هناك ثمانى دول أفريقية تعانى من صراعات مسلحة، وضمن أفقر 20 دولة على مستوى العالم 17 دولة افريقية ، وما زالت القارة تعانى مشاكل كبيرة فى البنية التحتية وتفشى الفساد، ومع ذلك هناك تنافس دولى محموم وغير مسبوق على الاستثمار فى أفريقيا. وأحد أكبر أوجه التنافس بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم وهما الصين وأمريكا هو التسابق على افريقيا. وحتى الان ، كسبت الصين جولات المنافسة. فاليوم يبلغ حجم التبادل التجارى بين الصين وافريقيا أكثر من 200 مليار دولار، أى ضعف قيمة التبادل التجارى بين القارة السمراء وأمريكا الذى يدور فى حدود 100 مليار دولار، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القمة الاقتصادية الافريقية التى عقدت فى واشنطن فى 2014 إلى إعلان استثمارات جديدة من قطاع الأعمال الأمريكى فى افريقيا بقيمة 14 مليار دولار على أمل اللحاق بالصين. فافريقيا اليوم هى ثانى أهم منطقة فى العالم جذبا للاستثمارات بعد امريكا الشمالية. التنافس على الاستثمار فى القارة يتجاوز طبعا الصين وأمريكا إلى الهندوبريطانياوفرنسا وباقى دول العالم. ومع التحسن المضطرد فى التشريعات والقوانين الاستثمارية فى القارة، وتحسن البنية التحتية تدريجيا، فإن الاستثمارات الدولية ستتزايد برغم استمرار العديد من التحديات الإنمائية وعلى رأسها تأهيل وتدريب الثروة البشرية وانتشار الفساد، والعنف، والصراعات المسلحة فى أكثر من دولة افريقية. «البصمة الصينية» فى افريقيا يمكن تلخيصها فى الآتي:»الاستثمار وسط المخاطر عائده الاقتصادى أفضل»، دفع الكثير من المنافسين الأوروبيين وبينهم بريطانياوفرنسا، إلى توسيع دائرة استثماراتهم فى القارة. فلم تعد الأنظار تقتصر على الدول الجاذبة للاستثمارات تاريخيا مثل جنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا وغانا، بل توجهت استثمارات كبيرة إلى نامبيا وتنزانيا وموريتانيا وانجولا وجمهورية الكونجو وساحل العاج وموزمبيق وزيمبابوي. واليوم.. تضاعفت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى افريقيا بنحو خمس مرات مقارنة بعام 2000. لكن أيضا الاستثمارات الداخلية والاستثمارات بين الدول الافريقية ساهمت فى زيادة معدلات الاستثمار الاجمالى فى القارة. فخلال العشر سنوات الماضية، تضاعفت الاستثمارات الداخلية فى افريقيا ثلاث مرات لتصل إلى أكثر 182 مليار دولار. أما المستثمرون الدوليون فيمثلون الأن نحو نصف إجمالى الاستثمارات الجديدة فى افريقيا ، وعزز هذا استقبال الكثير من رؤوس الأموال الدولية الراغبة فى الاستثمار فى قطاعات البنية التحتية من الطرق والاتصالات حتى شبكات الانترنت والصناعات المعدنية. ففى سوق ضخم به نحو مليار شخص، وطبقة وسطى تنمو بشكل مضطرد وتتغير عاداتها الاستهلاكية، يجد المستثمرون الدوليون فرصا هائلة للاستثمارات فى كل المجالات. ويعزز هذا التوجه، ارتفاع تكاليف الانتاج فى آسيا، ما دفع المستثمرين الدوليين للتوجه إلى بلاد مثل رواندا وكينيا ونامبيا. وخلال العشر سنوات الأخيرة، بلغت الاستثمارات الدولية فى مجال التعدين والبنية التحتية نحو 90 مليار دولار. وتحتل الصينوبريطانياوفرنسا مكان الصدارة فى قائمة أكبر المستثمرين فى افريقيا فى هذا المجال. فبريطانيا وحدها استثمرت نحو 30 مليار دولار على نحو 437 مشروعا استثماريا فى افريقيا. فيما استثمرت فرنسا نحو 30 مليار دولار على نحو 141 مشروعا، والصين 21 مليار دولار على 49 مشروعا. أما فى مجال الاتصالات والصناعات الغذائية والمولات التجارية، فقد بلغت قيمة الاستثمارات فيه 58 مليار دولار. وتعد جنوب افريقيا ومصر ونيجيريا أكثر الدول جذبا للاستثمارات الدولية فى هذه القطاعات. فقد جذبت جنوب افريقيا استثمارات بقيمة 59 مليار دولار، فيما جذبت مصر 46 مليار دولار، ونيجيريا 22 مليار دولار.