قولوا لها أني أحن اليها ,الي سيدة الكتابة المتربعة علي عرش القلم وعرش قلبي الخاص أنها الأستاذة سناء البيسي التي تعلمنا منها فقه وأصول وفلسفة الصحافة . كانت وبحق صانعة للمواهب والقيادات زرعت ثمارها فينا فكانت وبحق خير زارع وحاصد وفنان لأنها جعلت لكل منا من زملاء جيلي شخصية مستقلة بذاته ,من لم يمر بمكتبها ومن لم يتتلمذ علي يديها ومن لم يعمل تحت قيادتها, فقد فاته الكثير في علوم الصحافة وفنونها وترجمتها الي أرض الواقع. هي صاحبة القلم التي كنا ندخل مكتبها في أوج أنشغالها بصدور العدد الأسبوعي من مجلة نصف الدنيا خالعة حذائها حافية القدمين ويجلس بجوارها الاستاذ عادل صبري سكرتيرالتحرير ماسكة بقلمها واوراقها وبروفاتها المبعثرة علي الأرض فقد كان مكتبها مصنع من الأوراق يملء المكان هنا وهناك ترسم بيديها وتضع الصور بطريقتها وكل حواسها تعمل ولا تتوقف حتي لحظات طرقنا بابها الذي كان دوما مفتوح لنا لم تغلقه ابدا في وجوهنا ولم تغلق أبدا تليفونها وكانت تجيب علينا جميعا مهما كانت ظروفها ومشاغلها. عندما كنت أدخل مكتبها وأجد استاذ عادل صبري سكرتير التحرير اقول له يا بختك ويابخت الورق الذي تلمسه سيدة الكتابة ياليتنا هنا بجوارها كي نتعلم وننهل من فكرها وعقلها وابداعها كنت اقول لسيدة الكتابة معك لا أعرف مفهوم العمل بالصحافة وأنما أمارس هواياتي المفضلة طوال الوقت مادمت معك ولايهمني اين يتواجد مكتبي حتي أذا التصق بالبوفيه,تعلمت علي يديها الكثير فهي لها الفضل علي بعد الله القدير لتقديم الملف الطبي بصورة متكاملة في الصحافة المصرية وهذا النوع من الكتابة لم يكن موجودا من خمسة عشر سنة ماضية ءالا مجرد موضوعات عابرة بعدما صارحتها بعشقي للعلوم وخصوصا الطب فقالت لي يلا وريني الشطارة عايزة ملفات تكسر الدنيا وبالفعل أخرجت أفضل مالدي من طاقة حتي أن الدكتورة مديحة خطاب وكانت وقتها عميدا لكلية طب قصر العييني قالت مجلة نصف الدنيا أصبحت مرجعا طبيا لنا وكم كانت فرحتي وانا اسمع تشجيعها لي وشحذها لكل طاقتي كي اقدم افضل ما عندي . حقيقة افتقد هذه الايام وأحن اليها بقوة لأنه وللأسف لم يستطع أحد أن يملء فراغ هذه السيدة العظيمة كقائدة وكصانعة للمواهب والنجوم وانظروا اليوم لجيلي الذي تتلمذ علي يديها فهم جميعا اليوم في افضل المراكز والأماكن وأتذكر لها أنها كتبت للراحلة العظيمة الاستاذه افكار الخرادلي عندما تولت مهمة القيادة بعدها وقالت لها لقد تركت داخل هذه المجلة صحفيون كل واحد فيهم رئيس تحرير وكأنها كانت توصيها علينا نحن أبنائها الذين تربينا في حضنها وفكرها وكرمها ودفء مشاعرها الذي لم نشبع منه حتي هذه اللحظة . وفي الحقيقة كانت الاستاذة أفكار الخرادلي سيدة رائعة ايضا كجيلها الجميل فلم نر منهاءالا كل تقدير واحترام رحمة الله عليها. الاستاذة سناء البيسي أخرجت افضل ما فينا وكانت تشيد بنا وتعلوا بنا أمام أكبر القيادات آن ذاك بل وتجعلنا نجري الحوارات مع العظماء رغم صغر عمرنا وقتها وكانت تتيح لنا السفر والمهمات الخاصة التي اثقلتنا وغمرتنا بالتجارب والخبرات لذلك ظلت الأستاذة سناء البيسي رمزا وعلما عالقا في الاذهان لايمكن ان يمحي من الذاكرة ابدا. لحظات عشتها مع الزمن الجميل الذي لن ولم يعوض ابدا سيدة بنت وأسست دولتها العظيمة المتماسكة الأطراف بناء ا من الداخل يسوده المحبة والألفة فكانت ثرية بمشاعر القيادة والأبداع وألاخلاق والأرادة والعزم ونحن اليوم في اشد الحاجة الي قائدة مثلها وملهمة تملك هذه الصفات شكرا لك سيدة القلم علي حبك وأخلاصك لنا وبارك الله لنا في عمرك الأمضاء تلميذة في محراب جامعتك الخاصة. لمزيد من مقالات عزيزة فؤاد