رغم الفرحة والارتياح اللتين يجلبهما المولود الأول للزوجين... فإن لمجيئه آثار كثيرة علي كليهما قد تكون سلبية أو إيجابية. فقد يعاني الزوجان من توتر في الأشهر الأولي بعد قدوم المولود الجديد مما يؤدي إلي ظهور الخلافات الزوجية واشتداده. وهذا ما أكد عليه العديد من الدراسات والتي كشفت عن ارتفاع نسب الطلاق بعد قدوم الطفل الأول. فغالبا ما يغار الأب من طفله الرضيع ويتجلي ذلك في صورة غضب وثورة لاتفه الاسباب وفي حالات نادرة قد يصل الأمر إلي حد إظهار العداء للطفل. وتقول د. نهي معروف أستاذ علم النفس بالجامعة الامريكية أن بعض الرجال لا يحبذون أي تغييرات في روتين حياتهم اليومي مع الزوجة والحمل بما يتضمنه من تغييرات فسيولوجية ونفسية للمرأة يكسر هذا الروتين, حيث يستحوذ الطفل علي الجانب الأكبر من اهتمام الزوجة فيشعر بأنه خارج إطار الاهتمام إذا لم يكن مشاركا حقيقيا ومتفهما لتبعات الحمل والولادة. وعلي الزوجة أن تثبت للزوج من خلال تصرفاتها بعد ولادة طفلها أنها لم تستبدله بالطفل الجديد, وأنه مازال يستحوذ علي الجزء الأكبر من اهتمامها وليس الطفل فقط وعليها أن تهتم بمظهرها ووزنها وجمالها وعدد ساعات نومها حتي لا تكون عصبية وتثور لاتفة الاسباب فتولد المشاكل. وأن تضع في اعتبارها أن الطفل في الشهور الأولي يحتاج إليها فقط في أوقات الرضاعة. أما بقية الوظائف الأخري فيستطيع أي شخص ولتكن الجدة- القيام بها فلا تهدر كل وقتها في آداء أعمال ممكن أن يساعدها فيها آخرون إذا كان ذلك متاحا. وعلي الزوجة أن تشرك زوجها في تربية الطفل حتي يشعر بمدي التعب الذي تبذله فيقدر ذلك لها فلا يشعر بالغيرة من الطفل ويتفهم أسباب قلة الاهتمام به. ويكون جميلا إذا خصصت الزوجة يوما كل أسبوع لزوجها ولنفسها من أجل استمرار الحياة الزوجية, فلا تجعل من الطفل وسيلة لالغاء حياتها كإنسانة وزوجة وامرأة. وتؤكد د. نهي أن ذلك ممكن تحقيقه دون التقصير في دورها كأم عن طريق تنظيم الوقت, لأنه من الخطأ الفادح أن تقوم المرأة بالغاء وظيفتها كزوجة والبقاء علي وظيفة الأم فقط.