تنذر التطورات التى شهدتها الساحة السورية خلال الأيام القليلة الماضية بتحولات وأوضاع أكثر خطورة على صعيد الشرق الأوسط وربما العالم بكامله, وليس خافيا أن الإنجازات العسكرية والانتصارات الميدانية التى حققها النظام السورى وأسهمت فى تغير موازين القوة على الأرض شكلت ورقة قوية فى مصلحة النظام وتشدده فى عدم تقديم تنازلات جوهرية للمعارضة، وكذلك رفض مطالبها بشأن مصير بشار الأسد, بل إن النظام يراهن على الحسم العسكرى من أجل فرض شكل الحل السياسى فى النهاية وإرغام المعارضة على الاستسلام والقبول برؤيته فى ظل ضعف أوراق المعارضة السياسية والعسكرية. ويؤشر قرار المبعوث الدولى دى ميستورا بتعليق مفاوضات جنيف - 3 بعد أيام محدودة من انطلاقها لدخول الأزمة السورية والشرق الأوسط برمته وربما العالم أيضا مرحلة فى منتهى الخطورة قد تسفر عن تصعيد عسكرى غير مسبوق نتيجة تباعد احتمالات التسوية السياسية وتعميق أزمة الثقة بين مختلف أطراف الأزمة داخليا وخارجيا وإقليميا,وسيكون لهذا التعليق وهو التعبير المهذب لوقف المفاوضات أو بمعنى أدق انهيارها الكثير من المردود السلبى على مسارات الأزمة خاصة على الصعيدين الداخلى والإقليمى فى ظل التناقضات الحادة فى مواقف الأطراف المعنية فى المنطقة والتى قد تتجه إلى تبنى مواقف تتجاوز الإطار السياسى المطروح إلى الدخول فى عمل عسكرى بشكل أو بآخر,وهو ما تجلى بوضوح شديد فى تصريحات للعميد أحمد العسيرى مستشار وزير الدفاع السعودى يوم الخميس الماضى بشأن استعداد بلاده للمشاركة فى أى عمل عسكرى برى فى سوريا, كما تحدثت تقاير استخباراتية روسية عن مخطط لتركيا لغزو سوريا وهو ما نفته أنقرة واتهمت فى المقابل موسكو باحتلال الأراضى السورية فى سجال سياسى خطير مشحون بمظاهر التوتر الأمنى الذى قد يقود إلى نتائج غير مرغوب فيها حتى من أطراف الأزمة ذاتها,ويبدو الآن أن تلك الأطراف تتجه نحو سيناريو الجنون الذى قد يفجر الموقف إلى مستويات غير مسبوقة من العنف والتصعيد العسكرى فى كل أنحاء المنطقة وليس سوريا فقط. لمزيد من مقالات عماد عريان