◄ محصول المرحلة الأولى من ال «1٫5 مليون فدان» هدية لشعب مصر فى أعياد سيناء ◄ اللواء كامل الوزير ل«الأهرام»:مصر تحقق فائضا فى إنتاج الحبوب بعد سنوات قليلة ◄ 66 شركة مصرية وطنية قامت بتنفيذ المشروعات لتوطين نحو 15 ألف نسمة ◄ ربط المشروعات الجديدة بالدلتا ..وحزمة حوافز لتشجيع الشباب على العمل
فى الوقت الذى يرفع فيه البعض معاول الهدم ويرددون شعارات التشكيك فى وطنية مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسستا الرئاسة والقوات المسلحة، يظل السواد الأعظم من الشعب هو المحرك والوقود الذى يدفع مصر إلى الارتقاء والاستشراف نحو مستقبل أفضل.. فبسواعد جيش جرار من المدنيين والعسكريين يتحملون الصعاب ويسابقون الزمن ولا تهزمهم صعوبة المناخ أو تزعزع إرادتهم بدأت صحراء مصر الغربية فى التحول إلى جنة خضراء. «الأهرام» رافقت اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى زيارة الفرافرة للاطلاع على ما تم انجازه على أرض الواقع سواء فى الأراضي المستزرعة أو القرى الزراعية والخدمية الجديدة بالمنطقة ووضع اللمسات النهائية قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشاهدة عملية حصاد القمح من الأراضى الجديدة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال 34 لتحرير سيناء. فها هى منطقة سهل بركة بواحة الفرافرة يكسو القمح 10 آلاف فدان أرضها الصفراء القاحلة فى انتظار حصاد بشائرها بعد أقل من 4 أشهر فقط من إعطاء الرئيس إشارة البدء فى استصلاحها كمرحلة أولى من مشروع استصلاح ال 1.5 مليون فدان. فى بداية الجولة التقى اللواء كامل الوزير المقاولين المسئولين عن تنفيذ المدينة الخدمية بالمنطقة واطلع منهم على آخر المستجدات، حيث طمأنوه بأنهم أنهوا جميع التشطيبات الخاصة بالوحدات السكنية والمدرسة والبنك والمسجدين والكنيسة، وأن العمل يجرى حاليا للانتهاء من الطرق الرئيسية والبينية بين العمارات والبيوت، بينما طالبهم الوزير بضرورة الانتهاء من جميع الأعمال والتشطيبات وتسليم القرية قبل الموعد المتفق عليه، وأنه يعمل على تذليل جميع العقبات التى قد تواجههم مثل توفير كل مستلزمات البناء والتشطيب والخدمات اللوجستية اللازمة للعمال وقال لهم: «معندكوش حجة.. لازم المشروع يتسلم فى ميعاده ويستحسن يبقى قبل الميعاد بيومين أو ثلاثة». ثم التقى رئيس الهيئة الهندسية ضباط الهيئة المشرفين على تنفيذ المشروعات السكنية والزراعية وطالبهم باليقظة الشديدة و«عدم النوم» وتناول الطعام فى أثناء العمل «كلوا وانتوا ماشيين»، وأخبرهم بأنه أصدر قرارا بإلغاء الحوافز الشهرية لضباط الهيئة الهندسية المدخنين وقال لهم: «كل من يشرب سجاير من الهيئة الهندسية محروم من الحوافز.. أنا بديلك 100 جنيه حافز علشان أساعدك فى بناء بيت وتكوين أسرة مش علشان تحرقها فى سجاير ودخان.. واللى بيدخن منكم أنا هعرفه».. أقل من 4 أشهر قال اللواء كامل الوزير خلال جولة الأهرام أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد أعطى إشارة