دائما ما يجادلك أنصار جماعة الإخوان الإرهابية بأن رئيسهم محمد مرسى فشل بسبب انقلاب ما سموه «الدولة العميقة» عليه,وهو اتهام للأجهزة السيادية بإفشال أى إنجاز رئاسى لصالح الشعب حينذاك.هل بإمكاننا الآن تكرار نفس الإسطوانة ونحن نراقب التربص والتشكيك فى أى إنجاز رئاسى فى عهد السيسى؟ عندما بدأ السيسى فى جنى ثمار عشرات الجولات الخارجية فى صورة اتفاقيات تجارية وقروض وكان آخرها حضور وزيرة إيطالية على رأس وفد تجارى كبيرإلى القاهرة لتوقيع اتفاقيات بالمليارات,فجأة انقلبت الأجواء إلى ظلام دامس عندما طرح الوفد تساؤلا عن مصير مواطن إيطالى مختف وقبل أن تبدأ السلطات البحث عنه تظهر جثته ممزقة ليقطع الوفد زيارته وتنضم إيطاليا إلى روسيا فى قائمة الحلفاء المتوجسين خيفة من الاقتراب أكثر من بلادك حتى لا تحل اللعنة! وبعد نجاح الجيش والشرطة فى تأمين البلاد خلال ذكرى 25 يناير بعد أن ذرت الرياح تهديدات الإخوان والعملاء,تظهر بعدها بساعات خطة كسرالشرطة بسيناريو مبتكر«بلالين الواقى الذكرى»,ولأن محترفى التخريب يراعون الإخلاص فى عملهم لتحليل كل دولار يتكسبونه تفرعت الخطة إلى تضخيم الممارسات الفردية لأفراد الشرطة وتصوير هذا الجهاز على أنه عصا غليظة على رأس المستشفيات والجامعات ومشجعى الكرة المهاويس المأجورين. وبمناسبة الكرة ألا يرى قارئ هذه السطور علاقة بين عودة التشجيع العائلى والشبابى الرياضى الحميد الذى شهدناه أثناء البطولة الإفريقية لكرة اليد والتجدد المفاجئ لعنف جماعات «الألتراس» التى دفعتها الأحقاد وحالة النرجسية الإجرامية التى تلبستها بعد استبعادها من حضور بطولة اليد إلى العودة واستعراض شغبها على طريقة «نحن هنا», بل وانقسمت جماعاتها إزاء مبادرة الرئيس للحوار. هذه بعض عينات مما قد نسميه سوء حظ رئاسى أو قد يكون تربصا من جانب أجهزة بالداخل أو قوى بالخارج لا ترغب فى نجاح الرئيس,لكن فى أى الأحوال هناك حالة جمعية من التبلد وعدم التفاعل الإيجابى مع الإنجازات وكأنها مخصصة لشعب آخر وتلك مصيبة لن ننساق معها لمن يتحدث عن مؤامرة على الرئيس لكن أعتقد وهو يقترب من استهلال عامه الثالث بالحكم أنه بحاجة لاستلهام ثورة التصحيح التى مهدت للسادات نصر أكتوبر, فهل يفعلها؟ لمزيد من مقالات شريف عابدين