انطلقت امس فاعليات مؤتمر وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء من مدينة شرم الشيخ باجتماعات الخبراء التحضيرية التى شارك فيها ممثلو 27 دولة افريقية وعربية . وناقشت أهم المخاطر والتحديات التى تواجه دول التجمع خاصة ظاهرة التطرف الارهابى وانتشار جماعات الارهاب المنظم فى المنطقة الحيوية، كما ناقش الاجتماع وضع السلم والأمن بجميع الدول، والترتيبات العملياتية المشتركة لتعزيز التعاون بين اجهزة مكافحة الإرهاب فى الدول الاعضاء، ووضع استراتيجية خاصة بالامن والتنمية، والبروتوكول الخاص بانشاء المجلس الدائم للسلم والامن، وانشاء مركز لتجمع قوات مكافحة الارهاب وتعزيز وتطوير التعاون العسكرى بين الدول فى مجال أمن الحدود والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة. وبدأت مراسم الافتتاح بكلمة الأمين العام لتجمع الساحل والصحراء ابراهيم ثان افانى أكد فيها أهمية الاجتماع، والذى يأتى فى ظل الظروف والتحديات الصعبة التى تمر بها دول القارة الافريقية لا سيما تجمع دول الساحل والصحراء فى ظل تطور الجريمة المنظمة والارهاب العابر للحدود والذى يؤثر على مقومات التنمية والبناء لكل شعوب دول القارة السمراء. واضاف الامين العام ان هذا الاجتماع يعقد فى أجواء صعبة بالنسبة لمنطقتنا، وفى أجواء تشوبها التهديدات الإرهابية وتنامى الجريمة العابرة للحدود،ومن شأن هذا الوضع أن يثير قلق جميع الدول الأعضاء فى تجمع الساحل والصحراء، وجميع البلدان، وجميع المنظمات الافريقية لأنه يهدد البقاء نفسه لدولنا ومجتمعاتنا فى ثقافاتها السياسية ونجاحاتها الاقتصادية وحضاراتها، مشيرا الى انه تم التخطيط فى ضوء مؤتمر قمة رؤساء دول تجمع «س ص» الذى سيعقد فى المغرب فى 2016، لأن يعكف هذا الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع «س ص» على التفكير فى إحياء التعاون العسكرى والأمنى لمواجهة الوضع المشار إليه اعلاه. واوضح ان الاجتماعات ستركز على محورين مهمين، يتمثل أولهما فى دراسة النصوص القانونية والمؤسسية لإثرائها بغية عرضها على القمة القادمة لرؤساء دول تجمع «س ص»، حيث يتعلق الأمر بمشروع البروتوكول المؤسس لمجلس الأمن والسلم الدائم لجماعة دول الساحل والصحراء، ومشروع اللائحة الداخلية لهذا المجلس، ومشروع البروتوكول المعدل المتعلق بآلية تسوية ومنع وإدارة النزاعات فى تجمع دول الساحل والصحراء، والوثيقة الإطارية لاستراتيجية أمن وتنمية تجمع دول الساحل والصحراء. وقال إن المحور الثانى من هذه الجلسة يهدف الى التفكير فى السبل والوسائل وإعادة تفعيل التعاون الاقليمى العسكرى والأمنى بغية مواجهة تصاعد الهجمات الارهابية، فى منطقة الساحل والصحراء. واوضح انه سيتم بحث مقترحات الدول الأعضاء بشأن هذه المسألة من أجل الاتفاق على خطوات ملموسة لتوجيه ضربة قاضية للمجموعات الارهابية التي تعيث فساداً بشكل أساسى فى منطقة الساحل والصحراء. واشار الى انه فى هذا السياق، تقترح الأمانة العامة لتجمع دول منطقة الساحل والصحراء لقاءات مباشرة لتبادل وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول موضوعات أساسية، مثل: تأمين الحدود, والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة، وإزالة الألغام، والدورات الرياضية والعسكرية. واضاف انه فى النهاية، يجب على هذه الدورة أن تدرس اقتراح مصر بإنشاء مركز لتجمع «س ص» لمكافحة الإرهاب، كما يجب أن تدرس الإعلان الختامى لهذا الاجتماع الذى يحمل عنوان «إعلان شرم الشيخ حول مكافحة الإرهاب». وأكد ان هذا الاجتماع يجب أن يكون فرصة لتجمع «س ص» لتجديد التعاون العسكرى والأمنى فى جميع المجالات. وألقى اللواء اركان حرب محمد الكشكي، مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية كلمة أكد فيها ان منظمة الساحل والصحراء هى منطقة تلاقى الحضارات والشعوب، الا انها اصبحت خلال السنوات القليلة الماضية ساحة للصراعات ومصدر التهديدات نتيجة لاسباب متداخلة تفاعلت فيها عوامل أبرزها موجة الارهاب التى تهدد معظم دول مناطق العالم الى جانب عوامل اخرى اقتصادية وسياسية واجتماعية. واشار الى ان المؤتمر سيتناول الاستراتيجية الخاصة بالامن والتنمية للفضاء «س ص»، ومقترح انشاء مركز لتجمع الساحل والصحراء لمكافحة الارهاب وتعزيز وتطوير التعاون العسكرى بين الدول الاعضاء فى هذا المجال. وأضاف أن هذا الاجتماع يأتى فى ظل اوضاع اقليمية ودولية غير مسبوقة من حيث تعدد الازمات وبؤر التوتر وانتشار ظاهرة الارهاب التى باتت تهدد كل المجتمعات والدول دون استثناء او تمييز. وقال: إننا إذ نجتمع اليوم نحن ابناء هذه المنطقة الاستراتيجية من القارة الافريقية وما تمثلونه حضراتكم من صفوة الخبراء فى المجالات (العسكرية والامنية- والسياسية والاستراتيجية).. فنحن معنيون ببحث التهديدات، خاصة العسكرية والامنية وتطوير سبل تعزيز التعاون العسكرى والامنى بين دول التجمع.. وضعا فى الاعتبار ان مسئوليتنا كعسكريين اصبحت اكثر تعقيدا فى ضوء التطور فى قدرات الجماعات الارهابية. كما اننا مطالبون بعمل شاق ومخلص.. وفكر مبدع.. وارادة وعزيمة قوية لتوفير اقصى درجات النجاح لاجتماع السادة وزراء الدفاع لتجمع دول الساحل والصحراء، وذلك فى ضوء المسئولية التاريخية والآمال المعقودة علينا كعسكريين للمشاركة الفعالة الى جانب باقى قدرات القوى الشاملة لدولنا لتحقيق طموحات شعوبنا فى الامن والاستقرار والتنمية.