أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر- أن الأزهر الشريف أمانة في عنقه, مسئول عنها يوم القيامة أمام الله, وأن الأمانة تقتضي الحفاظ علي مؤسسة الأزهر من أي محاولة لاختراقها أو الانتقاص من دورها. مشيرا إلي أن الأزهر أهم المؤسسات الدينية الثابتة والقوية في مصر ولديها الكثير من المهام والمسئوليات الجسام لخدمة مصر والأمة الإسلامية في الوقت الراهن, جاء ذلك خلال استقباله بغداد أميربيف المستشار الخاص لرئيس وزراء كازاخستان والسفير بريك أرمن. من جانبه وجه اميرييف الشكر للإمام الأكبر علي دعم الأزهر المستمر لدولة كازاخستان, موضحا أن كازاخستان تقوم حاليا بترميم مقبرة ومسجد الظاهر بيبرس بمصر بمبلغ 13 مليون دولار حيث إن الظاهر بيبرس احد أبناء كازاخستان من ناحية أخري أكد الطيب, أن أبواب الأزهر مفتوحة لأئمة وخطباء إقليم كردستان العراق; لينهلوا من علوم الأزهر ووسطيته واعتداله, ولينشروا هذا الفكر الذي يعبر عن سماحة الإسلام في إقليمهم. وقد قرر الأمام الأكبر زيادة البعثات والمنح الدراسية لطلاب كازاخستان واندونيسيا وتخصيص دورات تدريبية جديدة لعلماء وقضاة ودعاة العراق وكردستان. جاء ذلك خلال استقباله أمس المبعوث الخاص لرئيس كازاخستان ووفود من علماء اندونيسيا والعداق وكردستان وعدد من المسلمين الجدد بأمريكا وتشيلي. كما انطلقت أمس بمقر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر أعمال الدورة التدريبية لحديثي الإسلام من جنسيات مختلفة تشمل الولاياتالمتحدةالأمريكية والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي تنتهي 31 مايو الجاري تحت رعاية شيخ الأزهر. وقال أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة أن الدورة تهدف إلي غرس تعاليم الإسلام الوسطية السمحة في جميع انحاء العالم, مشيرا إلي أن المتدربين بلغ عددهم 24 متدربا يدرسون فقه العقيدة والسيرة النبوية والتفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه والرد علي الشبهات المثارة حول الإسلام والمذاهب والدعوة إلي الله والتاريخ الإسلامي بالإضافة إلي مجموعة من ورش العمل التي تشتمل علي دروس التجويد ووسطية الإسلام وعالمية الإسلام وإعجاز القرآن والشوري في الإسلام. أضاف ياسين أن الدورة يقوم بالتدريس فيها نخبة من علماء وأساتذة الأزهر ودار الإفتاء من بينهم د. ربيع الجوهري ود.محمد وسام د.الأحمدي أبو النورود.أحمد معبد ود. أسامة السيد ود.أحمد الشرنوبي ود.عبد المقصود باشا, وقال ياسين أن مثل هذه الدورات يتم تنظيمها من أجل تفعيل أهداف الرابطة في التعبير عن الإسلام السمح بصورته الوسطية البعيدة عن الغلو في الدين والتطرف في الفكر.
وفي نفس السياق بدأت أمس الأول بالرابطة الدورة التدريبية الثانية لعلماء وأئمة إقليم كردستان العراق وذلك في إطار التعاون بين الرابطة واتحاد علماء الدين الإسلامي بكردستان العراق من أجل رفع المستوي العلمي للعلماء الكردستان والإستفادة من تجربة الأزهر الشريف في نشر الوسطية والاعتدال.وتستمر الدراسة بالدورة شهرا ويدرس فيها ثلاثون عالما وإماما يتلقون محاضرات من كبار علماء الأزهر الشريف ويقدم المحاضرون تجربتهم الناجحة في المجال العلمي ونشر وسطية الفكر الأزهري والتعرض للقضايا المعاصرة مثل القضايا الفقهية المعاصرة وحقوق الشعوب في الإسلام والعلاقة بين الأديان وعلاقة الخطيب بالمجتمع, مشيرا إلي أن الدورة تستمر لمدة شهر بمقر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة. ومن جهة أخري أكد شيخ الازهر, ان تنظيم الاعتصامات وقطع الطرق وتعطيل العمل والانتاج يتعارض مع مبادئ الشريعة الاسلامية وقيم واعراف المجتمع الاسلامي, لما يترتب عليه من اخلال بالنظام العام وإضرار بالمصالح العامة والخاصة, والتعدي علي حقوق الاخرين, وما ينشأ عن ذلك من اشاعة الفوضي التي تؤدي الي سفك الدماء وانتهاك الاعراض وسلب الاموال والتعرض لممتلكات العامة والخاصة والاضرار بالمصالح العليا للدولة الاسلامية. واوضح شيخ الازهر أن الآسلام لا يحرم إبداء الرأي شريطة ألا يمس ذلك بمصالح وحقوق الاخرين, وأن التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق العامة والشخصية مرتبط بشروط حددها الشرع من اهمها عدم الاضرار بمصالح البلاد والعباد وتعطيل مصالحهم, والاتترك الامور بعشوائية حتي لايؤثر ذلك علي حاجة الاخرين وأمنهم وسلامتهم وقضاء حوائجهم وأمورهم الحياتية اليومية. وناشد الطيب, جموع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها إلا يعطلوا العمل ساعة واحدة, وان يتمسكوا باداء واجبهم نحو انفسهم واهليهم, ووطنهم ومواطنيهم, ولله رب العالمين, في كل حين, وفي هذه الأيام خاصة التي تتعرض فيها الأمة لكثير من الفتن والمؤامرات والشدائد والمحن بسبب دعاة الهدم وتعطيل العمل والبناء, من بعض المغرر بهم أو الادعياء, الذين ينادون بالتخريب والتوقف عن العمل, حتي نصبح فريسة للاعداء الذين يتربصون بالامة ومقدراتها.وأكد الدكتور احمد الطيب, شيخ الازهر, حرمة قطع الطرق وتعطيل مصالح الناس, وتعطيل عمل الادارات والمؤسسات, موضحا أنها مخالفات شرعية جسيمة لايرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنون, ولاتتفق من قريب أو بعيد مع تقاليدنا واخلاقنا الاسلامية التي نشأنا عليها, بل إنها مخالفات حرمها الله تعالي في كتابة, مطالبا الفاعلين بان يتقوا الله في وطنهم واهليهم, ويتوقفوا عن ارتكاب هذه المحرمات التي يجرمها الشرع والعقل والاخلاق والتقاليد العربية العريقة.