قبل نحو عشر سنوات إن لم تخني الذاكرة شاهدت في واشنطن العاصمة الأمريكية مع رفيق دربي وطريقي عالم المصريات د.زاهي حواس فيلما عن السيد المسيح بعنوان: The Last Tempetation of the Christ وترجمتها: «آخر احاسيس أو خطوات السيد المسيح».. الفيلم يتحدث.. حاشا لله.. عن حب السيد المسيح الذي رددوا له في الفيلم أن يعيش حياة عادية فترك الرهبنة وتزوج من مريم المجدلية..وانجب أطفالا.. وعاش حياة عادية مثل أي إنسان في الوجود.. بل إنهم عرضوا علينا دون خجل ودون خوف مشاهد ليلة الزفاف كاملة غير منقوصة.. وكانت السيدات والفتيات الأمريكيات إلي جواري في صالة العرض يخفين رءوسهن خجلا وخوفا واستغفارا.. وقد تم تصوير كل مشاهد الفيلم في المغرب! وهم في الغرب للعلم يظهرون السيد المسيح في أفلامهم وفي رسوماتهم وفي تماثيلهم كما هو في خيالهم طبعا.. وهو في أحسن صورة وأحمل خلقه.. وكذلك يرسمون ويلونون لوحات السيدة مريم العذراء أطهر نساء الخلق اجمعين كا قال لنا الحق تعالي في محكم آياته. وقد سألت الصديق العزيز المهندس سمير متري جيد خبير المحطات النووية وقاريء «السنكسار» وهو كتاب الكنيسة المصرية الذي سجل فيه الرهبان والقساوسة والآباء العظام يوميات الكنيسة المصرية من يوم دخول المسيحية إلي مصر.. وحتي يومنا هذا.. وهو السجل الشاهد الحي علي كل ما يجري تحت سماء مصر.. ولكن لا يطلع عليه أحد إلا رجال الكنيسة المصرية عبر مشوار طوله يقترب الآن من نحو عشرين قرنا من الزمان: هل صحيح ما ذهب إليه هذا الفيلم الأمريكي عن السيد المسيح؟ قال: خرافات وخيالات وشطحات فنانين.. فالمسيح لم يتزوج أبدا.. بل ولم يحب أحدا بالمرة يعني امرأة بشخصها إذ كان قد أحب فقد أحب كل نساء الأرض من أمنا حواء.. لا مريم المجدلية ولا غيرها من نساء الارض اجمعين.. أسأله: والمرأة التي أحبها أو التي أحبته والتي» غسلت قدمي السيد المسيح« من تكون يا تري؟ قال: أما عن «مريم المجدلية» وحبها للمسيح وحب المسيح لها فهو حب صاف من خاطئة تتوب.. وحب المسيح لها هو حب واهتمام الراعي لراعيته.. وهي غير المرأة التي غسلت قدمي السيد المسيح والتي لم يذكر اسمها في الكتاب المقدس! يا عزيزي تعالي نقرأ معا قصة المرأة غسلت قدمي المسيح كما جاء في أنجيل لوقا الإصحاح السابع: «ثم التفت إلي المرأة وقال لسمعان: «اتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط. وما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها (لوقا 7: 44)» .......... .......... ولكن لو بحثنا عن آيات الحب في الكتاب المقدس الذي يضم توراة موسي ومزامير داوود والأناجيل الأربعة ورسالات موسي الرسول.. فماذا نجد؟ أنا أسأل هنا.. وعمنا الخبير العلامة سمير متري جيد قاريء السنكسار والفقيه في الكتاب المقدس يجيب: أولا: هذه هي كل آيات المحبة من الكتاب المقدس عهد قديم (التوراة): ويحبك ويباركك ويكثرك ويبارك ثمرة بطنك وثمرة أرضك: قمحك وزيتك ونتاج بقرك وإناث غنمك علي الأرض التي أقسم لآبائك أنه يعطيك إياها. (التثنية 7: 13) الرب يفتح أعين العمي. الرب يقوم المنحنين. الرب يحب الصديقين. (المزامير 146: 8) مكرهة الرب طريق الشرير، وتابع البر يحبه. (الأمثال 15: 9) الرب إلهك في وسطك حبار. يخلص. يبتهج بك فرحا. يسكت في محبته. يبتهج بك يترنم. (17:3) تراءي لي الرب من بعيد: «ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة. (ارمياء 3:31) أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فعلا، لأن عصبي قد ارتد عن (هوشع 14،4) ..................... ..................... مازلنا نقرأ آيات الحب في الكتاب المقدس: أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إلي يجدونني. (الأمثال 17:8) فأورث محبي رزقا وأملا خزائنهم. (الأمثال 21:8) يحفظ الرب كل محبيه، ويهلك جميع الأشرار. (المزامير 20:145) «البغضة تهيج خصومات، والمحبة تستر كل الذنوب» (أمثال 12:10) «الصديق يحب في كل وقت، أما الأخ فللشدة يولد» (أمثال 17:17) «اسمع يا إسرائيل: الرب الهنا رب واحد فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم علي قلبك وقصها علي أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم» (تثنية 4:6 7) وإنما احرصوا جدا أن تعلموا الوصية والشريعة التي أمركم بها موسي عبد الرب: أن تحبوا الرب إلهكم، وتسيروا في كل طرقه، وتحفظوا وصاياه، وتلصقوا به وتعبدوه بكل قلبكم وبكل نفسكم. (يشوع 5:22) «المحبة لا تسقط أبدا» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 8:13) «ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه» (رسالة يوحنا الرسول الأولي 16:4) «أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، ولكن أعظمهن المحبة» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 13:13) «أكرموا الجميع. أحبوا الاخوة. خافوا الله. أكرموا الملك» (رسالة بطرس الرسول الأولي 17:2) «المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير» (رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية 9:12) «أحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة» (رسالة بطرس الرسول الأولي 22:1) «أحببتكم، قال الرب» (سفر ملاخي 2:1) «عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي» (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 4:2) «وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا» (انجيل يوحنا 34:13) ..................... ..................... مازلنا نقرأ معا آيات الحب في الكتاب المقدس: «من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة» (رسالة يوحنا الرسول الأولي 10:2) «لتصير كل أموركم في محبة» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 14:16) «وادين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة» (رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية 10:12) «لتكثر لكم الرحمة والسلام والمحبة» (رسالة يهوذا 2:1) «ماذا تريدون؟ أبعصي آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة؟» