زار الدكتور رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان القاهرة مؤخرا بدعوة رسمية، وقال مشار الذى اندلع بينه وبين رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت صراعا مريرا منذ ديسمبر عام 2013، إنه يرغب فى دعم مصر لتنفيذ اتفاق السلام. وقدخلفت الحرب بين الطرفين دمارا واسعا فى الدولة الوليدة التى استقلت عن السودان الأم عام 2011، وحصدت أرواح عشرات الآلاف من القتلى، وشردت حوالى 4 ملايين، وجعلت7 ملايين بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، كما وضعت قادة الجنوب تحت سيف التهديد الدولي بالعقوبات. حينما التقيت مشار مؤخرا، آلمنى كثيرا الوضع المرير الذى آلت إليه الأحوال فى الجنوب ، وتذكرت لقائى الأخير معه فى يوليو عام 2011 غداة يوم استقلال الجنوب، وقبيل ساعات من مغادرته إلى نيويورك لإلقاء كلمة فى الأممالمتحدة والحصول على الإعتراف الدولى، يومها كانت الآمال عريضة، وقال لى مشار إنه يتطلع لبناء دولة قوية ترعى مواطنيها، وتقيم علاقات حسن جوار مع جيرانها، وقال إنه يسعى لاتفاق حريات أربع مع القاهرة وتعاون مع العرب..وفى صبيحة يوم 16 ديسمبر عام 2013 استيقظت أثناء وجودى فى العاصمة الموريتانية نواكشوط على الخبر الفاجع بالأحداث المريعة، التى كانت البداية لاندلاع الحرب المدمرة بالجنوب، كان أمرا مفجعا بالنسبة لى، وأدركت وقتها أن تداعياتها ستكون خطيرة فى ظل أوضاع ملتهبة مهيأة للانفجار، كان حزنى بالغا من أجل شعب الجنوب المسكين، الذى عانى أبناؤه ويلات الحروب، اتصلت يومها بالسيد عمرو موسى ورجوته أن يكون مبعوثا لمصر لبذل الجهد لدى طرفى الأزمة، من أجل احتواء الأزمة فى مهدها، لما لمصر وموسى شخصيا من ثقل ومصداقية لديهما.. واليوم مازالت الأوضاع فى الجنوب تحتاج جهودا مصرية كبيرة حثيثة، والأمر ليس يسيرا، لأن جروح ومرارات الحرب لن تنتهى فى يوم وليلة بين النخب والقواعد، ولأن الثقة بين طرفى الصراع مازالت غائبة. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى