة علي الجدران وصرخت الام صرخة كادت تزهق روحها ونادت علي زوجها وايقظ صوت صراخها الجيران وراحت تتحسس جسدها وتنفخ في فمها عل الروح تعود اليها لتخبرها انها اغلي من كل شهادات العالم وان النظرة في وجهها البريء افضل من العلم والدراسة وراحت تجمع ملابسها المدرسية وتقبلها وتحتضن الكتب والكراسات لم يستطع الاب المكلوم ان يفك ابنته من المشنقة التي نصبتها بأناملها البريئة ولم يقو علي الاقتراب منها وقام بابلاغ قوات الشرطة وتحرير محضر بالواقعة وكانت العبارات التي دونتها تلميذة الاعدادي علي الجدران هي الدليل للوصول للحقيقة وانها انتحرت لتأخرها في مذاكرة دروسها والامتحانات علي الابواب وتم اخطار اللواء رضا طبليه مساعد اول وزير الداخلية ومدير امن المنيا بالواقعة وامر بدفن جثة الصغيرة وتم لفها بالثوب الابيض وتواري جسدها تحت الثرى.