اختتم الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس زيارته التاريخية إلى كوبا بتوجيه كلمة للشعب الكوبى من المسرح الكبير فى هافانا، بثتها وسائل الإعلام الرسمية.واستغل أوباما كلمته فى طرح رؤية لتحسين العلاقات بين البلدين تمتد إلى ما بعد انتهاء فترة رئاسته فى يناير المقبل. كما التقى أوباما أيضا مع عدد من قيادات المجتمع المدنى والمعارضة فى السفارة الأمريكية لتأكيد تحذيره لكاسترو من أن عدم تحسين سجل كوبا فى مجال حقوق الإنسان سيعرقل قوة الدفع نحو إنهاء الحظر الأمريكى المفروض على كوبا منذ عشرات السنين. وتجنب البيت الأبيض نشر قائمة بأسماء الناشطين الذين يعتزم أوباما الاجتماع معهم. وكان الغضب قد بدا على وجه الرئيس الكوبى راؤول كاسترو أمس الأول، خلال مؤتمر صحفى مشترك نادر مع أوباما، عندما سأله صحفى أمريكى عن اعتقال المعارضين السياسيين . وسارع كاسترو لنفى مثل هذه الممارسات وطالب بقائمة أسماء لهؤلاء المعتقلين. وأشار المراقبون إلى أن اجتماع أوباما مع قيادات المعارضة يعكس التوترات المستمرة بين العدوين السابقين، على الرغم من التقارب الذى حدث بينهما فى 2014 والذى كللته زيارة أوباما غير المتوقعة لهافانا. وفى لفتة الهدف منها تأكيد مدى التقارب بين البلدين، انضم الرئيس الأمريكى وأسرته، التى ترافقه خلال الزيارة، إلى كاسترو لحضور مباراة استعراضية فى البيسبول بين فريق تامبا باى رايس والفريق الوطنى الكوبي. وتوجه أوباما بعد المباراة إلى الأرجنتين فى زيارة تستغرق يومين. وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة "كرنفال" الأمريكية، أكبر شركة رحلات بحرية فى العالم، أنها حصلت على ترخيص الحكومة الكوبية لتنظيم رحلات بين الولاياتالمتحدةوكوبا، إثر التقارب الدبلوماسى بين البلدين. وأكدت الشركة فى بيان لها أنها حصلت على موافقة كوبا على تنظيم رحلات بسفينتها "إم فى إدونيا" التى تبلغ طاقتها 704 مسافرين. وفى غضون ذلك، عبر جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى عن دعمه لعملية السلام فى كولومبيا وذلك لدى اجتماعه فى هافانا مع ممثلين عن كل من الحكومة الكولومبية ومتمردى القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" اللذين يجريان مفاوضات سلام فى كوبا. وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن كيرى "التقى مع وفد من مفاوضى الحكومة الكولومبية، قبل اجتماعه مع فريق من متمردى فارك"، حيث أكد مجددا للطرفين دعم واشنطن لعملية السلام. ومن ناحيته، وصف إيفان ماركيز رئيس فريق مفاوضى فارك، فى تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، اللقاء بأنه "تاريخي" معربا عن تفاؤله بقرب تحقيق السلام فى كولومبيا. وأوضحت الخارجية الأمريكية أن كيرى اجتمع مع المفاوضين "بطلب من الحكومة الكولومبية". وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة على استعداد "لدعم تطبيق الاتفاق النهائى لوضع حد لأطول نزاع فى نصف الكرة الأرضية الغربي"، من خلال خطة "السلام فى كولومبيا" التى اعلنها أوباما فى فبراير الماضي. وحث كيرى "المفاوضين على مضاعفة الجهود لتسوية القضايا الخلافية اللازمة لإبرام اتفاق نهائي"، وخاصة وقف إطلاق نار ثنائى يخضع لمراقبة مجلس الأمن الدولى وجدول لنزع الأسلحة و"ضمانات أمنية". ومن جانبه، أشار رئيس الوفد الحكومى الكولومبى أمبيرتو لا كال إلى التزام الولاياتالمتحدة بالمساهمة فى أمن مقاتلى فارك. وكانت واشنطن التى لم ترفع "فارك" حتى الآن من لائحة المنظمات الإرهابية، قد تعهدت فى فبراير الماضى بتقديم مساعدة قيمتها 450 مليون دولار لتمويل خطة السلام.