كل يوم نحتفل هضحي بنفسي من اجل مصر بمواكب الشهداء فخورين بأبنائنا الأبطال الذين يجودون بأرواحهم ولا تزال الدماء الطاهرة الزكية للمصريين تروي أرض سيناء لتظل عزيزة حرة مكرمة لا يدنسها محتل أو إرهابي خسيس. ففي مشهد مهيب ودعت مدينة السرو بدمياط ابنا ًمن أجل وأعظم أبنائها الذي توج مسيرة حياة مشرفة بأغلي ما يمكن أن ينالة انسان ألا وهي الشهادة في سبيل الله والوطن ليحيي خالداً عند الله في جنات النعيم. بدأت مسيرة هذا البطل التي تعكس نموذجاً للكفاح والأمل بعد حصوله علي شهادة الإعدادية قرر أن يتحمل مسئولية الإنفاق علي نفسه رغم حالة الأسرة الميسورة فقد عمل في مهنة النقاشة ليتمكن من تغطية احتياجاته وحصل علي الثانوية العامة ثم التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالمنصورة أعقبها الالتحاق بالعمل بميناء دمياط مع زوج شقيقته في إحدي شركات الشحن والتفريغ بميناء دمياط ثم حانت الفرصة التي يتمناها لأداء الخدمة العسكرية وهي ضريبة العطاء للوطن قبل أن يواصل مسيرة حياته العملية والاجتماعية وخلال فترة تجنيده حرصت الأسرة وهو معها علي تجهيز شقته وشراء ذهب الشبكة لكي تفرح الأسرة بزفافة بمجرد أداء الخدمة الوطنية بعد ستة أشهر خاصة أن والده قد توفي منذ عامين ولم يبقي الا هو مع والدته بعد سفر شقيقه وشقيقته للخارج أما شقيقته الأخري فتزوجت داخل المدينة , ولكن شاءت إرادة الله أن تزفه الملائكة الي الجنة عريسا للحور العين بعد أن نال شرف الاستشهاد بعد أن انفجرت به عبوة ناسفة ومعه ضابط ومجندان، وكان الشهيد يحب أمه حباً شديدا ويحرص علي الاتصال بها علي الأقل ثلاث مرات يومياً لكي يطمئن عليها والاستئناس بالحديث معها الا انها كان لديها احساس أن ابنها سيأتي إليها شهيداً في يوم من الأيام لدرجة أنها رفضت السفر لزيارة ابناءها المقيمين في السعودية لأنها كانت تشعر بأنها ستستقبل إبنها شهيدا في أي وقت ودائماً ما كانت الأم تردد الكلمة التي أبكت القلوب قبل العيون (أنا بستناه شهيدا لو سافرت مين اللي هيدفنه). وفي مشهد جنائزي مهيب ودع الآلاف من أهالي المدينة ابنهم البطل يتقدمهم الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط واللواء فيصل دويدار مدير أمن دمياط. ويؤكد « ممدوح السنباطي زوج شقيقة الشهيد « أن أيمن كان عنده إحساس دائم بأنه سينال الشهادة خاصة أن قائده أكد لنا بعد الجنازة أنه أصر علي الخروج لتلك العملية رغم أنه ليس دورة، وكان دائما يقول لي أننا في حرب شرسة مع مجموعة لا تعلم أي شئ عن الدين ولا عن تعاليمه السمحة ويردد دائما (أنا بحارب من أجل بلدي ومستعد أضحي بنفسي من أجلها وهموت علشان مصر الغالية تعيش.