فى الوقت الذى لاحظنا فيه جميعا وجود موجة من الغضب الشديد على اداء بعض رجال الشرطة وتعديهم على المواطنين بطريقة وحشية وغير مبررة وصلت الى حد القتل وسفك الدماء واصبح هناك حالة من الرفض لسلوك هولاء الخارجين عن الاطار العام للدور المنوط بوزارة الداخلية ونراها بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الاعلامية والقنوات الفضائية . فقد استوقفنى سابقا حادثة سيدة المطار مع الضابط , تلك السيدة التى حاولت إخراجه عن شعوره واستفزازه وافتعال أزمة والسباب والتعدي عليه بالضرب، إلا أنه قام بالسيطرة على أعصابه حفاظا على الشكل العام للدولة كما صرح , حتى وان كان يجلس بجانبها وهى تسبه !!؟ ومؤخرا واقعة الكمين لاحدى الممثلات مع ضابط فى كمين بالهرم وتم استيقاف السيارة وطلب الضابط الرخص، كاجراء روتينى جدا يقوم به ضباط الكمين مع اى سيارة الا ن ذلك اثار حفيظتها والقت بالرخص ارضا، وطبعا رفضت النزول من السيارة وقالت "أنت عايز تنزلني وأنا لابسة ميكروجيب"، وتعدت عليهم بالسب والشتم بألفاظ خارجة وحدث ما حدث من تطورات فى القضية وشكوى كل منهما للاخر . نجد ان الرابط بين الواقعتين واحد وهو مقولة " ضبط النفس " لدى قوات الداخلية , فهل ضبط النفس معناه السماح بالاهانة والتعدى على رجل الشرطة اثناء تأدية عمله والاستماع الودود والهادىء لوصلة الردح التى سمعناها جميعا وهى توجهها للضابط والمسجلة فى احد الفيديوهات ولن اتحدث عن صحة الروايات المثارة حول ذلك الموضوع من الطرفين ولكن يبقى السؤال هل رد فعل رجال الشرطة سيكون واحد مع اى شخص اخر غير مشهور سواء اعلاميا او فنيا او رياضيا , هل كان سيلتزم الضابط بمبدأ ضبط النفس مع المواطن العادى ام لا وهل كلمة السر فى التحلى بالبجاحة المطلقة والتصدى لرجال الشرطة بكل ثقة وجبروت هى الميكروجيب والشهرة والنفوذ والعرى , فهل اصبحوا حماية واشارة خضراء وكارت مرور لتخطى الحدود وتجاوز القوانين , كل ذلك يحدث فى الوقت الذى نسمع فيه عن نواب يناقشون منع ارتداء النقاب وكأن الحرية الشخصية اصبحت فى العرى والخلاعة فقط مع التمتع بالعديد من الامتيازات من جراء الانطباع الذى يؤخذ عن مرتدية هذا الزى . لقد اصبح العرى حق مكتسب ومظهر دال على انك حماية وواصل ولا عزاء للحشمة والتدين الذى اصبح تهمة جاهزة ومثار هجوم وسخرية وانتقاد . كل ذلك يحدث بين مؤيد ومعارض وتفتح شاشات التليفزيون لتستمع الى كم من البذاءات المثارة حول تلك الموضوعات البذيئة والمقززة بخلاف البرامج التى تتخذ من جرائم القتل والاغتصاب والزنا مادة خصبة لها وكأنها اصبحت شغلنا الشاغل وكأن الممجتمع كله يسبح فى بحر الجريمة والفساد . لا ينظر هؤلاء المأجورين الا لنصف الكوب الفارغ ويتركون النصف المملؤ , يحبون الظلام ويبعدون عن النور فأين المبتكرين والمخترعين والموهوبين والنماذج المضيئة والقدوة الحسنة فى شتى المجالات , كل تلك التفاهات تناقش وتطرح فى الوقت االذى يتم تجاهل جولات الرئيس فى العديد من الدول الاسيوية وتغطيتها على استحياء متعمد للاسف الشديد . لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى