قبيل حفل تأبين الأستاذ محمد حسنين هيكل، فى مبنى الأهرام، تصادف أن قرأت كتاب «الأهرام: عصر التكوين 1876-1926». والكتاب صادر عن مركز تاريخ الأهرام، منذ 15عاماً، لمؤلفه مدير المركز الدكتور يونان لبيب رزق. واستمعت، فى التأبين، إلى كلمات مهمة جاء فى بعضها أن الأستاذ هيكل هو «المؤسس الثانى» للأهرام بعد سليم وبشارة تقلا. ووجدت أنه يجب أن يكون هناك اتساق بين ماقيل فى حفل التأبين وبين ماصدر عن المؤسسة؛ أى كتاب «الأهرام: عصر التكوين». فالكتاب، الصادر فى حياة «الأستاذ هيكل» يعتبر أن بشارة تكلا هو «المؤسس الثانى» فى الترتيب بعد شقيقه الأكبر سليم تكلا، وأنه المؤسس الأهم من حيث الانجازات. فقد انتقلت الأهرام من الإسكندرية -حيث نشأتها- إلى القاهرة فى عهد بشارة عام 1899، وظل فى موقع المسئولية حتى وفاته فى 1901، وهومالم يتح لأخيه، وهو صاحب ملحق الأهرام «صدى الأهرام» الذى فتح الباب أمام تدفق الإعلانات التى مازالت تضخ دماء الحياة فى الصحيفة..إلخ. كما أن «جريدة النيل» اعتبرت أنه بعد وفاة سليم تقلا عام 1892، وأصبح بشارة صاحباً للجريدة ومديراً لها، أن تاريخ صدور الأهرام لل «النشأة الثانية» هو 13 أغسطس 1892. ومن هنا يتضح أن «المركز الثانى» فى التأسيس والنشأة أصبح باسم بشارة، وبالتالى يجب البحث عن مكانة أنسب للأستاذ هيكل. وفى هذا الإطار، أعجبنى وصف الأستاذ سيد ياسين مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق بالأهرام للأستاذ هيكل بأنه كان رائداً للتجديد المؤسسى فى الصحافة، وكذلك وصف الشاعر فاروق جويدة له بأنه يمثل نموذجاً متفرداً. لذلك أرى أن تاريخ الصحافة قد يصنف الأستاذ هيكل بأنه من رواد التجديد أوالتأسيس فىمؤسسة الأهرام، وليس بالضرورة أن يكون فى «المركز الثانى». لمزيد من مقالات عاطف صقر