أدي الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا أولاند أمس اليمين الدستورية كأول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ17 عاما خلفا لنيكولا ساركوزي,ليصبح الرئيس ال24 للبلاد والرئيس السابع للجمهورية الفرنسية الخامسة. وتعهد أولاند في كلمته خلال مراسم تنصيبه بقصر الإليزيه بالسير بأوروبا عبر مسار جديد, وسط توقعات بأن يعين جان مارك أيرو رئيس الكتلة البرلمانية الاشتراكية رئيسا للوزراء. وفي قاعة الاحتفالات الكبري بالقصر الرئاسي, جرت مراسم تنصيب الرئيس الفرنسي الجديد في حفل بسيط بناء علي طلب أولاند الذي حرص علي الاحتفاظ بصورة الرجل العادي التي أحبها الناخبون مقارنة بساركوزي الاستعراضي. ولم يحضر الحفل في قصر الإليزيه أبناء الرئيس الجديد من شريكة حياته السابقة سيجولين رويال ولا اولاد رفيقته الحالية فاليري تريرفيلر,كما لم يشارك قادة وزعماء الدول. وبدأت المراسم بإعلان رئيس المجلس الدستوري جان لوي ديبريه أن أولاند(57 عاما) هو الرئيس الرابع والعشرين للبلاد, بعد مباحثات خاصة بين ساركوزي وأولاند سلم خلالها ساركوزي أولاند الشفرات النووية الخاصة بالبلاد والملفات السرية الأخري, قبل أن يغادر بسيارته قصر الاليزيه. وقام الرئيس الفرنسي الجديد بتسلم قلادة الشرف القائد, وهو أعلي وسام يمنح للرؤساء فقط, في إطار المراسم المتبعة في البلاد منذ بداية الجمهورية الخامسة الفرنسية في1958 قبل أن يوقع علي محضر التنصيب. وأطلقت المدفعية21 طلقة من متحف إنفاليدز العسكري القريب إيذانا بتنصيبه. ويعد أولاند أول زعيم يساري يترأس فرنسا منذ انتهاء الفترة الثانية للرئيس فرانسوا ميتران عام.1995 وقال أولاند في خطاب تنصيبه أمام, نحو400 من كبار الشخصيات حضروا مراسم أداء اليمين القصيرة, إنه يتطلع لإعادة فرنسا للوقوف علي أقدامها في ظل العدالة وفتح مسار جديد في أوروبا والمساهمة في السلام العالمي. وأضاف أولاند, أثناء تقييمه للتحديات التي تواجه فرنسا وأوروبا, إنه ليست هناك حتمية لحدوث أزمة اقتصادية طالما كان هناك اتجاه واضح. وأضاف أنه سيسعي إلي تعديل اتفاق أوروبي بشأن ضبط ميزانية دول الاتحاد, ليضيف إجراءات لدفع النمو إلي سياسات خفض العجز. وفي مسعي لابراز الخلاف بينه وبين ساركوزي الذي انتقده البعض لنزعته للسيطرة وأسلوبه الاندفاعي, قال أولوند إنه سيحرص علي أن تتسم الرئاسة بالكرامة والتعقل وأن يلعب البرلمان دوره كاملا. واستطرد سأحدد الأولويات لكني لن أقرر للجميع وأبت في كل شيء وأكون متواجدا في كل مكان. واستعرض أولاند العسكريين وقادة جميع أسلحة وأفرع القوات المسلحة الفرنسية باعتباره القائد الأعلي الجديد للقوات المسلحة بحسب الدستور الفرنسي الذي يكفل لرئيس الجمهورية هذا المنصب. ومن المقرر أن يعين أولاند خلال ساعات جان مارك أيرو رئيس الكتلة النيابية الاشتراكية المرشح الأوفر حظا لشغل هذا المنصب. وقال جان بيير جوييه رئيس هيئة مراقبة الأسوق المالية الفرنسية وزميل أولاند في المدرسة وصديقة المقرب إن الرئيس الجديد سيعين أيرو رئيسا للوزراء. وفي أول رحلة عمل له بعد توليه منصبه, توجه أولاند في وقت لاحق إلي برلين لإجراء مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول أزمة منطقة اليورو وخطة التقشف الأوروبية التي تروج لها. وسيعقد أول مؤتمر صحفي له كرئيس لفرنسا في برلين في خلال ساعات وستقف إلي جواره ميركل التي تنتمي ليمين الوسط. وستتابع أسواق المال تصريحاته عن كثب بحثا عن تطمينات بأن سعيه لاستخدام لن يفسد علاقته بميركل.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن أولاند سيستهل فترة ولايته بزيارة المانيا وتناول وجبة الغداء برفقة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل كإجراء مهم لعلاقة فرنسا بألمانيا.وأوضحت أن الأزمة الاقتصادية والسياسية اليونانية ستفرض نفسها بالتأكيد علي الطاولة, كما أن لدي فرنسا وألمانيا- أكبر دولتين اقتصاديتين في منطقة اليورو- قضايا عديدة لمناقشتها. وسيتوجه أولاند إلي الولاياتالمتحدة غدا الخميس لحضور قمتي مجموعة الثمانية وحلف شمال الأطلنطي( الناتو), وذلك فور إعلان تشكيل حكومته وعقد أول اجتماع وزاري في نفس اليوم.