يشهد المشهد الفضائى منذ فترة حالة من السلبية التى تبثها غالبية القنوات للمشاهدين مما أدى لعزوف البعض بسبب حالة التخوين وفقد الثقة التى تبثها هذه القنوات دون وجود لمعلومة حقيقية تدل على ما تبثه. بينما تغفل بث روح الأمل والتفاؤل وإلقاء الضوء على إنجاز ما يشهده أى مجال من المجالات، وحول هذا الموضوع تقول د.عزة هيكل إن السنوات الأخيرة بعد ثورة ينايروحتى وقت قريب شهدت هدما للكثير من قيمنا والهدم شمل الرموزوالقيادات وحتى مؤسسات الدولة لم تسلم من ذلك مثل محاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج ودار الوثائق وغيرها بالإضافة الى تشوية صورة كل الرموز هذا الهدم المنظم خلق حالة من عدم الثقة والتشكيك فى الكثير من القرارات أو الرؤية الآنية والمستقبلية وبالتالى أصبحت حياتنا تتسم بالارتباك وعدم الثقة فى اى شيئ . ولذلك فالإعلام عليه دور كبير فى هذه المسألة وهو ألا ينجرف وراء الشائعات والأكاذيب وعليه التحقق من كل كلمة قبل بثها او نشرها حتى لاتحدث البلبلة فى الكثير من القضايا الوطنية ولايجب على الإطلاق ان يعتمد الإعلام على نقل أخبار من السوشيال ميديا التى تعمل بلا رقيب أو حسيب ومن هنا أطالب بمحاسبة أى إعلامى ينشر خبرا كاذبا وبالقانون لأن مسألة الضمير وحدها لاتكفى وفى كل المجالات والمهن يوجد قانون يحاسب المخطئ ماعدا الإعلام الذى يعمل بلاحساب، وتضيف: أيضا على الإعلام إستضافة علماء مشهود لهم بالكفاءة لتحليل الظواهر وإيجاد الحلول لها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى على الدولة أو السلطة إذا أرادت عودة الثقة أن تكون حريصة على نشر الأخبار الخاصة بها بدقة ودون تهويل أو تهوين وتكون قادرة على تنفيذ وعودها حتى تكتسب ثقة الشارع ولاتعتبر من ينقدها أو له رأى مخالف لها هو ضدها، كما أطالب ببث جلسات مجلس الشعب على الهواء حتى يتعرف المواطن على حقيقة الأشياء ولانترك المجال للقيل والقال وزرع الثقة بين الشعب والسلطة يتطلب الشفافية والمصداقية فهناك إنجازات ولكن لم يتم تسويقها بالشكل المطلوب فكى نعيد الثقة المفقودة فى المجتمع لابد من إحترام الرأى والرأى الآخر. ويقول أستاذ الإعلام د. عادل صالح إن هناك إرثا من عدم الثقة وتراكم من عدم المصداقية منذ سنوات طويلة يعززه الإعلام بنشر أفكار مثلا لمشروعات بأنها أصبحت وكأنها إنجازات ومن هنا لابد من تحديد المسائل بين الحكومة والإعلام بحيث تقدم الحكومة كل مالديها من مشروعات بالتفصيل ماتم ومالايتم ومتى يتم وكيف يتم ولكن الواضح ان البعض يتحدث عن مشروعات لم تصل الى الإنجاز فيحدث اللغط فى الشارع أيضا التصريحات المتضاربة بين المسئولين تحدث إرتباكا وعدم ثقة بين المواطنين، ويضيف على الإعلام أيضا أن يقدم الحقيقة المجردة من أى شئ حتى لايحدث تفاؤل ثم إحباط ينعكس بالسلب على المجتمع بأكمله وعلى الحكومة أن تفى بوعدها فيما تقول وفيما تستطيع إنجازه بالفعل ومن هنا أطالب بضرورة الفصل التام بين الإعلام والسياسة والإعلامى يسلط الضوء ويحلل مع الضيوف أى قضية والإعلام ليس صاحب قرار ومن هنا فكثير من الإعلاميين يستقبل التليفونات على الهواء ويعد كل متصل يحل مشكلته ولكن هذا الإعلامى لايستطيع حل كل هذه المشاكل وبالتالى هى وعود فقط تؤدى أيضا الى فقد الثقة بين الإعلامى والجمهور ويضيف أن الإداء السياسى للمسئول يفرض نفسه ويجبر المواطن على إحترامه وهناك نموذج يحتذى به ويعبر عن الثقة بين المسئول والمواطن هذا النموذج يتمثل فى منظومة الخبز فالكل يشيد بها وهى فعلا مفعلة فى القرى والنجوع وفى المدن أيضا نموذج تكافل وكرامة فالدعم النقدى وصل لمرحلة كبيرة على أرض الواقع ولكن عندما تسألنى عن تراخيص المروروالبناء فهناك مشاكل عديدة وهذا ينشر بصفة شبه يومية وأقرب شىء لإعادة الثقة فى المجتمع الصدق على الشاشات وصدق أى مسئول فى أى موقع. ويقول د. محمد الرخاوى أستاذ علم النفس: إن هذه الظواهر من طبائع الأمور خاصة بعد الثورات ونحن لدينا مشكلة فى الإعلام الفضائى فالمعلومات متناثرة وغير دقيقية وبعضها غير صادق بالمرة يتلقفه المواطن البسيط الأمى ويصدقه أو لايصدقه ومن هنا تحدث عملية الارتباك والتضليل ومعها يهتز فكر المتلقى وتحدث المشكلة فعملية الاستقرار النفسى للمجتمع لم تحدث بعد ولذلك يحدث التشكيك والتكذيب وعدم الرضا وهنا يجب على الإعلام أن يتناول الموضوعات بقدر من الحكمة والبعد السياسى والفكرى والوطنى خاصة فى مثل هذه المرحلة التى تحتاج الى التريث ومخاطبة النفوس والعقول بماهو صادق وموضوعى ويضيف: التصديق أو الصدق هو موقف أصدقك فيه لأنك صاحب موقف ولكن هذه المرحلة تحتاج الى جهد من الجميع الحكومة والإعلام والمجتمع بكل طوائفه ومجالاته ونحن لم نصل الى مرحلة للتفاهم ولم نصل لإتفاق على الكثير من مواقفنا ولذلك يحدث الخلط بين كل الأمور فلابد من التحمل وضبط النفس والتعقل والعمل والإنتاج والإستقرار سيأتى بالطبيعة والفطرة المجتمعية والتصحيح يأتى من المجتمع نفسه والإعلام يمكن أن يلعب الدور الأكبر من خلال مايملكه من أدوات كثيرة مؤثرة فى كل مناحى الحياة.