فى أغسطس عام 5791 وفى أثناء مناقشة رسالتى للدكتوراه عن الصحافة المصرية والقضية الفلسطينية 7191 6391، وجهت نداء إلى المسئولين عن الهيئة العامة للكتاب وجميع المهتمين بالتراث الصحفى بضرورة الإسراع إلى حماية هذا التراث من الاندثار نتيجة الاهمال الجسيم وضياع جزء كبير من الصحف التى تضم بين صفحاتها تاريخ الوطن السياسى والاجتماعى والثقافي، وعندما توليت مسئولية تدريس مادة تاريخ الصحافة، ثم شاركتنى الدكتورة نجوى كامل النداءات، ولكن على امتداد أربعة عقود لم تجد آذانا صاغية، بل تدهورت الأمور إلى الحد الذى يهدد ما تبقى من التراث، ولقد ظل طلابنا الذين نحرص على ضرورة اطلاعهم على الصحف القديمة، ودراستها، وتحليل مضامينها يوافوننا بالشكاوى ويزودونا بالإيصالات المكتوب عليها كلمة واحدة «فى الترميم»، إشارة إلى الصحف غير المتاحة، وقمنا بتأسيس مركز علمى بكلية الإعلام لحماية ودراسة التراث الصحفي، وتوجهنا إلى كل الهيئات المعنية بحماية الوثائق والمخطوطات التى تسجل تاريخ الوطن منها مكتبة الإسكندرية ودار الكتب المصرية وبعض المؤسسات الخاصة، وبكل أسف لم تجد محاولاتنا، وتضاعفت مأساتنا فى إصرار الجامعة على تجميد نشاط المركز لعدم قدرته على إدارة نشاطه بموارده الذاتية، باعتباره وحدة ذات طابع خاص، ولابد أن يواصل دوره اعتمادا على تنمية موارده الذاتية، وازداد الأمر سوءا عندما فوجئت بطلاب قسم الصحافة يخبروننى برفض إدارة الدوريات والصحف بدار الكتب السماح للطلاب بالاطلاع على الصحف اليهودية الصادرة فى مصر، رغم اطلاعى عليها ودراستها وإصدارها عام 9791 فى كتاب بعنوان «الصحافة الصهيونية فى مصر من 8981 4591»، علاوة على إنجاز الدكتورة سهام نصار لرسالة الدكتوراه عن الصحافة اليهودية فى مصر عام 0891.. فما هو السبب الحقيقى الكامن وراء هذا القرار العجيب؟. د. عواطف عبدالرحمن