أعتقد أن البعض جلس امام التليفزيون لمشاهدة خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام مجلس النواب وهو ينتظر أن يقطع الرئيس خطابه لكى يوجه اعتذارا للنائب توفيق عكاشة ويدعوه للعودة فورا إلى مقاعد البرلمان بعد أن رفض الأخير الحضور احتجاجا على تجاهل الرئيس لطلباته المتعددة بأن يحدد موعدا للقائه وربما كانت الصورة ستصبح أكثر كوميدية إذا كان الرئيس قد ترجل عن المنصة لمصافحة النواب فردا فردا حيث كنا سنشهد الكثيرين وهم يستوقفونه لالتقاط الصور السيلفى الثنائية حتى يثبت هؤلاء النواب لأبناء دوائرهم أن علاقاتهم وثيقة بالرئيس شخصيا . إن المشهد تحت قبة البرلمان المصرى مازال ضبابيا ولا يبعث على التفاؤل لأن رغبة الكثير من الأعضاء فى عمل شو إعلامى تفوق قدراتهم على العمل والإنجاز فالاهتمام بالشكليات وإدعاء البطولة باتا يقلقان الشارع المصرى ويجعلانه يقارن بين البرلمان الحالى وبرلمان الإخوان المسلمين وأعتقد أن الأمر سيزداد سوءا فى حالة العودة للبث المباشر للجلسات كاملة وهو ماسيحدث قريبا فى ظل ضغوط البعض من أجل ذلك متناسين أن النص على علانية الجلسات لايعنى بالضرورة بثها تليفزيونيا وإنما يعنى السماح لمن يريد من المهتمين بحضور الجلسات. أما البث المباشر فسيكون تأثيره كارثيا على صورة المجلس لأن هناك من يجلسون لتصيد الأخطاء والأخطاء موجودة بالفعل. إن مافعله النائب توفيق عكاشة بمقاطعة خطاب السيسى خاطئ لأنه كممثل لدائرة دوره الرئيسى أن يطرح قضايا دائرته تحت قبة البرلمان وليس فى لقاء خاص مع الرئيس ونفس الأمر بالنسبة للنائب المستشار سرى صيام الذى تقدم باستقالته بحجة تهميشه ناسيا أن تعيينه فى هذا المكان شرف يجب أن يحافظ عليه ويدافع عنه بقوة وأن أى محاولة لتجاهله تبقى مؤقتة ومصيرها الفشل . لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول