إذا كان للحب يوم يحتفل به الجميع, فإننا نستطيع أن نجعل للحب عيداً فى قلوبنا كل يوم, فالحب شعور يعبر به المحبون عن مشاعرهم تجاه بعضهم البعض, وما أكثر من تحبهم المرأة المصرية فهى تحب زوجها وأولادها وأهلها وجيرانها وزملاءها كما أنها تحب فعل الخير من أجل كل ذلك يكون للحب عيد كل يوم فى قلب السيدة المصرية. وسواء كان عيد الحب هو يوم 14 فبراير نسبة الى أسطورة القديس «فالنتين» أو فى 4 نوفمبر حين دعا مصطفى أمين للحب بكل أشكاله، فإن الحب يجعل الآلاف يتذكروننا عندما نرحل، وهذا ما دعا اليه الكاتب مصطفى أمين أن يكون الحب بشكله الطبيعى فى الأحياء والمناطق الشعبية بين أهل المنطقة أو بين العائلة الواحدة, وقد فكر فى جعل يوم للحب عندما وجد جنازة تسير وخلفها 3 أشخاص فقط فدعا إلى هذا اليوم حتى يحب الناس فيه بعضهم بعضا. وأثبتت الدراسات أن الحب يمثل الدافع القوى للإنسان لمواجهة الأمراض لأن من يحب تتكون بداخله عاطفة حب الحياة ومواجهة أصعب المواقف بشكل يتميز بالتفاؤل لشعوره بوجود من يسانده ويدفعه لمواجهة مشاكل الحياة. يقول د. أحمد فاروق استشارى الأمراض الباطنية والقلب إن العلاقات الإنسانية عموما وعلاقة الحب بصفة خاصة تزيد من ثراء حياة الإنسان وتجنبه الإصابة بالاكتئاب الذى يعد السبب الرئيسى للإصابة بالكثير من الأمراض خصوصا أمراض القلب, فالذين يعيشون فى وحدة عرضة أكثر من غيرهم للاصابة بالذبحات الصدرية وجلطات القلب لأن قدرتهم على مواجهة المشاكل والأزمات تضعف مما يؤثر على قدرة تحمل القلب, وإنه عند الشعور بالحب أو أي أحاسيس إيجابية يقوم القلب بإرسال رسائل إلى الدماغ ويفرز هرمونات تؤثر بشكل إيجابى على الصحة, كما أن هناك مرضى تتحسن ضربات قلوبهم بمجرد الانتقال من حالات الغضب أو التوتر إلى الحب وخاصة فى فترة الشيخوخة. لذا ينصح د. أحمد بضرورة التفاعل مع الناس والبحث عن العلاقات الاجتماعية القوية, لأن الارتباط العاطفى يجعل الإنسان أكثر تفاؤلا وإقداما على الحياة و ينشط الدورة الدموية ويحفز المخ على ضخ كمية أكبر من الدم فيزداد نشاط الجسم وتدعم قدراته المناعية. ويقول د. مدحت عثمان استشارى المخ والأعصاب إن عاطفة الحب تنشأ نتيجة توافق المجالات الكهرومغناطيسية المحيطة بجسم الإنسان مع من يحب والذى يمنح الطاقة للقلب والمخ خصوصا الفص الأمامى المسئول عن التفكير والذى ينشط الغدد لإفراز المواد الكيميائية والتى تمنع الإصابة بالكثير من الأمراض والجلطات التى تصيب خلايا المخ ويكثر انتشارها بين كبار السن, كما أنه يمنع ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم وفقدان الشهية والأرق واضطراب الانفعالات وآلام المفاصل وأخيرا السمنة الناتجة عن الأحزان والتشاؤم وأمراض الشيخوخة و خاصة شيخوخة المخ. ويشير د. مدحت الى أنه كلما ازدادت صلات الإنسان الاجتماعية كانت قدرته على مواجهة الأمراض أقوى خصوصا الأمراض النفسية وأخطرها الاكتئاب لذلك ينصح كبار السن بضرورة الدخول فى علاقات إنسانية وعاطفية حتى يشغل ذهنه ويبعده عن التفكير فى المخاطر التى يتعرض لها فى هذه المرحلة العمرية, خاصة إن الوحدة التى تنتج عنها الإصابة بالاكتئاب تؤدى إلى خمول الذهن وإنخفاض القدرة على المتابعة ويصبح المخ عرضة للإصابة بالزهايمر. أما د. أحمد يحيى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع فيؤكد أنه كلما ازداد الإنسان فى السن سواء كان رجلا أم امرأة ازدادت تجاربه الشخصية والاجتماعية وانعكس ذلك على خبراته الشخصية سواء كانت عاطفية أو اجتماعية مما ينعكس على أسلوب تعامله مع الآخرين واستجابته للكثير من المواقف الإنسانية. وينوه إلى أن الارتباط العاطفى فى سن متأخرة يختلف عن مرحلة المراهقة والتى تكون بها المشاعر متأججة وقابلة للتغيير والتبدل أما فى السن الأكبر تكون نتيجة لتراكم الخبرات فيحاول الرجل أو المرأة عمل قائمة بالصفات التى يريدها فى شريك الحياة ويرسم صورة كاملة للشخص الذى يريد الارتباط به مما ينعكس بالضرورة على قوة هذه العلاقة ويجعلها أكثر نضجا.