البدء ووضع حجر الأساس للمشروع فى 30 ديسمبر الماضى، وأن ما تم تحقيقه الآن يتجاوز أى معدلات إنجاز حيث تم الانتهاء من زراعة 10 آلاف فدان وحفر أكثر من 100 بئر بأعماق 1000 متر تحت الأرض وإنشاء 4 قرى سكنية فى مدة زمنية أقل من 4 أشهر. وقال أن الرئيس سوف يشهد حصاد محصول القمح والشعير المزروع فى مساحة ال 10 آلاف فدان الجديدة، خلال الاحتفال بذكرى تحرير سيناء الحبيبة إلى نفوسنا جميعا، والتى تتواكب مع موسم الحصاد الذى بدأ منذ أيام بمحافظة الوادى الجديد، وقال أن اكتمال نضج المحصول الجديد هو الذى سيتحدد به موعد الاحتفال بتسليم المرحلة الأولى من مشروع ال 1.5 مليون فدان، مشيرا إلى أن الرئيس سوف يتفقد أيضا خلال الافتتاح القرى الزراعية والخدمية الجديدة بعد الانتهاء من تشطيبها كاملة المرافق تمهيدا لتوزيعها على الشباب الذى سيعمل فى المشروعات الجديدة. وبسؤاله عن المستفيدين من المشروعات قال إن الهيئة الهندسية هى جهة التنفيذ وأنه سوف يتم تسليم الوحدات السكنية كاملة التشطيب إلى وزارة الإسكان ومحافظة الوادى الجديد وهى الجهات المنوطة بوضع شروط التسليم، مشيرا إلى أن تسليم الوحدات السكنية قد يكون فى نفس يوم حصاد المحصول 25 أو 26 ابريل الحالى. وأعلن رئيس الهيئة الهندسية أن الرئيس سوف يعطى خلال الاحتفال إشارة البدء للمرحلة الثانية من المشروع لزراعة 21 ألف فدان جديدة بمنطقة سهل قروين، شمال ال 10 آلاف فدان التى سيتم حصاد بشائرها وأشار إلى أن الهيئة انتهت من حفر 50 بئرا وهياللازمة لريها، وأن شركات المقاولات سوف تنقل أعمالها على الفور إلى المواقع الجديدة لتنفيذ القرى السكنية الريفية والخدمية، الجديدة وقال أن مشروع الريف المصرى عبارة عن زراعة 1.5 مليون فدان نصيب الوادى الجديد منها 280 ألف فدان منها 50 ألفا فى الواحات البحرية و230 ألفا فى الفرافرة وحدها. وحول تفاصيل المشروع قال اللواء الوزير إن الريف المصرى ليس مشروعا زراعيا فقط وإنما مشروع تنموي متكامل يعمل على خلق بيئة صناعية بمنطقة الفرافرة تعتمد على الحاصلات الزراعية الموجودة بها، بجانب وجود مجتمع زراعى وسكنى به كل المقومات الحياتية، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن فى مراحل تنفيذه إنشاء مصانع للحبوب وتجميد الخضراوات الفواكه ومصانع للتعبئة والتغليف، ومصانع للإنتاج الحيوانى والداجنى وبذلك نكون بنينا منظومة متكاملة للاستفادة القصوى من المشروع، وكذلك الانتهاء من تشييد صوامع حديثة لتخزين الحبوب، حيث يواكب افتتاح المرحلة الأولى افتتاح 25 صومعة غلال جديدة بطاقة تخزينية 1.5 مليون طن تم إنشاؤها عبر شركات وطنية خالصة باستخدام أحدث تكنولوجيا التخزين، وأن محصول القمح والشعير الذى سيجمع من المرحلة الأولى سيتم تخزينه فى أقرب الصوامع من الفرافرة فى منطقتى المراشدة بقنا وبرقاش بالجيزة، وقال إنه تم الانتهاء أيضا من 105 شون جديدة كلها عبارة عن هناجر مصنوعة فى مصر بأيد مصرية، تستخدم فيها أحدث طرق الغربلة والتهوية وعزل الرطوبة على مساحات