أريد أن أشعر أنى إنسان ،رغبة اعتملت فى قلوب أطفال افتقدوا الحب والحنان فى بيوت كان المفترض أن تكون هى منبع الرحمة وقست عليهم قلوب أمهاتهم فكانت كالحجارة أو أشد قسوة فطالبوا بأن يشعروا بإنسانيتهم ، أطفال سوء المعاملة هؤلاء هم خمس عينة أول دراسة ميدانية للمركز القومى للدراسات والبحوث الإجتماعية والجنائية كلف بها من قبل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ،أركز هنا على الخمس لأن هجرتهم لاترجع للظروف الاقتصادية الصعبة لمصر لأن أفراد العينة جاءوا من أسر متوسطة الحال، ولكن الأخطر أنها نتيجة القسوة التى ملأت قلوب الآباء والأمهات ، فماذا حدث لهذا البلد الطيب الذى امتزج طينه منذ القدم بالرحمة والحب والعطف . عندما تحدث أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد عن أبيه قال «ما قسا عليَ يوما ولاوجَه لى كلمة نابية أوعبارة تؤلم نفسى بل كان طيب الله ثراه عطوفا حكيما فى تربية أبنائه يعنى بالقدوة الحسنة وحسن التوجيه والإرشاد «. حكى لى فى رسالة الدكتور صابر عبد اللطيف الأستاذ بجامعة المنوفية أنه رأى سيدة أنيقة تحمل حقيبة فى يد وفى الأخرى تحمل المحمول وطفلها الذى تعلم المشى حديثا يخطو خلفها متعثرا فتلتفت إليه فى قسوة وتقول « إمشى يا جزمة «. أخرى دخلت تتسوق ومعها طفلها الذى لم يبلغ الرابعة يصرخ وراءها وهى لاتلتفت إليه ولما انزعجت من صراخه لكمته على وجهه لكمة ضابط مباحث لمجرم ثم أكملت بسبه ، هذه الأم وغيرها جعلن أطفالهن يهجِون من بيوتهم بل بلدهم فى ظاهرة جديدة على مصر باتت تهدد سلامة وأمن أبنائنا وتجعلهم عرضة لكل صور الإستغلال ،لو عرفت هذه الأم ما فعل حنان وعطف وصبر معلمة هيلين كيلر العمياء الصماء البكماء ،جعلتها أنفع للإنسانية من كثير من البشر قرأت مائة ضعف ما يقرؤه المبصرون وألفت سبعة كتب ، فقد كانت لها كملك كريم صور من نور وأمل لمزيد من مقالات سهيلة نظمى