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 21:4) «فأطلب إليكم، أنا الأسير في الرب: أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها، بكل تواضع، ووداعة، وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضا في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام، جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة، إله وأب واحد للكل، الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم.» (رسالة بولس الرسول إلي أهل أفسس4: 1 6) «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رأفات، ولطفا، وتواضعا، ووداعة، وطول أناة، محتملين بعضكم بعضا، ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد علي أحد شكوي، كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضا» (رسالة بولس الرسول إلي أهل كولوسي 12:4) «لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح في الإيمان، في الطهارة» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي تيموثاوس 12:4) «بل نفتخر أيضا في الضيقات، عالمين أن الضيق ينشيء صبرا، والصبر تزكية، والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا» (رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية 5: 3 5) «المحبة تتأني وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد ولا تظن السوء، ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر علي كل شيء، المحبة لا تسقط أبدا، وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 13: 4 8) «ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوي، وفي التقوي مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة« (رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 5 7) «إن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتي احترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 3:13) «إن كنت اتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن» (رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورنثوس 1:13) «طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة» (رسالة بطرس الرسول الأولي 22:1) .......... .......... اسمحوا لي أن أحكي لكم هذه الحكاية: فقد قدم إلي السيد المسيح الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل وموسي في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت؟ فقال لها يسوع»: ولا أنا ادينك اذهبي ولا تخطئي أيضا (إنجيل يوحنا 8) حينئذ تقدم إليه بطرس وقال: «يارب، كم مرة يخطيء إلي أخي وأنا أغفر له؟ هل إلي سبع مرات؟ قال له يسوع: «لا أقول لك إلي سبع مرات، بل إلي سبعين مرة سبع مرات.» (متي 21:18) من ضربك علي خدك فأعرض له الآخر أيضا، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا (انجيل لوقا 29:6) فقال يسوع: «يا ابتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها. (انجيل لوقا 34:23) .......... .......... ومازلنا نقرأ معا.. آيات الحب في الكتاب المقدس.. بتوراته وأناجيله ورسائل بولس الرسول. فماذا وجدنا يا تري من آيات الحب والمحبة لكل البشر؟ »أيها الأحباء، ليحب بعضنا بعضا، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله، ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة» (رسالة يوحنا الرسول الأولي 4:78) »عندي عليك: انك تركت محبتك الأولي» (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3:4» فقال له يسوع: نحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولي والعظمي والثانية: أن نحب قريبك كنفسك (متي 32:3739» »لأن محبة المسيح تحصرنا، إذ نحن نحسب هذا، انه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذا مات وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام« (كورنتوس الثانية 5:1415« »اجاب يسوع وقال له: إن احبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه يأتي، وعنده يصبح منزلا .. الذي لا يحفظ كلامي، والكلام الذي سمعتوه ليس لي بل للأب الذي أرسلني» (يوحنا 14:3334) الله الذي هو عني في الرحمة، من أجل محبته الكبيرة التي أحيا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح بالنعمة أنتم مخلصون، وأقامنا معه وأجلسنا معا في السماوات في المسيح يسوع، ليظهر في الدهور الآتية عني يحميه الخالق، باللطف علينا في المسيح يسوع »اقسيس 3:47« في هذا هيِ المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل انه هو أحببنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (يوحنا 4:10) ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا، محبة، ومن نبت في المحبة، نبت في الله والله فيه (يوحنا 4:16) نحن نحبه لأنه هو أحببنا أولا (يوحنا 4:19) وعرفتهم اسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني فيه، وأكون أنا فيهم (يوحنا 17:26) أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلي واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني (يوحنا 1733) الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أجبه، وأظهر له ذاتي« (14:31) هل كما هو مكتوبك ما لم تر عين، ولم تسمع اذن، ولم يخطر علي بال إنسان، ما أعده الله من يحبونه (كورنتوس 3:9) ........................ ........................ هل يوجد ايها السادة في عالمنا الذي نعيش علي بحر من الدم والغم.. ونسبح في نهر من الخطايا والنواثب والكراهية والشر بلا حدود.. من يقول ما قاله السيد المسيح عيسي ابن مريم في قصة الحب في انجيل متي الاصحاح الخامس: «سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم». (متي 43:5) اسمعكم تقولون: بل القول الآن فيما يجري وما يدور: واقتلوا اعداءكم.. ومحبيكم أيضا! ........................ ........................ أيها السادة لقد ضاع زمان الحب.. وأصبحت الكراهية تحكم الأرض ومن عليها.. ومن عنده أقوال أخري فنحن في انتظاره{! Email:[email protected] لمزيد من مقالات عزت السعدنى