يعيد تعقد الأوضاع واحتدام القتال فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وموجات تدفق اللاجئين على أراضى أوروبا إلى الأذهان ذكرى حرب الثلاثين عاما (1618 1648) التى تعرضت لها أوروبا وانطلقت شرارتها بسبب التناحر المذهبى بين الكاثوليك والبروتستانت ، وسبقها نشوب العديد من النزاعات وتنافس المصالح، وامتدت ساحتها لأنحاء أوروبا مما أسفرعن فناء جزء كبير من الشعوب بسبب المجاعات والأوبئة والدمار الاقتصادى والاجتماعى، واستغرق تغلب بعض الدول على آثار الحرب أكثر من قرن. رغم أن مؤتمر ميونيخ السنوى للأمن الذى بدأ أمس الأول بمشاركة 30 دولة هو منتدى لا يتمتع بأى سلطات أو صلاحيات، إلا أنه منبر مهم للحوار حتى فيما بين أطراف متخاصمة.الحرب فى سوريا ،ومشكلة اللاجئين، ومستقبل النظام الأمنى الأوروبى قضايا ركز عليها المؤتمر الذى يختتم أعماله اليوم. وعلى هامشه جاء إعلان الاتفاق عن وقف الأعمال القتالية فى سوريا فى غضون أسبوع وتوفير مساعدات إنسانية عاجلة.الإعلان يعد بارقة أمل حذر وسط نذر باندلاع حرب واسعة النطاق خاصة بعدما تردد عن إرسال قوات برية لسوريا، وهو ما وصفه خبير عسكرى سويسرى بأنه يؤدى لمزيد من التصعيد، وقارن بين الأوضاع الراهنة بالمنطقة وما شهدته حرب الثلاثين عاما فى أوروبا. كذلك يثير إعلان وزير الدفاع الأمريكى إمكان انضمام حلف الأطلنطى للتحالف الدولى لمحاربة داعش قلق الكثيرين.أزمة اللاجئين شغلت أيضا فنانين عالميين مثل جورج كلونى وشارل أزنافور، فعلى هامش مهرجان برلين السينمائى التقت المستشارة الألمانية كلونى وزوجته وهما ناشطان فى مجال دعم اللاجئين ،وأشاد كلونى بسياسة ميركل تجاههم. أزنافور الفرنسى من أصل أرمنى قال فى لقاء مع شبكة «سى إن إن» إنه يعد أغنية عن اللاجئين، مشيرا إلى أن مساهماتهم ممكن أن تكون مفيدة للمجتمعات التى يصلون إليها موضحا أنه شخصيا يعد نموذجا لذلك. ربما تكون هناك بارقة أمل يرسلها بيان ميونيخ بشأن سوريا،لكن يجب أن تكون النيات إزاء تحقيقه صادقة،فهل هى كذلك؟. لمزيد من مقالات ايناس نور