كبيرة، وأن عملية تخزين القمح ستخضع لأعلى مواصفات الجودة المصرية. وأضاف أن هناك 60 شركة مصرية وطنية قامت بتنفيذ القرى التى تم إنشاؤها فى الفرافرة، بالإضافة إلى 3 شركات تعمل فى المياه والصرف الصحى والكهرباء، و3 أخري تعمل فى الطرق، لافتا إلى أن هناك عنصر طرق تابعا للقوات المسلحة يساند الشركات التى تعمل فى الطرق حال وجود بطء فى الأعمال لتنفيذ المشروعات فى الوقت المقرر لها، وأوضح أن القرى الجديدة تستهدف توطين نحو 15 ألف نسمة منهم 10 آلاف فى القرى الريفية التى تتكون من 2000 بيت ريفى و5 آلاف آخرين فى المدينة الخدمية التى تحتوى 200 وحدة سكنية وبنك ونقطة شرطة ووحدة مطافئ ومستشفى ومسجدين وكنيسة. وقال الوزير - خلال الجولة - إن الدولة تسير فى اتجاه الاستصلاح والتركيز على زراعة القمح والشعير، وإن الهدف لا يقتصر على زيادة المخزون الاستراتيجي وإنما أيضا تقليل الفاقد منه الذى يصل إلى نحو 30% من المخزون نتيجة سوء التخزين، وأوضح أن مصر ستحقق خلال الأعوام القليلة المقبلة فائضا فى انتاج القمح والشعير وليس اكتفاء ذاتيا فقط، وأن ذلك سوف يسهم فى توفير العملة الصعبة التى نحتاجها فى الصناعة والمجالات المختلفة الأخرى. تشجيع الشباب وحول تشجيع الشباب على العمل بالمشروعات الجديدة ، أكد اللواء كامل الوزير أن الدولة تعمل على تحفيز الشباب على المجيء للفرافرة عن طريق توفير كل مقومات النجاح، وقال أن الهدف من إنشاء هذه المشروعات هو الشباب المصرى، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة، وأن الشاب الذى يسعى الى العمل الحقيقى سيجد فرصة حقيقية لتملك مشروع وبيت هنا فى الفرافرة يكون بمثابة المشروع الخاص به وسوف يجد كل مقومات النجاح بدلا من الوقوع فى براثن البطالة، وقال: « إذا الشاب جاء الى هنا ولم يعجبه الوضع يبحث عن فرصته فى مكان آخر»، وقال ان هناك شبابا يبحث عن العمل ولديه رغبة حقيقية فى البناء، وروى - للأهرام - موقفا حدث له عندما كان فى طريقه إلى مشروع جبل الجلالة منذ 3 أشهر وقال: «وأنا فى الطريق وجدت شابا يحمل حقيبته ويقف على المدق المؤدى إلى المشروع فتوقفت بالسيارة لأسأله ماذا يفعل هنا فقال أنه سمع اللواء كامل الوزير بيقول فى التليفزيون ان أى شاب عايز يشتغل هيلاقى شغل فى المشروعات الجديدة اللى بتتعمل، فأخذته معى فى السيارة وقلت له سوف أرسلك إلى اللواء كامل وهخليه يشغلك، وفى الطريق سألته انت عايز تشتغل ايه وقال لى أنه يريد أن يعمل سائقا على معدة لأن دخلها أكبر وهو العائل الوحيد لأسرته وبالفعل هذا الشاب يعمل حاليا فى المشروع ويتقاضى راتبا شهريا 6 آلاف جنيه. ربط الفرافرة بوادى النيل وقال اللواء الوزير إن إنجاح المشروع كان يستلزم شبكة طرق كبيرة لربط الفرافرة بالشبكة القومية للطرق ومنها لدلتا ووادى النيل، وأوضح أنه بالفعل يجرى حاليا العمل على الانتهاء من 3 طرق رئيسية لنقل الإنتاج الزراعى والصناعى وتوفير المناخ المناسب للاستثمار حيث تم الانتهاء من ازدواج طريق الفرافرة الواحات