في إحدى التجمعات العائليه التى تضج بالأبناء والأحفاد,,شممنا رائحة بطاطا و جاءت أمي بنظرتها الحانيه تسأل من يريد, ونظرت لأخوتي وضحكنا وتذكرنا تلك الليالي الشتوية حين كنا نجتمع وتنادي أمي من يريد من البطاطا المشويه وكنا ناكلها على عجل لنتابع لعبنا سويا,وكنت لا أحبها كثيرا وكانت أمي تعلم فكانت تختار لي تلك الأجزاء التي تلامس الصينيه فتكون أحترقت قليلا وتكرملت،وكانت هذه اللقطه الوحيده التي تعبر عن ذكرياتي مع البطاطا. و مرالزمان وكبرنا وتزوجنا وصرنا أمهات,,وحين بدئنا نختار طعام مفيد لأبنائنا عرفنا لماذا كانت أمنا تصرعلي البطاطا,كنت أشتري لأبني ثمرة القرع أو اليقطين في معلبات جاهزة ذات اسم تجاري شهير لأكل الأطفال..و بما أن الحاجة أم الأختراع قفزت البطاطا في رأسي و من هنا بدئت قصة البحث والعشق,نحن نملك ثمره لا نعرف قيمتها نستطيع أن نخرج منها آلاف الوصفات وذات ثمن ذهيد فهي من أنواع الخضار المظلومة في المطبخ العربي. تعتبر المكسيك ودول أمريكا الجنوبية الموطن الأصلي للبطاطا الحلوة ويسميها الهنود الحمر بطاطا كما نسميها نحن في عالمنا العربي. قام كولمبوس بنقل البطاطا الحلوة إلى اسبانيا كما قام في رحلته الشهيرة التي اكتشف فيها الأمريكيتين بنقل أنواع كثيرة وعديدة من النباتات التي لم تكن معروفة لباقي العالم في وقتها. في وقتها قام الاسبانيون بزراعة البطاطا الحلوة وبدؤا بجني محاصيلها على الفور. بعدها قاموا بتصديرها لبريطانيا وجنوا الربح الوفير من ذلك، وقد استخدمها البريطانيون في صناعة فطيرة البهارات التي كانت تقدم للأمير هنري في وقتها. سارع الفرنسيون لزراعة البطاطا الحلوة بطلب من الأمير لويس. حازت البطاطا الحلوة على الاهتمام في فرنسا حتى وفاة الأمير لويس ثم فقدت شعبيتها لمدة 30 سنة. بعدها عاد الفرنسيون للاهتمام بها في زمن الامبراطور جوزفين الذي قام بطلبها وعاد الفرنسيون لتقديمها في مطاعمهم لفترة. أخذ البرتغاليون البطاطا الحلوة لإفريقيا ولآسيا وأصبحت البطاطا جزء مهم من طعامهم حتى يومنا هذا. كشفت الأبحاث الأمريكيه أن البطاطا الحلوه من أغنى أنواع الخضروات إذ تمد الجسم ب400% من إحتياجاته اليوميه بفيتامين أ وهي غنيه بالألياف و البوتاسيوم والسكريات الطبيعيه و تقي من سرطانات البروستاتا والقولون وتوفر حمايه من أمراض الربو والقلب والشيخوخه. و نلاحظ أنها في أمريكا عامل مشترك في الأطباق الحلوه و المالحه حتى أنها من المكونات الرئيسيه لأطباق تقليدية تصنع في الكريسماس و عيد الشكر. نوع يتميز بسهولة تحضيره و زهد ثمنه و طعمه الرائع و قيمته الغذائيه العاليه التي هي أهم عنصر تبحث عنه ربة المنزل و تتميز أيضا بأنها أكثر نوع يقبل عليه الطفال وهو امر قليل الحدوث مع الأنواع الأخري من الخضروات.و مع ذلك كثير من الناس تهملها ولا تعطيها حقها الكافي,و الكثير يأكلها مشويه أو مسلوقه فقط مع أنها ببضعة أضافات قليله و بسيطه تقدم كأشهى الحلويات..البطاطا حلم بسيط و عشق وقعت بهواه. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد