ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس.. هذا ما يقوله الله عز وجل فى كتابه العزيز، فالفساد ليس صناعة فرد أو نظام، وإنما هو ثمرة وحصاد لزرع جماعى يشارك فيه كثيرون سلبا وإيجابا، وقد أصبح السلعة الأكثر رواجا فى العالم، وما نعانيه الآن هو نوع من المتاجرة بالفساد، وكل واحد لديه تفسير ومبررات لما يفعل، فهذا ناشط سياسى كما يسمى نفسه كل ما يفعله هو التنقيب عن كل سلبية وفساد يضخمه ويضيف إليه ويتفنن فى نشره ولا يقدم حلا، وربما استعان بأدلة وأرقام تدعيها وتفبركها جهات هو أول من يعلم أنها لا تريد خيرا لمصر، وتسعى إلى تدميره، ولو تمعن قليلا ونظر إلى سلوكياته ودوره لخجل من نفسه، أما قمة الفساد فهى الأدوار المشبوهة التى يؤديها البعض أفرادا وجماعات تحت ستار الديمقراطية والشرعية والحرية، ومن التناقض الصارخ أن أسلوبهم لتحقيق ذلك يستخدم أقصى درجات القمع والتعصب والقهر من إحراق وتدمير لأركان الدولة والقتل والترويع، ولن ينصلح الحال وتستقيم الأمور إلا بفرض الإصلاح بقوة القانون على الجميع. د. سمير قطب أستاذ بطب المنصورة