البحرية بطول 143 كيلو مترا وهو طريق مزدوج بعرض 3 حارات فى كل اتجاه، والذى سيكون بمثابة حلقة الوصل إلى محافظة الجيزة، وقال انه يجرى أيضا الانتهاء من طريق الفرافرة عين دالة بطول 84 كيلو مترا، والذى سيكون حلقة الوصل إلى محافظة مطروح ومنطقة العلمين، وكذلك طريق الفرافرة- ديروط بطول 310 كيلو مترات بتكلفة 1.2 مليار جنيه الذى سيكون بوابة الفرافرة الى صعيد مصر. أحدث تكنولوجيا الرى والكهرباء وكشف رئيس الهيئة الهندسية عن أن المشروعات الجديدة تعتمد على أحدث تكنولوجيا الرى الحديث، وقال ان ال 10 آلاف فدان تمت زراعتها بنظام الرى المحورى بالرش وهو ما يظهر الرقع الزراعية على شكل دوائر قطر الواحدة منها يبلغ كيلو مترين وهى مزروعة بالكامل بالقمح، بينما تتم زراعة المسافات البينية التى تقع بين دوائر القمح بمحاصيل أخرى أهمها الشعير ويكون بطريق التنقيط، وقال إن الهيئة الهندسية توصلت إلى أبحاث جديدة بالتنسيق مع وزارتى الزراعة والإنتاج الحربى لتقليل كميات المياه المستخدمة فى الزراعة لتصل إلى 5 أمتار مكعبة مياها للفدان فى اليوم بدلا من 15 مترا مكعبا، وأن الزراعة فى المنطقة بهذه الطريقة لن تتسبب فى أى تأثير بيئى وأنه لن يتم عمل مصارف لمياه الزراعة لأنه لن تكون هناك نقطة مياه واحدة زائدة علي حاجة الرى. وقال أنه روعى زيادة إنتاجية المحاصيل ومضاعفتها عن طريق استخدام البذور الجيدة التى سمحت بزيادة كمية المحاصيل على نفس الرقعة الزراعية، مما سيتيح دخلا إضافيا للمزارعين. كما روعى فى تنفيذ المشروع أن تكون الكهرباء المستخدمة ناتجة من الطاقة الشمسية وعدم تحميل الشبكة القومية للكهرباء المزيد من الأحمال، حيث تعمل شركتان فى مجال الطاقة الشمسية على توليد نحو 10 ميجا وات تلزم لتشغيل وإنارة المرحلتين الأولى والثانية. من جانبه قال الدكتور مصطفى أمين مدكور رئيس مجلس إدارة شركة مدكور لحلول وتكنولوجيا الطاقة التى قامت بتنفيذ أعمال توفير الكهرباء للعشرة آلاف فدان الأولى بطاقة إنتاجية 4 ميجا وات أنه تم الانتهاء من تنفيذ أعمال مشروعات إنتاج الكهرباء بالكامل فى 3 أشهر فقط، حيث بدأ العمل فى الموقع يوم 15 يناير الماضى على مساحة 15 فدانا، وأوضح أن إجمالى الأحمال الكهربائية المستخدمة حاليا فى المشروع تبلغ 2 ميجا وات ترتفع الأسبوع المقبل إلى 4 ميجاوات مع بدء تشغيل الكهرباء فى المنازل والمدن والقرى الجديدة وأعمدة الإنارة. وأضاف المهندس إسلام نايل مدير المشروع للأعمال المدنية بشركة المدار للمشروعات الهندسية أن مشروع استصلاح وزراعة ال 1.5 مليون فدان يعتبر أحد أهم المشروعات التى تقوم الدولة بتنفيذها حاليا، وأنه وفر آلافا من فرص العمل للشباب، وقال إن توفير الكهرباء هو أساس نجاح أى مشروع لأنها عصب التنمية، ودونها لا يمكن توفير المياه وبالتالى استحالة إيجاد مجتمعات جديدة فى المناطق الصحراوية، وقال إن معدلات العمل بمشروعات انتاج الكهرباء الشمسية فى المشروع غير مسبوقة، وأن العمل يتم بنظام ال «شيفتين» كل «شيفت» مدته 8 ساعات.