نجاح الاحتفال السنوى للمنظمة الدولية للفرانكفونية تحت رعاية وزير الخارجية سامح شكرى ومشاركة ممثلى 80 دولة أعضاء بالمنظمة، مناسبة ذهبية لإلقاء الضوء على متانة العلاقات المصرية الفرنسية وانصهار مصر فى الفضاء الفرانكفونى عشية الزيارة الرسمية للرئيس هولاند إلى مصر، ولقد أبرز مساعد وزير الخارجية هشام بدر قوة منظمة الفرانكفونية وقدرتها على الانسجام مع المتغيرات التاريخية والسياسية، وأعربت مصر كيف ان الفرانكفونية يجب أن تتصدى لظاهرة الإرهاب من خلال قيم السلام والتسامح. ومصر برئاسة الرئيس السيسى تتصدى للإرهاب بكل قوة فى إطار عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن ورئاستها للجنة مناهضة الإرهاب، ومصر وفرنسا تؤكدان دائما حتمية التناول المشترك والشامل لمناهضة تلك الظاهرة. وفى إطار رسالتها الفرانكفونية والإفريقية، فلا شك أن جامعة سينجور التى قام بتأسيسها الدكتور بطرس غالى تلعب دورا مهما فى دعم مستقبل إفريقيا وأهداف المنظمة الدولية للفرانكفونية من خلال تقديم مصر المنح لطلبة تلك الجامعة.ولقد ركز الاحتفال على الدور الذى لعبه السكرتير العام الأول للفرانكفونية منذ تقلده هذا المنصب الرفيع عام 1998 من أجل دعم المنظمة والدفاع عن مبادئها وعن التنوع الثقافى الفرانكفونى، ولذلك أكد «ألبرت لورد» كيف أن الدكتور غالى جعل من القانون أهم القضايا التى تبناها خلال توليه تلك المسئولية من خلال ثقافته القانونية الفرانكفونية.ولقد أبرز الوزير السابق منير عبدالنور فى الاحتفال السنوى تجربة الدكتور غالى، الذى قام بتحديد أهداف الفرانكفونية من خلال تحقيق وتنمية الديمقراطية، وإدارة وتسوية الصراعات، ومساندة دولة القانون وحقوق الإنسان، وتعزيز حوار الثقافات والحضارات، وتدعيم التعاون المتعدد الأطراف من أجل تنمية الاقتصاديات، وهى نفس الكلمات التى كان يستعملها الدكتور غالى عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، عندما أطلق نداءه من أجل إقرار الدبلوماسية الوقائية فى «أجندته من أجل السلام»، وإذا كانت المنظمة الدولية للفرانكفونية تمثل لمصر أهمية خاصة، فذلك يعود إلى أهمية دورها فى المجال الثقافى وأنها تتيح مجالات للتحرك المصرى فى المجال السياسى الدولى، وتمثل احدى أدوات التأثير للسياسة الخارجية المصرية خاصة فى إفريقيا، ولقد أظهرت المنظمة تنامى دورها كمحفل سياسى يزداد ثقله، وهى تضم 80 دولة، أى أكثر من ثلث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.. ولقد حصلت مصر على دعم وتأييد الدول الفرانكفونية لشغل أحد المقاعد غير الدائمة فى مجلس الأمن، كما أن عضويتنا فى الفرانكفونية تتيح لمصر طرح الرؤية المصرية فى موضوعات حفظ السلام ومحاربة الإرهاب. ولا شك ان انتماء مصر للقضاء الفرانكفونى وللمنظمة الدولية للفرانكفونية يشكل خلفية هامة وفريدة لعلاقاتنا الثنائية مع فرنسا سوف تبلورها الزيارة المرتقبة للرئيس فرانسوا هولاند لمصر.. ففرنسا على يقين بأن مصر تريد تحديث بنيانها الاقتصادى، وتسعى لخلق النمو المناسب للقضاء على البطالة وخلق فرص عمل للشباب، وفرنسا على يقين أن مصر هى إحدى ركائز المنطقة الشرق أوسطية والمتوسطية والأوروبية، وأن مصر شريك استراتيجى لفرنسا، وأنها باب هام نحو الشرق الأوسط وإفريقيا، وأنها فى حاجة إلى مصر قوية. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار